هل تختفي لوحة المفاتيح قريبًا؟ دراسة تتنبأ بثورة في طريقة التواصل المهني
أظهر تقرير صادر عن مدرسة لندن للاقتصاد بالتعاون مع شركة Jabra، أن لوحة المفاتيح مهددة بالاختفاء خلال السنوات المقبلة، مع توقع اعتماد جيل ألفا، المولود بعد عام 2010، على الملاحظات الصوتية كوسيلة رئيسية للتواصل في بيئات العمل بدلاً من الكتابة التقليدية.
وأوضح التقرير الذي أعدّه البروفيسور مايكل موتوكريشنا من مدرسة لندن للاقتصاد، أن هذه التغييرات ليست بعيدة المنال، بل تمثل جيلاً جديدًا من التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حيث ستكون الأوامر والمحادثات الصوتية محور العمل اليومي في المكاتب بحلول عام 2028.
ويرى الخبراء أن اللغة المنطوقة ستصبح وسيلة التعبير الأساسية، فيما سيقتصر استخدام الكتابة على المراجعة والتحرير فقط.
مستقبل العمل بالصوت والنصوص
أشار بول سيبتون، رئيس الاتصالات العالمية في شركة جابرا، إلى أن جيل ألفا سيعمل بالصوت قبل أن يكتب، مضيفًا أن التقنية الجديدة ستجعل التفكير بصوت مرتفع وسيلة لصياغة الأفكار، بينما يصبح دور لوحة المفاتيح مقتصرًا على التدقيق اللغوي.
وأوضح التقرير أن هذا التحول التقني يأتي مدفوعًا بالتطور المتسارع في أدوات الذكاء الاصطناعي، التي باتت قادرة على تحويل الكلام إلى نصوص وتقارير، وتنفيذ المهام بشكل تلقائي، الأمر الذي يجعلها أكثر سرعة وكفاءة من الكتابة اليدوية.
وتُظهر نتائج الاستطلاع داخل الدراسة أن 14% من العاملين يفضّلون بالفعل التحدث بدلاً من الكتابة عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما يُتوقع أن تتزايد النسبة مع اتساع انتشار هذه التقنية.
كما تلفت نتائج البحث إلى أن العاملين الأكبر سنًا بدوا أكثر حماسًا لاستخدام الأوامر الصوتية مقارنة بجيل "زد" الأصغر، بحسب ما توصلت إليه الدراسة.
إيجابيات وسلبيات الأوامر الصوتية
ورغم الإيجابيات المتوقعة لاعتماد التقنية الصوتية، إلا أن الدراسة حذرت من بعض السلبيات المصاحبة، فقد أظهرت البيانات أن من يعتمدون على الصوت في إنجاز مهامهم أداؤهم أقل بنحو 20% من أولئك الذين يكتبون تقاريرهم، بسبب صعوبة التعبير عن الأفكار المعقدة شفويًا.
إلى جانب ذلك، أبدى عدد من المشاركين قلقًا من أن التحدث بصوت مرتفع في المكاتب المفتوحة قد يمس خصوصيتهم، فضلاً عن مخاوف من احتمال استخدام بياناتهم الصوتية لتدريب النماذج الذكية.
من جانبه، أكد البروفيسور فابريس كافاريتا من كلية إدارة الأعمال إيسيك، أن النصوص المكتوبة ستبقى عنصرًا أساسيًا في بيئة العمل الحديثة، نظراً لسهولة مراجعتها والرجوع إليها في أي وقت، متوقعًا أن يعتمد المستقبل الوظيفي على دمج الأوامر الصوتية مع النصوص التي تُحوَّل تلقائيًا بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات.
