كيوساكي يتنبأ بارتفاع الذهب والبتكوين.. ويحذر من تجاهل التاريخ المالي
حذَّر الكاتب والمستثمر الأمريكي روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب الأب الغني والأب الفقير، من أن العالم يعيش اليوم أخطر انهيار اقتصادي في تاريخه الحديث، مؤكدًا أن الأزمات المالية الكبرى لا تقع فجأة، بل تُبنى على مدى عقود طويلة.
تاريخ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
وأوضح كيوساكي في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن الكارثة الحالية تعود جذورها إلى عام 1913، حين استلم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السيطرة على النظام النقدي للولايات المتحدة، وهو ما وصفه بـ"اللحظة التي بدأ فيها تآكل الثروة الحقيقية".
وأضاف أن اعتماد الاقتصاد العالمي على العملات الورقية "الفيّات" تسبب في نشوء أزمات مالية متتالية، أدت في النهاية إلى ما يعيشه العالم اليوم من تضخم وعدم استقرار اقتصادي.
وسلّط كيوساكي الضوء على محطات تاريخية مفصلية في رحلته الشخصية مع المال، قائلاً إن أول "انهيار حقيقي" شهده كان عام 1965 عندما حوّلت الحكومة الأمريكية العملات الفضية إلى عملات مزيفة، في خرقٍ واضح لما يُعرف بـ"قانون غراهام"، الذي ينص على أن "عندما يدخل المال الرديء الاقتصاد، يختفي المال الجيد من التداول".
وأضاف أنه في ذلك العام، وكان يبلغ 18 عامًا فقط، بدأ بتخزين العملات الفضية الحقيقية، وواصل جمعها حتى أصبحت جزءًا مهمًا من ثروته، معتبرًا أن تلك الخطوة كانت أول دروسه في الاستقلال المالي.
LESSON # 8: How you can get richer as the world economy collapses.
CRASHES do not happen over night.
CRASHES take decades to occur.
For Example:
Silver crashed in 1965: when the US government turned silver coins into fake coins….
Violating Greshams Law which stated when…— Robert Kiyosaki (@theRealKiyosaki) December 10, 2025
وأشار كيوساكي إلى أن التحول الأكبر في الاقتصاد العالمي حدث عام 1971، عندما ألغى الرئيس ريتشارد نيكسون ارتباط الدولار بالذهب، لتصبح قيمة العملة خاضعة بالكامل لقرارات البنوك والحكومات، مما أدخل العالم في عصر "الاقتصاد القائم على الدَّين"، وهو نظام يعتمد على القروض والائتمان كوسيلة للنمو بدلاً من المال الحقيقي المدعوم بأصول مثل الذهب.
وأردف قائلاً إنه في العام التالي 1972، اشترى أول عملة ذهبية من نوع South African Krugerrand بسعر 50 دولارًا، وكانت آنذاك مقتنيات الذهب محظورة على الأمريكيين، ما اضطره لتهريبها إلى داخل البلاد.
واليوم، تصل قيمة تلك العملة الواحدة إلى نحو 4,500 دولار أمريكي، وفقًا لتصريحاته.
وتابع موضحًا أنه يحتفظ حاليًا بمجموعته من الذهب والفضة في بنوك سويسرية، تحسبًا لأي انهيار مفاجئ في النظام المالي الأمريكي، مشيرًا إلى أن "المستعدين هم الرابحون" في كل الانهيارات الكبرى.
أزمة الديون الأمريكية
وفي تحليله للوضع المالي الراهن، أكد كيوساكي أن الولايات المتحدة واليابان أصبحتا من أكبر الدول المدينة في العالم، في حين يعاني المواطن الأمريكي العادي من أعباء الديون العقارية والتعليمية وبطاقات الائتمان.
وأضاف أن أزمة السكن تفاقمت لدرجة أن كثيرًا من الموظفين أصبحوا بلا مأوى رغم امتلاكهم وظائف مستقرة، لأن رواتبهم لم تعد تكفي لتغطية إيجارات المساكن.
ويرى كيوساكي أن "المال المزيف" الصادر عن مؤسسات مالية وحكومية هو السبب الرئيس في تدمير الثروات الشخصية، داعيًا الأفراد إلى العودة للاستثمار في "المال الحقيقي"، ممثلًا في الذهب والفضة والعملات الرقمية مثل Bitcoin وEthereum، والتي يصفها بأنها "مال الناس"، مقابل الذهب والفضة.
واختتم كيوساكي حديثه بتأكيد أن الدروس المالية لا تُدرّس في المدارس، رغم أنها السبيل الوحيد لحماية الأفراد من الانهيارات المتكررة، متسائلًا: "لماذا لا نُعلّم الثقافة المالية في المدارس؟"، وهو السؤال ذاته الذي دفعه لتصميم لعبة Cashflow Board Game عام 1996، وكتابة أول كتبه عن المال المزيف عام 1997.
وحذّر الكاتب الأمريكي من الثقة العمياء في المؤسسات المالية التقليدية، معتبرًا أن الخاسرين في الأزمات الاقتصادية هم أولئك الذين ينتظرون "إنقاذًا حكوميًا"، فيما الرابحون الحقيقيون هم الذين يستعدون عبر فهم التاريخ والدروس النقدية المتكررة.
وختم كيوساكي حديثه برسالة قوية قائلاً: "المال المزيف أسقط الإمبراطوريات الرومانية والصينية والألمانية عبر التاريخ، وسيستمر في فعل ذلك طالما تجاهل الناس الحقيقة.. احفظوا الذهب والفضة والبتكوين والإيثريوم، فهي مفاتيح النجاة المقبلة".
