رحيل الممثل بيتر غرين عن 60 عامًا: مسيرة فنية متألقة وحياة مالية متواضعة
أثار رحيل الممثل الأمريكي بيتر غرين، عن عمر ناهز 60 عامًا، موجة من التأمل في حياته المهنية التي تميّزت بتناقضها بين النجاح الفني والتحديات الشخصية.\
عرف الجمهور غرين من خلال أدائه لأدوار الشخصيات الغامضة والمضطربة في أفلام التسعينيات، التي تحوّلت إلى أيقونات في الثقافة السينمائية.
ورغم موهبته العالية وحضوره اللافت على الشاشة، ظلت مسيرته متقلبة تهيمن عليها فترات من الغياب، ومشكلات شخصية أثّرت في استقراره المهني والمالي.
بحسب تقديرات متداولة في أوساط الصناعة السينمائية الأمريكية، تراوحت ثروة بيتر غرين قبيل وفاته بين عدة مئات من آلاف الدولارات وأقل من مليون دولار.
ويُعد هذا الرقم متواضعًا للغاية مقارنة بتأثيره الثقافي والسينمائي، إذ لم تنعكس مشاركته في أشهر أفلام التسعينيات على وضعه المالي بشكل كبير.
ففي حين استفاد نجوم الصف الأول من الاتفاقيات طويلة الأمد والحصص من الأرباح، ظل غرين يعتمد على الأجور المسبقة المحدودة التي يحصل عليها من أدواره كممثل مساعد.
ورغم مشاركته في أفلام ناجحة مثل "Pulp Fiction" إلى جانب المشهد الأشهر الذي جسّد فيه شخصية "زيد"، و"The Mask"مع جيم كاري، لم يتمكّن من تحقيق قفزة نحو أدوار البطولة أو الدخول في سلاسل أفلام كبرى تضمن له عائدات مستمرة.
إرث بيتر غرين بين المجد الفني والتحديات المالية
وُلد غرين عام 1965 وبرز منتصف التسعينيات كممثل موهوب يجسد الأدوار المعقّدة والعنيفة بإتقان لافت، لكن التحديات الشخصية من إدمان واضطرابات نفسية حالت دون استمراره في صدارة المشهد الفني.
تحدث غرين في سنواته الأخيرة بصراحة عن معاناته مع الإدمان وفترات عدم الاستقرار، والتي تسببت في ضياع فرصٍ مهنية عديدة وغياب طويل عن الأضواء.
وفي العقدين الأخيرين، اكتفى بالظهور في أفلام مستقلة وأدوار تلفزيونية محدودة، ما أبقاه داخل الصناعة دون أن يحقق الأرباح التي تجنيها أفلام الاستوديوهات الكبرى.
ورغم تواضع الثروة التي تركها بيتر غرين، ظل بعيدًا عن الصورة النمطية للنجم الباحث عن الأموال والشهرة، فقد كرّس وقته لمشروعات فنية جانبية مثل الكتابة والرسم، لكنها لم تساهم كثيرًا في تحسين وضعه المالي.
كما واجه فترات من المصاعب الطبية والقانونية، زادت من الأعباء التي حدّت من قدرته على تحقيق استقرار اقتصادي على المدى الطويل.
رحيل غرين أعاد إلى الواجهة النقاش حول الواقع الاقتصادي الصعب للممثلين خارج دائرة النجوم الكبار، والهوة بين الشهرة الجماهيرية والعائد المادي الحقيقي.
ورغم أنه لم يكن من الأسماء الأعلى دخلًا في هوليوود، فإن حضوره في أفلام خالدة مثل Pulp Fiction وThe Mask جعله جزءًا من ذاكرة السينما الحديثة.
