لوحة كليمت النادرة تتصدر مزاد سوذبيز التاريخي في نيويورك
تستعد دار سوذبيز للمزادات في نيويورك لطرح إحدى أندر اللوحات في تاريخ الفن الحديث، وهي لوحة "إليزابيث ليدرير" للفنان النمساوي الشهير غوستاف كليمت، والتي كان يمتلكها قطب التجميل الأمريكي الراحل ليونارد لودر، بسعر تقديري قد يصل إلى 150 مليون دولار.
ويبلغ ارتفاع اللوحة 2.5 متر، وقد رسمها كليمت بين عامي 1914 و1916، وتُصوّر ابنة أحد أثرياء فيينا وهي ترتدي رداءً مزخرفًا بتفاصيل مستوحاة من الفن الصيني.
وقد ظلّت اللوحة تزيّن منزل لودر في مانهاتن حتى وفاته في يونيو الماضي عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد أن اقتناها في منتصف ثمانينيات القرن العشرين.
لوحة لكليمت تتصدر مزاد سوذبيز
ويمثل هذا المزاد جزءًا من حدث فني استثنائي وصفته دار سوذبيز بأنه "تجسيد لشغف أحد أبرز جامعي الفن في أمريكا".
وتشمل المجموعة أيضًا لوحتين أخريين لكليمت من مقتنيات لودر: "بلومينفيس - المرج المزهر" التي رسمها عام 1908، و"منحدر الغابة في أونتراخ" عام 1916، والمتوقع بيعهما معًا بما يتراوح بين 70 و80 مليون دولار لكل منهما، وبذلك، تُقدّر القيمة الإجمالية للمجموعة بأكثر من 400 مليون دولار.
ولطالما كان ليونارد لودر، الابن الأكبر لمؤسسي إمبراطورية مستحضرات التجميل إستي لودر، من أبرز رعاة الفنون وجامعي اللوحات الكلاسيكية في الولايات المتحدة، إذ امتلك أعمالاً لفنانين كبار مثل بابلو بيكاسو وفاسيلي كاندينسكي، وكان معروفًا بحبه للفن الأوروبي الحديث.
وخلال حياته، قلّما سمح لودر بخروج لوحات كليمت من منزله، إذ أعارها فقط إلى مؤسسات فنية مرموقة مثل متحف الفن الحديث (MoMA) ومعرض نيوي غاليري في نيويورك، الذي أسسه شقيقه رونالد لودر.
كما عُرضت اللوحة عام 2017 في المعرض الوطني الكندي للمرة الأولى، وظلت هناك حتى مطلع هذا العام.
وفي حفل خاص أقيم في مبنى بروير بمناسبة افتتاح المزاد، قال أحد الحضور: "عرض لوحات كليمت للبيع حدث نادر للغاية، فهذه الأعمال عادةً لا تغادر مجموعات جامعيها الخاصة".
مجموعة لودر الفنية
ويُتوقع أن يجذب المزاد اهتمام نخبة من جامعي التحف الفنية من حول العالم، خاصة وأن أعمال كليمت أصبحت من الأكثر طلبًا في السوق العالمي خلال السنوات الأخيرة، إذ بيعت لوحته "Portrait of Adele Bloch-Bauer II" في وقت سابق مقابل أكثر من 87 مليون دولار.
اقرأ أيضا: لوحة غيريت دو النادرة تُعرض لأول مرة منذ 125 عامًا في مزاد
وسيضم المزاد المرتقب أيضًا أعمالًا لفنانين عالميين من طراز فان جوخ وإدوارد مونش وبابلو بيكاسو وهنري ماتيس، إلى جانب ست منحوتات نادرة للفنان الفرنسي نفسه.
يُذكر أن ليونارد لودر، الذي بلغت ثروته نحو 32 مليار دولار عام 2021، لعب دورًا محوريًا في تحويل شركة إستي لودر من علامة عائلية صغيرة إلى إمبراطورية تجميل عالمية تضم أكثر من 20 علامة تجارية وتحقق مبيعات سنوية تتجاوز 15 مليار دولار.
وترك رحيله فراغًا في عالم الأعمال والفن معًا، لكن إرثه الفني الهائل، الذي سيُعرض جزء كبير منه في المزاد الأسبوع المقبل، يظل شاهدًا على شغفه العميق بالفن الحديث ورؤيته الجمالية الفريدة.
