OpenAI في مأزق قانوني: حكم جديد في ألمانيا قد يعيد تشكيل قواعد الذكاء الاصطناعي
أصدرت محكمة ميونيخ الإقليمية حكماً لافتاً ضد شركة OpenAI، بعد قبول شكوى قدمتها منظمة GEMA، التي تمثل مؤلفين وملحنين وناشرين موسيقيين في ألمانيا، معتبرة أن تدريب نماذج GPT-4 وGPT-4o على نصوص محمية، خصوصاً كلمات تسع أغنيات ألمانية شهيرة، يمثل «انتهاكاً مباشراً» لحقوق النشر.
الحكم يُعدّ أحد أبرز القرارات القضائية الأوروبية في ملف الذكاء الاصطناعي، ويعزز رؤية تعتبر استخدام أعمال فنية محمية في التدريب «نسخاً قابلاً للإدراك» وبالتالي انتهاكاً قانونياً.
محكمة ميونيخ: تخزين النصوص وإعادة إنتاجها خرق للملكية الفكرية
أوضحت المحكمة أن النموذج لم يكتفِ بالتعلم من الأغاني، بل احتفظ أيضاً بنسخ غير مشروعة من كلماتها، ثم أعاد إنتاج أجزاء منها عند طلب المستخدمين، حتى وإن جاء بعض الإخراجات ناقصاً أو متضمناً «هلوسات».

وبحسب الحكم، فإن مسؤولية الانتهاك تقع على الشركة وليس المستخدم، خصوصاً أن «روابط المشاركة» في ChatGPT تُحوّل المحتوى الناتج إلى مادة متاحة للعامة دون إذن أصحاب الحقوق.
وألزمت المحكمة OpenAI بالكشف عن تواريخ استخدام تلك النصوص داخل بيانات التدريب، وعدد مرات ظهورها، وما إذا كانت الشركة حققت مكاسب مالية من خلالها، كما منعتها من الاحتفاظ بالنصوص أو إعادة إنتاجها مستقبلاً، بينما ستُحدد قيمة التعويضات لاحقاً.
مقاربة ألمانية تُخالف حكماً بريطانياً
يأتي القرار مخالفاً لحكم بريطاني حديث رفض دعوى Getty Images ضد شركة Stability AI، إذ اعتبر أن نموذج Stable Diffusion «لا يخزن الأعمال ولا يعيد إنتاجها».
الاختلاف بين الحكمين كشف، وفق خبراء الملكية الفكرية، عن تباين النظرة إلى «الاستذكار» الذي تقوم به النماذج، إذ سهل إثباته في حالة النصوص الغنائية أكثر من الصور.
ويرى محللون أن الحكم قد يدفع الصناعة نحو إنشاء «سوق ترخيص» رسمي لمحتوى التدريب، بما يسمح بتعويض أصحاب الحقوق، خاصة كبار النجوم والناشرين، تماماً مثلما حدث مع نماذج الفيديو التي تبنتها بعض شركات الإنتاج الكبرى.
ورغم أن صُنّاع الموسيقى والنجوم قد يجدون في هذا النظام مصدراً جديداً للدخل، يبقى السؤال مطروحاً حول مستقبل الفنانين الصغار والمبدعين المستقلين الذين يخشون أن تجعلهم التقنية «هامشيين» في سوق يزداد تركّزاً.
