ما الذي يفعله المايكروبلاستيك بشرايينك؟ دراسة حديثة تكشف المفاجأة
أصدر العلماء تحذيراً جديداً بعد أن كشفت دراسة أن التعرض اليومي للجزيئات البلاستيكية الدقيقة (المايكروبلاستيك)، قد يسرّع من تطور تصلب الشرايين، وهو مرض يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
هذه الجزيئات الصغيرة موجودة الآن في كل مكان تقريباً، بدءاً من الأغلفة البلاستيكية والأقمشة، وصولاً إلى الطعام والمياه والهواء، وحتى داخل جسم الإنسان، ما يجعل تجنبها أمراً شبه مستحيل.
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Environment International، أن التعرض اليومي للمايكروبلاستيك يمكن أن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في تطور تصلب الشرايين.
وخلال الدراسة تم اعتماد نظام غذائي منخفض الدهون والكوليسترول مشابه للنظام الصحي لدى الإنسان، مع إعطاء جرعات يومية من الميكروبلاستيك بمقدار 10 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم على مدار تسعة أسابيع.
النتائج أوضحت أن الذكور أظهروا تقدماً كبيراً في ترسبات الشرايين، بينما لم تُسجل تغيرات واضحة لدى الإناث، وأكد الباحثون أن هذا الاختلاف يتماشى مع ما هو معروف في أبحاث أمراض القلب، حيث تختلف الاستجابة بين الجنسين بفعل عوامل مثل الكروموسومات والهرمونات، وخاصة الدور الوقائي لهرمون الإستروجين.
تأثير المايكروبلاستيك على الشرايين وصحة القلب
أظهرت النتائج أن الذكور الذين تعرضوا للمايكروبلاستيك سجلوا زيادة بنسبة 63% في الترسبات بجذر الشريان الأورطي، وارتفاعاً بنسبة 624% في الترسبات داخل الشريان العضدي الرأسي، وهو أحد الأوعية الرئيسية المتفرعة من الشريان الأورطي.
في المقابل، لم تُسجل لدى الإناث نفس الدرجة من التقدم في الترسبات، واللافت أن التعرض للميكروبلاستيك لم يتسبب في زيادة الوزن أو ارتفاع مستويات الكوليسترول لدى أي من الجنسين، إذ بقيت البنية الجسدية نحيلة مع ثبات مؤشرات الدهون، ما يشير إلى أن الضرر كان مباشراً على الأوعية الدموية، وليس مرتبطاً بالسمنة أو الدهون.
وأوضح البروفيسور تشانغتشنغ زو من جامعة كاليفورنيا، أن تجنب الميكروبلاستيك بشكل كامل أمر شبه مستحيل، لكنه شدد على إمكانية تقليل التعرض له من خلال الحد من استخدام البلاستيك في حفظ الطعام والمياه، تقليل المنتجات ذات الاستخدام الواحد، وتجنب الأطعمة المصنعة.
وأضاف أن الحفاظ على صحة القلب عبر النظام الغذائي المتوازن، ممارسة الرياضة، والتحكم في عوامل الخطر يظل ضرورياً، خاصة مع غياب طرق فعالة حتى الآن لإزالة الميكروبلاستيك من الجسم.
