ترتيب الكائنات الأكثر إخلاصًا… دراسة تضع البشر في مرتبة مفاجئة
كشفت دراسة جديدة أعدّها علماء من جامعة كامبريدج، عن ترتيب الكائنات الحية من حيث الالتزام بعلاقة واحدة طويلة الأمد، حيث تصدّر الطرغولية في كاليفورنيا القائمة، باعتباره الكائن الأكثر وفاءً في الطبيعة، بينما جاء الإنسان في المركز السابع، متفوقًا بذلك على كثير من أنواع الحيوانات التي تفضّل التعدد في العلاقات.
الحيوانات الأكثر إخلاصًا
أظهرت الدراسة، التي استخدمت تحليل النسب الجينية بين الأشقاء في عدد من الأنواع الحيوانية، أن فأر الغزال أو الطرغولية يسجل 100% من النسل لأبوين مشتركين، متقدمًا على الكلب الإفريقي بنسبة 85%، وفأر الخلد بنسبة 79.5%.
كما شملت القائمة الذئب الإثيوبي والقندس الأوراسي، الذي جاء في المركز السادس بنسبة 72.9%.
فيما جاء الإنسان في المرتبة السابعة بنسبة 66%، ما يشير إلى أن العلاقات الطويلة بين شريكين هي الأكثر شيوعًا في التاريخ الإنساني.
ويرى الباحثون أن هذا يعكس ميل البشر الطبيعي إلى الارتباط المستقر، رغم تنوع الثقافات والأنماط الاجتماعية، وقال مارك دايبل، المشرف على الدراسة، إن الإنسان يقع ضمن ما أسماه "الدرجة الممتازة من الحيوانات الأكثر وفاءً"، موضحًا: "رغم أن أغلب الثدييات تميل إلى التنقل بين شركاء، فإن الإنسان يمثل حالة استثنائية من الارتباط المستمر بشريك واحد".
في المقابل، جاءت الأغنام في ذيل الترتيب بنسبة 0.6% فقط من النسل الناتج عن والدين متطابقين، لتكون الأقل وفاءً في المملكة الحيوانية، كما جاءت أنواع أخرى مثل قرود المكاك والدلافين والحيتان القاتلة في مراتب متأخرة، إلى جانب الغوريلات والشمبانزي، اللتين سجلتا نسبًا منخفضة من الالتزام بالعلاقة الواحدة.
ورأى الباحثون أن التطور الاجتماعي للإنسان جعله يميل إلى العلاقات القائمة على الالتزام والتعاون طويل الأمد، وهي سمة نادراً ما تظهر في الكائنات الأخرى.
وأوضح دايبل أن العلاقة بين الشريكين لدى الإنسان تطورت لتدعم بناء الأسرة وتقسيم الأدوار في تربية الأبناء، وهو ما أسهم في نجاح الإنسان على المستوى الاجتماعي والبيولوجي.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Proceedings of the Royal Society B، حيث أكد الباحثون أن ميل الجنس البشري إلى الارتباط المستقر يجعله أكثر إخلاصًا من معظم الكائنات الحية، ويضعه ضمن المراتب الأولى فيما يمكن تسميته بـ"قائمة وفاء الكائنات".
