سلوك غريب للقطط.. لماذا يختلف استقبالها للرجال مقارنة بالنساء؟
أثارت دراسة علمية جديدة موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كشفت أن القطط تميل إلى المواء أكثر وبصوت أعلى عندما يكون الشخص الذي يدخل المنزل رجلًا لا امرأة، في نتيجة تلقفها رواد الإنترنت بسخرية قائلين إن ذلك دليل إضافي على أن الرجال لا يستمعون جيدًا.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Ethology العلمية خلال شهر نوفمبر، رصدت تفاعلات 31 قطة منزلية مع أصحابها في لحظات الترحيب عند دخولهم المنزل. ولاحظ الباحثون سلوكًا متكررًا لافتًا، إذ تبين أن القطط تموء أكثر عندما يكون الداخل رجلًا مقارنةً بما تفعله عند استقبال النساء.
وبحسب الدراسة، لم تتغير باقي تفاصيل التحية كثيرًا؛ إذ حافظت القطط مع النساء على سلوكها المعتاد من رفع الذيل، والاحتكاك بالساق، وربما إصدار مواء خافت.
أما مع الرجال فبدا المشهد مشابهًا تقريبًا، لكن مع اختلاف أساسي واحد؛ هو زيادة وتيرة المواء وارتفاعه.
النتائج خرجت سريعًا من إطار الأبحاث الأكاديمية إلى دوائر الاهتمام الجماهيري. فقد سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على الدراسة، ثم تناولتها قنوات التلفزيون المحلية في فقرات خفيفة بوصفها خبرًا طريفًا يصلح لفقرة نهاية النشرات.
لماذا تموء القطط للرجال؟
وفي 28 نوفمبر، توسعت دائرة الانتشار أكثر عندما أعادت المذيعة الصباحية "غريس إيكرلي" على قناة "WRDE-TV" طرح الموضوع في مقطع على منصة "تيك توك "، سرعان ما حصد تفاعلًا كبيرًا.
وظهرت المذيعة غريس إيكرلي في مقطع فيديو تخاطب فيه متابعيها من محبي القطط بلهجة طريفة قائلة: "هذا إما أفضل خبر تسمعونه اليوم أو أسوؤه، فبحسب دراسة نشرها موقع سي إن إن (CNN)، تموء القطط بشكل متكرر أكثر عندما يكون صاحبها رجلًا. هل تعرفون السبب؟ لأنها سئمت من أنهم لا يستمعون!".
@graceeckerletv Cat owners: can we confirm or deny #catsoftiktok #cat #news #pets ♬ original sound - Grace Eckerle TV
وقد لاقت تلك الفكرة الساخرة تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل، خاصة أن الدراسة تفتح المجال لتفسيرات متعددة. فالباحثون لم يلاحظوا فروقًا واضحة في مشاعر القلق أو المودة أو التوتر بين الذكور والإناث أثناء التفاعل مع القطط، وإنما في شدة الصوت وعدد مرات المواء فقط.
وأرجع الفريق البحثي أحد التفسيرات المحتملة إلى أن مقدمي الرعاية من الرجال يحتاجون عادةً إلى إشارات صوتية أوضح ومتكررة كي ينتبهوا إلى قططهم ويلبّوا احتياجاتها.
ولا تُعد هذه الدراسة الاكتشاف الوحيد الذي يسلط الأضواء على سلوك القطط الخفي، إذ كشفت بحوث سابقة خلال هذا العام عن نتائج مثيرة حول أثر التواصل الهادئ بينها وبين البشر، خصوصًا في جلسات العناق أو المداعبة، شريطة أن تكون وفق "شروط القط" وإيقاعه المفضل.
وأظهرت النتائج أن هذا التفاعل لا يعود بالنفع العاطفي على القطط فحسب، بل على البشر أيضًا، حيث ارتفعت لديهم مستويات هرمون الأوكسيتوسين المرتبط بالثقة والارتباط والراحة، ما يؤكد أن القطط ليست مجرد كائنات مستقلة المزاج، بل مخلوقات قادرة على بناء روابط عاطفية حقيقية مع أصحابها.
وفي إطار آخر، أشار باحثون إلى أن بعض القطط قد تصلح لأداء دور الحيوانات العلاجية، خصوصًا مع الأشخاص الذين لا يفضّلون التفاعل مع الكلاب. وخلصت النتائج إلى أن دمج القطط في البرامج العلاجية يمكن أن يشكّل خيارًا فعّالًا لفئات محددة، مثل كبار السن أو من يعانون ضغوطًا نفسية واجتماعية.
