بيع عملة نادرة في مزاد علني بـ800 ألف دولار!
حققت آخر سنتات أُنتجت في الولايات المتحدة رقماً قياسياً مذهلاً هذا الأسبوع بعد بيعها في مزاد علني مقابل مبلغ خيالي بلغ 800 ألف دولار، أي أكثر من 26 مليون ضعف قيمتها الاسمية. هذه العملات التاريخية تأتي لتختتم حقبة طويلة بدأت منذ أكثر من 230 عامًا.
مجموعة تاريخية تسجل أرقامًا قياسية
تتألف المجموعة الفائزة في المزاد من ثلاثة سنتات: واحدة سكّت في دنفر، وأخرى في فيلادلفيا، ونسخة مصنوعة من الذهب عيار 24 قيراطًا.
تم ترقيم مجموعات السنتات من 1 إلى 232، ما يمثل كل سنة من سنوات سك السنتات الأميركية منذ عام 1793. في هذه المجموعة، إذا كان أول سنت يمثل الألفا، فإن هذه المجموعة التاريخية تمثل الأوميجا، أي نهاية حقبة كاملة من العملات المعدنية.
جميع العملات تحمل الحرف اليوناني "Ω" تحت كلمة "Liberty" إلى يسار وجه الرئيس أبراهام لينكولن، ما يميزها عن غيرها ويجعلها جزءًا من تاريخ العملة الأميركية الفريد.
وصف دار المزاد Stacks Bowers المجموعة رقم 232 بأنها "آخر سنتات معدّة للتداول على الإطلاق"، ما يجعلها قطعة فريدة من نوعها لهواة جمع العملات.
قوالب السك الأصلية تزيد من القيمة التاريخية
ما يجعل هذه المجموعة استثنائية هو إرفاق القوالب المعدنية (dies) المستخدمة في سك آخر سنتات الأوميجا. القوالب نفسها تم تشغيلها شخصيًا بواسطة أمين الخزانة الأميركي براندون بيتش لإنتاج الأربعة سنتات النهائية. هذه اللمسة الشخصية أضافت قيمة تاريخية كبيرة للعملات، ما جعلها محط أنظار جامعي العملات والمستثمرين حول العالم.

ولم تكن هذه المجموعة وحدها من حققت أرقامًا قياسية، إذ بيعت مجموعة رقم 1 مقابل 200,000 دولار، والمجموعة رقم 212 مقابل 180,000 دولار، والمجموعة رقم 69 مقابل 160,000 دولار، ما يعكس الاهتمام الكبير بالسنتات النادرة وارتفاع الطلب عليها بشكل استثنائي.
سكّت دار العملة في فيلادلفيا آخر سنتاتها في نوفمبر الماضي بعد أن أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب إلغاء العملة المعدنية 1 سنت، مشيرًا إلى أن تكلفة إنتاجها أصبحت تفوق قيمتها الفعلية، وأن معظم العملاء يعتمدون على الدفع الإلكتروني أو بطاقات الائتمان بدلاً من النقد الورقي.
ورغم استمرار مليارات هذه العملات في التداول القانوني، فإن أهميتها المالية تتراجع باستمرار. بعض الشركات بدأت بالفعل في اعتماد سياسات التقريب لأقرب خمسة سنتات لتسهيل المعاملات اليومية، في خطوة تشير إلى نهاية فعليّة لعصر هذه العملة الصغيرة في الحياة العملية.
بيع مجموعة الأوميجا بهذه القيمة القياسية يعكس الاهتمام العالمي بجمع العملات التاريخية. يراقب المستثمرون وهواة جمع العملات المزادات الكبرى، حيث تصبح هذه القطع الصغيرة فرصة استثمارية وربما إرثاً تاريخياً يُحفظ للأجيال القادمة.
وفقًا للخبراء، فإن القطع النادرة مثل الأوميجا تزداد قيمتها مع مرور الوقت بسبب ندرتها وأهميتها التاريخية، ما يجعلها أكثر من مجرد قطعة نقدية، بل رمزًا ثقافيًا وتاريخيًا.
