من أزقة جايبور إلى أضواء سوذبيز: ساعات Trunks Company تتألّق في المزاد
في عالم المزادات العالمية، حيث تتحرك الأرقام بسرعة وتبقى القطع الاستثنائية نادرة بطبيعتها، برز صندوق جامع الساعات من شركة Trunks Company Jaipur كأحد العناوين اللافتة مؤخرًا.
هذه القطعة الخاصة شقت طريقها إلى قاعات دار سوذبيز، حيث أُغلق المزاد عليها في 9 ديسمبر بسعر نهائي بلغ 53,340 دولارًا أمريكيًا، لتتحوّل إلى مثال واضح على كيف يمكن لتصميم مخصص لهواة جمع الساعات أن يحظى بمكانة لافتة في أحد أهم ميادين البيع العالمية.
جايبور وتصميم خارجي يفرض حضوره
انطلق تصميم الصندوق من رؤية باريتوش ميهتا، المؤسس والمدير الفني في Trunks Company Jaipur، الذي قرأ احتياجات هواة جمع الساعات من زاوية مختلفة، ليس خزانة إضافية في غرفة الملابس، بل قطعة قائمة بذاتها، تجمع بين التصميم الداخلي المدروس وحضور بصري يجعلها محورًا في أي مساحة تُوضع فيها.
يُقدَّم صندوق جامع الساعات بهيئة أقرب إلى تحفة تصميمية معاصرة تستند إلى إرث محلي واضح.
من الخارج، يجمع بين جلد ناعم الحبيبات بدرجتين من الأخضر والأزرق، يتداخل مع خشب الساج الغني ولمسات من النحاس المصقول.
هذه الخلطة المادية لا تأتي بوصفها استعراضًا للخامات، بل كتدرج بصري هادئ يوازن بين دفء الخشب وبرودة المعادن وطراوة الجلد.
في منتصف هذا المشهد، يظهر القفل السداسي المميز المستلهم من الإرث الهندسي والثقافي لمدينة جايبور، ليعمل كعلامة تعريفية للصندوق واتجاهه الجمالي.
على مستوى الأبعاد، يمنح الصندوق حضورًا ملموسًا في أي غرفة. فعند الإغلاق، تبلغ أبعاده تقريبًا 43 × 50 × 159 سنتيمتر، لترسم كتلة رأسية أنيقة.
وعند فتح الأبواب بالكامل، تمتد الأبعاد إلى نحو 95 × 45 × 159 سنتيمترًا، فيما تمنح زاوية فتح مختلفة قياسًا يبلغ قرابة 92 × 52 × 159 سنتيمتر.
ومع وزن يقترب من 100 كيلوغرام، يبدو واضحًا أن القطعة صُممت لتكون ثابتة في مكانها، لا تُنقل كثيرًا، بل تُعامَل كجزء من المشهد المعماري في المنزل أو المكتب.
هندسة داخلية تراعي أدق التفاصيل
القيمة الحقيقية لصندوق جامع الساعات لا تكمن في واجهته الخارجية فحسب، بل في تنظيمه الداخلي المدروس لتجربة جامع الساعات المعاصر.
يكتسي الداخل ببطانة من خامة المايكرو فابريك باللون الأزرق، تتداخل معها تفاصيل من الجلد الأخضر، في انسجام لوني ينعكس بصريًا على حضور الساعات نفسها.
يتضمن الصندوق 17 دعامة للساعات من نوع Signature Watch Sentinels، تتعامل بسلاسة مع مختلف الأحجام، فيما تتولى مُحرِّكات تدوير الساعات Watch Winders العناية بالنماذج الأوتوماتيكية بهدوء لا يكاد يُلحظ.
وتتكامل التجربة مع أدراج مبطّنة تحتفظ بعدد إضافي من الساعات على وسائد مخصصة، إلى جانب مساحة أنيقة لأدوات العناية، وحقيبة سفر مدمجة تسهّل اصطحاب مجموعة مختارة من الساعات والأحزمة في الرحلات من دون التفريط في مستوى الحماية أو العرض.
كل ساعة تجد مكانها على دعامة مصممة وفق آلية مسنن والترس rack and pinion، ما يتيح ضبطًا سلسًا يتكيف مع مختلف أحجام المعاصم.
هذه الهندسة لا تهدف إلى الاستعراض التقني بقدر ما تترجم فكرة أن صندوق جامع الساعات يجب أن يتعامل مع كل قطعة كما لو كانت مصممة على المقاس.
اقرأ أيضًا: سوذبيز تفتح مزاد الخريف بأندر ساعات التاريخ
تفاصيل خفية تصنع المشهد
ما إن يُفتح صندوق جامع الساعات حتى يتضح أن ما يميّزه لا يقتصر على البنية العامة، بل يمتد إلى التفاصيل الدقيقة التي أعيد التفكير فيها بعناية لتشكيل تجربة كاملة لمالك القطعة.
حركة الأبواب تبدو محسوبة بعناية، بإيقاع هادئ يمنح لحظة فتح الصندوق طابعًا خاصًا، أقرب إلى طقس يومي ثابت له حضوره ووقعه.
خلف سلاسة فتح الأبواب وإغلاقها، تكمن واحدة من أكثر التفاصيل التي تطلبت وقتًا في تطوير صندوق جامع الساعات لدى Trunks Company Jaipur: مفصلات الدار المميزة، تلك التفصيلة استغرقت نحو عامين ونصفًا من العمل، ونُحتت يدويًا وفق هندسة الشعار السداسي، لتتحول إلى جزء مدمج من شخصية الصندوق وليست مجرد عنصر تقني.
الإضاءة هي عنصر آخر يُسهم في تمييز التجربة البصرية. في الداخل، توزَّع مصابيح LED خافتة بعناية، لتسلط الضوء على الموانئ والتفاصيل الدقيقة في كل ساعة من دون أن تطغى عليها أو تتسبب في وهج مزعج.
النتيجة مشهد أقرب إلى عرض متحكم في إضاءته، كل ساعة تبدو في فضائها الخاص، مع توازن بين الضوء والظل يبرز النقوش والعقارب ومؤشرات الساعات بطريقة مدروسة.
وجود مرآة مخفية بالداخل يضفي بعدًا عمليًا للحظة الاختيار والارتداء، فيما يوفّر القسم المخصص للأدوات مساحة تخزين أنيقة وغير مرئية، بحيث تبقى كل العناصر الضرورية قريبة، من دون أن تفسد المشهد البصري العام.
في النهاية، يقدم صندوق جامع الساعات من Trunks Company Jaipur، كما ظهر في مشهد المزاد لدى سوذبيز، نموذجًا واضحًا على أن التطور في عالم الساعات لا يقتصر على التعقيدات الميكانيكية داخل العلبة، بل يمتد إلى المساحة التي تعيش فيها هذه الساعات بعد اقتنائها.
هو صندوق صُمم لحفظ الزمن بمعناه الواسع، حيث تتحول كل ساعة إلى فصل من حكاية شخصية، تُحفظ بعناية، وتُعرض بوعي، وتُعامل كجزء من إرث يُبنى، قطعة بعد أخرى.
