فلسفة مختلفة في وادي السيليكون.. مايكروسوفت تراهن على روح الفريق لا المال
أكد مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، أن استراتيجيته في التوظيف لا تعتمد على المبالغة في الرواتب أو الحوافز المالية لجذب الكفاءات، في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ميتا وغوغل.
وأوضح سليمان، في تصريحات له ضمن أحد البرامج الحوارية الاقتصادية، أنه لا يسعى إلى مجاراة العروض المالية المبالغ بها قائلاً: "لا أعتقد أن أحدًا يستطيع منافسة تلك الأرقام"، في إشارة إلى المكافآت الضخمة التي تقدمها بعض الشركات للمهندسين والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
نهج مصطفى سليمان داخل مايكروسوفت
انتقد سليمان نهج بعض الشركات التي تركز على الكثرة العددية في التوظيف بدلاً من بناء فرق منسجمة، مشيرًا إلى أن الطريق الأمثل للنجاح في هذا المجال يقوم على اختيار الأفراد بدقة وبناء بيئة عمل تركز على التعاون والثقة.
وقال إن تجربته السابقة في شركة الذكاء الاصطناعي ديب مايند علّمته أهمية التوظيف الانتقائي، موضحًا أنه يسير على النهج ذاته داخل مايكروسوفت، من خلال اختيار الأشخاص الذين يتوافقون مع قيم الفريق وثقافته. وأضاف أنه يفضّل التطوير التدريجي للفريق على سياسة التوظيف السريع القائمة على الإغراءات المالية.
المنافسة بين شركات وادي السيليكون على مواهب الذكاء الاصطناعي
تأتي تصريحات سليمان في ظل تنافس شديد بين كبرى شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون لجذب خبراء الذكاء الاصطناعي، حيث وصلت الرواتب إلى مستويات غير مسبوقة.
فقد أنفقت شركة ميتا أكثر من 14 مليار دولار على صفقات جذب المواهب، فيما أجرت شركة غوغل صفقات بمليارات الدولارات لضم قادة مشاريع الذكاء الاصطناعي. وتشير التقديرات إلى أن المديرين في الشركات الناشئة ضمن هذا القطاع يتقاضون رواتب أساسية تتراوح بين 300 و400 ألف دولار سنويًا.
ورأى سليمان أن حركة تنقل الخبراء بين الشركات أصبحت أمرًا طبيعيًا في ظل محدودية الكفاءات عالميًا، ضاربًا مثالاً بانتقال نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت مؤخراً إلى شركة آبل.
وأكد أن مايكروسوفت استقطبت مؤخرًا عدداً من الخبراء من شركتي ديب مايند وأوبن آي، نافياً وجود أي اتفاقيات تمنع انتقال الموظفين بين الشركات، موضحًا أن مثل هذه الاتفاقات غير قانونية، وأن "لكل شخص الحق في العمل بالمكان الذي يفضّله".
