دراسة: قلة النوم والقلق يزيدان خطر أمراض القلب والكلى
كشفت دراسة علمية واسعة أن اضطرابات النوم والقلق النفسي قد تكون سببًا رئيسيًا في تدهور صحة القلب والكلى وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالجهازين القلبي والكلوي والتمثيل الغذائي. وأشارت النتائج إلى أن النوم الجيد المنتظم يمكن أن يكون عامل حماية فعالاً ضد ما يُعرف بـ"تعدد الأمراض القلبية الكلوية الأيضية".
نُشرت الدراسة في مجلة Sleep Health: Journal of the National Sleep Foundation، وأجراها باحثون من جامعتي تشنغتشو وجيلين في الصين، مستندين إلى بيانات أكثر من 375,000 شخص من قاعدة بيانات UK Biobank البريطانية. شملت الدراسة أفرادًا تراوحت أعمارهم بين 37 و73 عامًا لم يكونوا مصابين بأي من أمراض القلب أو الكلى أو السكري في بداية المتابعة، التي امتدت لمدة تقارب 14 عامًا.
اعتمد الباحثون على مؤشر مركب لتقييم جودة النوم، شمل ستة عوامل مثل مدة النوم، ونمط الساعة البيولوجية (الصباحي أو المسائي)، وتكرار الأرق، والشخير، والقيلولة، وسهولة الاستيقاظ. واعتُبر النوم الصحي من سبع إلى ثماني ساعات في الليلة، مع قلة الأرق والشخير، والنهوض المبكر، علامة على جودة النوم.
أظهرت النتائج أن الأفراد الذين حققوا أعلى درجات النوم الصحي كانوا أقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بأحد أمراض القلب أو الكلى أو السكري مقارنة بمن يعانون من اضطرابات النوم. كما أوضحت النتائج أن النوم الجيد يقلل احتمالية تطور المرض إلى مرحلة تعدد الأمراض المزمنة بنسبة مماثلة.
وبينت الدراسة كذلك أن الأشخاص الذين يتمتعون بنوم صحي كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 21% خلال فترة المتابعة، ما يعزز العلاقة بين النوم السليم وطول العمر.
قلة النوم والقلق: دور الصحة النفسية
كشفت التحليلات أن اضطرابات القلق والاكتئاب كانت بمثابة حلقة وصل بين ضعف النوم وبين تدهور الحالة الصحية. فقد فسرت العوامل النفسية نحو 16% من العلاقة بين تدهور النوم والإصابة بالمرض الأول، و14% من العلاقة بتطور المرض، وارتفعت النسبة إلى 25% في ما يتعلق بخطر الوفاة.
وفسّر الباحثون ذلك بأن القلق والاكتئاب يؤديان إلى إجهاد الجهاز العصبي والهرموني، ما يؤثر سلبًا في القلب والتمثيل الغذائي ويزيد الالتهابات في الجسم.
أكدت الدراسة أن الفوائد الوقائية للنوم كانت أكثر وضوحًا في المراحل المبكرة من المرض، حيث ساعدت عادات النوم الجيدة على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة قبل تفاقمها. وأوصى الباحثون بدمج تقييم جودة النوم ضمن الفحوص الطبية الدورية، إلى جانب قياس ضغط الدم ومستويات السكر والكولسترول.
كما أكدت النتائج أهمية معالجة اضطرابات القلق والاكتئاب كجزء من خطط الوقاية من أمراض القلب والكلى، نظرًا لعلاقة الصحة النفسية الوثيقة بالصحة الجسدية. ودعت الدراسة إلى التركيز على الحلول الشاملة، مثل تعديل نمط الحياة وتحسين جودة النوم لتقليل أعباء الأمراض المزمنة على المدى الطويل.
