اعتقاد شائع يتهاوى: لماذا لا تستطيع بعض السلاحف الاختباء داخل أصدافها؟
كشفت تقارير علمية في علم الزواحف أن الاعتقاد الشائع بأن جميع السلاحف تستطيع سحب رؤوسها إلى داخل أصدافها ليس صحيحًا تمامًا، إذ أوضحت الأبحاث أن هذه القدرة تختلف بين الأنواع، وهو ما يرتبط بتطور بنية الصدفة ووظائفها على مدى ملايين السنين.
وأوضح التقرير المنشور في livescience، أن السلاحف البرية وبعض الأنواع التي تعيش بين اليابسة والمياه بإمكانها سحب رؤوسها وأطرافها إلى الداخل كوسيلة دفاع طبيعية ضد المفترسات، مستفيدة من الشكل القُبّبي لصدفتها الذي يوفر مساحة أكبر لحركتها الداخلية. وتُعد السلاحف الصندوقية الشرقية من أكثر الأنواع قدرة على الإغلاق الكامل، إذ يوجد بصدفتها السفلية مفصل يسمح لها بإغلاقها تمامًا لحماية جسدها.
هل تسطيع السلاحف البحرية سحب رؤوسها؟
في المقابل، أكد الباحثون أن السلاحف البحرية لا يمكنها سحب رؤوسها أو أطرافها إلى الداخل، بسبب تصميم أصدافها الانسيابي والخفيف والمخصص لتسهيل السباحة السريعة ودعم قدرتها على الهروب في البيئات البحرية المفتوحة.
وأشار الخبراء إلى أن عملية التطور الطبيعي لأصداف السلاحف بدأت قبل ما يقرب من 300 مليون عام، ولم تكن الحماية الدافع الأول وراء ظهورها. فقد ساعدت الصدفة في بداياتها تلك الكائنات القديمة على الحفر والتنقل في بيئات قاسية أكثر من كونها وسيلة دفاعية. ومع مرور الزمن، اندمجت عظام الظهر والبطن لتُكوّن الدرع الكامل كما في السلاحف الحديثة، ليصبح مع الوقت أداة فعالة للحماية من المفترسين.
ووفقاً للدكتور تايلر ليسون من متحف دنفر للعلوم الطبيعية، تشكلت الأصداف تدريجيًا بدءًا من توسّع الأضلاع لدى كائن يُعرف باسم Eunotosaurus africanus قبل 260 مليون سنة، وصولًا إلى عالم السلاحف المكتمل في نوع يُدعى Proganochelys قبل 210 ملايين سنة، وهو أول كائن امتلك صدفة متكاملة تربط جزأيها العلوي والسفلي.
وأكد العلماء أن السلاحف استطاعت بفضل هذه البنية الصلبة النجاة من ثلاث موجات انقراض كبرى على مدار تاريخ الأرض، ما جعلها من أقدم الكائنات الحية التي لا تزال تحافظ على ملامحها التطورية منذ مئات ملايين السنين حتى اليوم.
