رسميًا.. الصحة العالمية تعتمد أدوية إنقاص الوزن في مواجهة السمنة
أصدرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، دليلاً إرشاديًا جديدًا حول استخدام علاجات "الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1)"، لعلاج السمنة لدى البالغين.
ونُشر الدليل في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) كبيان خاص، مقدّمًا توصيتين مشروطتين تهدفان إلى توجيه الممارسات السريرية ووضع السياسات الصحية في مواجهة هذا المرض المزمن واسع الانتشار.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن السمنة تؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم، وتُعد مرضًا مزمنًا متكررًا يرتبط بمعدلات مرتفعة من الأمراض المصاحبة، والوفيات المبكرة، والأعباء الاقتصادية الضخمة على الأنظمة الصحية والمجتمعات.
ويأتي هذا الدليل كاستجابة للحاجة المتزايدة إلى سياسات واضحة وفعالة في ظل التقدم الكبير في العلاجات الدوائية الخاصة بالسمنة.
توصيات الدليل الجديد لعلاج السمنة
وتنص التوصية الأولى على أنه يمكن استخدام علاجات GLP-1 طويلة الأمد للتحكم في الوزن لدى البالغين الذين يعانون من السمنة. حيث تعتمد هذه التوصية المشروطة على أدلة متوسطة اليقين تُظهر قدرة هذه العلاجات مثل سيماجلوتيد وتيرزيباتيد على تحقيق فقدان وزن ذو دلالة سريرية، مع تحسينات أيضية واسعة.
وأخذت المنظمة في الاعتبار عوامل إضافية مثل "التكلفة"، ومدى جاهزية الأنظمة الصحية، وتأثير العلاج على العدالة الصحية"، و"التوصية الثانية" أكدت على أن المرضى المستفيدين من علاجات GLP-1 يحققون نتائج أفضل عند دمج الدواء مع علاج سلوكي منظم، يشمل تحديد أهداف للنشاط البدني، وبرامج غذائية معتمدة على تقييد استهلاك الطاقة، وجلسات استشارية منتظمة، وتقييم مستمر للتقدم.
وتستند التوصية الثانية أيضًا إلى أدلة ضعيفة اليقين تشير إلى أن الجمع بين العلاج السلوكي والدوائي يعزز فعالية أدوية مثل تيرزيباتيد وسيماجلوتيد وليراجلوتيد.
أراء الخبراء في التوصيات الجديدة
أوضح البروفيسور "بيتر شيبارد" من جامعة أوكلاند، أن تحوّل العالم خلال القرن الماضي من أزمة سوء التغذية إلى أزمة السمنة يعكس تغيّرات جذرية في البيئة الغذائية ونمط الحياة.
وقال أن السمنة أصبحت اليوم عاملًا رئيسيًا للإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب، وأمراض الكلى، وداء السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، مما يُقصر أعمار الناس ويُقلل من جودة حياتهم.
وأشار شيبارد إلى أن عدم فهم العوامل البيولوجية المنظمة للشهية وتخزين الدهون كان عقبة أمام تطوير علاجات فعالة، لكن ظهور أدوية تحاكي هرمون GLP-1 — مثل Wegovy وOzempic — غيّر المشهد تمامًا، إذ "يمكنها خفض الشهية والوزن بشكل آمن وفعال"
وأضاف أن هناك تحديات مهمة، أبرزها التكلفة العالية التي قد تصل إلى 6000 دولار نيوزيلندي سنويًا، لكن انتهاء براءة الاختراع قريبًا قد يُسهم في خفض الأسعار مع دخول منافسين جدد للسوق.
وحذّر من فقدان الكتلة العضلية كأثر جانبي محتمل لهذه الأدوية، خصوصًا لدى كبار السن، مشددًا على ضرورة المتابعة الدقيقة، رغم إقراره بأن هذه العلاجات ساهمت لأول مرة في خفض معدلات السمنة في الولايات المتحدة، وهو ما يعكس رغبة المرضى في حلول فعّالة.
من جهتها، قالت الأستاذة الفخرية "إيلين راش" من معهد ريديت إن الإرشادات الجديدة تُبرز الحاجة إلى "استجابة شاملة على مستوى النظام" تشمل الوقاية والرعاية ومعالجة الأسباب الجذرية للسمنة.
وأشارت إلى أن تكلفة الأدوية العالية وضرورة العلاج السلوكي المكثف يثيران تساؤلات حول "فعالية التكلفة"، مؤكدة أن السمنة ترتبط بعوامل بيئية واجتماعية معقدة مثل الفقر وقلة النشاط البدني وسوء جودة الغذاء.
وختمت راش قائلة إن الاستثمار في علاج جذور المشكلة عبر تحسين تغذية الأطفال، وتوفير بيئات صحية، وتعزيز النشاط البدني، قد يكون أكثر فعالية على المدى الطويل من الاعتماد الحصري على العلاجات الدوائية.
