ماذا فعلت "أوبن إيه آي" بعمالقة التكنولوجيا؟
كشف تحليل حديث نشرته "فاينانشال تايمز" أن شركات تزويد أوبن إيه آي بمراكز البيانات، والرقائق الإلكترونية، وحلول الحوسبة، تكبدت ديونًا بقيمة نحو 96 مليار دولار لتمويل عملياتها ودعم توسعها السريع في قطاع الذكاء الاصطناعي، ما يعكس المخاطر المالية المرتبطة بالشركة الناشئة التي لم تحقق أرباحًا بعد.
وأوضحت البيانات أن شركات "سوفت بنك" و"أوراكل" و"كور ويف" تحملت نحو 30 مليار دولار من هذه الديون، فيما حصلت شركتا "بلو أول كابيتال" و"كروسوي" على 28 مليار دولار، ويوجد 38 مليار دولار أخرى قيد النقاش مع "أوراكل" و"فانتاج" والبنوك التابعة لها، ليصل إجمالي الديون إلى 96 مليار دولار.
ديون شركاء OpenAI
يشير هذا الاعتماد الكبير على الديون إلى تحول في طريقة تمويل قطاع الذكاء الاصطناعي، إذ كانت أغلب الاستثمارات سابقًا تأتي مباشرة من السيولة النقدية لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"ألفابت" و"أمازون" و"ميتا".
ومن بين الشركات البارزة، تأتي "كور ويف" التي أعلنت عن 3.7 مليار دولار ديون جارية و10.3 مليار دولار ديون غير جارية، بالإضافة إلى 39.1 مليار دولار من عقود إيجار مستقبلية لمراكز البيانات، مع توقع تحقيق 5 مليارات دولار فقط من الإيرادات هذا العام، رغم وجود 56 مليار دولار من الإيرادات المؤجلة.

وبالإضافة إلى ذلك، تكبدت شركات التكنولوجيا الكبرى الخمس: "أمازون" و"جوجل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" و"أوراكل" نحو 121 مليار دولار ديون جديدة هذا العام لتمويل عمليات الذكاء الاصطناعي، بما يعادل 4 أضعاف متوسط مستوى الدين خلال السنوات الخمس الماضية.
تأثير القروض على أسواق الائتمان
وأثّرت هذه القروض الكبيرة على أسواق الائتمان، حيث لوحظت تغييرات ملحوظة في عقود المبادلة ضد التخلف عن السداد (Credit Default Swaps - CDS)، مع اتساع فروق الفوائد على ديون شركتي "أوراكل" و"كور ويف" بشكل واضح منذ سبتمبر.
وأشار جيم ريد من دويتشه بنك إلى أن هذه التغيرات تعكس "مرحلة جديدة من طفرة الذكاء الاصطناعي"، حيث يسعى المستثمرون إلى وسائل لتحوط المخاطر، وتعتمد أسواق الدين العامة بشكل متزايد على تمويل احتياجات رأس المال الكبيرة لشركات الذكاء الاصطناعي.
وبذلك لم تعد التمويلات تقتصر على السيولة الحرة للشركات الكبرى، بل أصبح الاعتماد على الديون عنصرًا أساسيًا لاستمرار النمو في هذا القطاع سريع التطور.
