لماذا جاءت تسلا في ذيل تصنيف موثوقية السيارات المستعملة؟
أظهر تقرير حديث صادر عن مجلة «كونسيومر ريبورتس»، تراجعًا حادًا في ترتيب شركة «تسلا» ضمن تصنيف الموثوقية طويلة الأمد للسيارات المستعملة، وهو المؤشر الذي يقيس قدرة السيارات على العمل بكفاءة عالية دون أعطال جسيمة بعد مرور سنوات من الاستخدام، إذ جاءت في المركز السادس والعشرين والأخير بين 26 علامة تجارية حول العالم، محققة 31 نقطة فقط في معيار «حكم الموثوقية» المعتمد من المجلة.
وبحسب نتائج الدراسة، حلت «تسلا» خلف «جيب» التي سجلت 32 نقطة، و«رام» بـ35 نقطة، و«كرايسلر» بـ36 نقطة.
وشمل التقرير السيارات التي يتراوح عمرها بين خمس وعشر سنوات، وهي الفترة التي شهدت تسارع إنتاج طراز «موديل 3» في مصانع «تسلا» بمدينة فريمونت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حين لجأت الشركة إلى إقامة خطوط تجميع مؤقتة داخل خيام ضخمة في ساحة المصنع لمواكبة الطلب المتزايد.
وأشارت المجلة إلى أن بيئة التصنيع تلك لم تكن مثالية لإنتاج سيارات طويلة العمر أو عالية الجودة، ما انعكس على موثوقية الطرازات المنتَجة خلال تلك المدة.
وفي المقابل، لفت تقرير «كونسيومر ريبورتس» إلى أن أداء «تسلا» شهد تحسنًا ملموسًا في الأعوام الأخيرة، إذ أظهرت أحدث طرازاتها «موثوقية أعلى من المتوسط»، بفضل تطوير أنظمة التصنيع وضبط الجودة.
كما صعدت سياراتها الجديدة إلى المركز التاسع في تصنيف المجلة للتوقعات المستقبلية للموثوقية، متقدمة على علامات مثل «كيا» و«فورد» و«أودي»، ومتفوقة على بعض منافسيها من فئة السيارات الفاخرة مثل «فولفو» و«كاديلاك».
تصنيف موثوقية السيارات 2025
على الجانب الآخر من القائمة، تصدرت «ليكزس» و«تويوتا» تصنيف الموثوقية، بعد أن سجلتا 77 و73 نقطة على التوالي، تلتها «مازدا» في المركز الثالث بـ58 نقطة، ثم «هوندا» بـ57، وجاءت «أكورا» خامسة بـ53 نقطة.
وتُعزى هذه النتائج، بحسب ستيفن إيلك مدير برنامج تحليل بيانات السيارات في المجلة، إلى أن العلامات اليابانية تتبع نهجًا «محافظًا» في التصميم والتطوير؛ فهي تعتمد على تحسينات تدريجية في الموديلات، بدلاً من إدخال تغييرات جذرية أو دمج تقنيات غير مجربة، ما يمنحها استقرارًا على المدى الطويل.
وأوضح إيلك، أن السيارات التابعة لهذه العلامات «تُعتبر موثوقة منذ خروجها من المصنع وتواصل أداءها الموثوق مع مرور السنوات»، مشيرًا إلى أن الموثوقية لا تتحقق بالابتكار السريع فحسب، بل بالاستمرارية والتحسين المتدرج للتقنيات القائمة.
وفيما يتعلق بتصنيف السيارات الحديثة، أظهرت البيانات أن شركة «ريفيان» جاءت في المرتبة الأخيرة بتقييم 24 نقطة، تلتها «رام» بـ26 نقطة، و«جيب» بـ28، و«جي إم سي» بـ31 نقطة.
ويعكس هذا الترتيب التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة في قطاع السيارات الكهربائية، مقارنة بالعلامات التقليدية الأكثر خبرة في ضبط الجودة والتطوير طويل الأمد.
