جوليان تورنار الرئيس التنفيذي لـHublot: الفخامة موقف لا مظهر.. والساعة رمز لإنجاز شخصي واعتزاز بالهوية
في الساعات، كما في المدن، توجد روح تستجيب للحظة. وHublot بخبرة تمتد لعقود تدرك أن الزمن ليس مجرد قياس، بل هو إحساس وطريقة حضور. لذلك يبدو حضورها في قلب العاصمة الرياض طبيعيًّا: مدينة تُكتب الآن بصيغة المستقبل، وتبحث عن جمالٍ خاص بها، وعن رموز تعبّر عنه دون صخب.
ويأتي افتتاح المتجر الرئيس الجديد لـ Hublot في الرياض ليترجم هذه الشراكة المتنامية مع السوق السعودي، خطوة لا يمكن وصفها بالتوسّع فحسب، بل هي تأكيد على التزام طويل الأمد تجاه جمهور يمتلك ذائقة دقيقة وتقديرًا حقيقيًّا للتميّز والحصرية.
يضم المتجر الجديد «غرفة التجربة» الأولى من نوعها في المنطقة، حيث يتعرّف الزائر على المواد والأفكار التي تشكّل جوهر فلسفة الدار في «فن الدمج».
في هذا الحوار مع الرجل، يتحدث جوليان تورنار (Julien Tornare)، الرئيس التنفيذي لـ Hublot، عن طبيعة العلاقة المتنامية مع الجمهور السعودي، وعن الفخامة اليوم بوصفها مرآة للهوية والشخصية. كما يشرح فلسفة الدار التي تزاوج بين التراث والابتكار، ويقدّم رؤيته للجيل السعودي الجديد الذي يلتقي مع الدار في جرأة البحث عن المختلف. ويكشف كذلك جانبًا إنسانيًّا يتعلق بفهمه الشخصي لمعنى الوقت وقيمته في حياة الإنسان، بوصفه أثمن ما نملك.
الرياض.. لقاء الجرأة والهوية
إلى أي مدى ترى أن روح الانفتاح الحالية في الرياض تتماشى مع فلسفة Hublot القائمة على الجرأة وكسر التقاليد؟
الرياض تبرز لنا بشكل استثنائي، ولكن ليس بوصفها مركزًا ثقافيًا ورياضيًا عالميًا فحسب. بالنسبة لـHublot، فإنها تحقق لنا عدة نقاط رئيسة. أولًا، تجسد الرياض مزيجًا من التقاليد والرؤية الجريئة: المدينة متجذّرة في تراث غني، ومع ذلك فهي تتطور بسرعة لتصبح مركزًا حديثًا للثقافة والرياضة والتصميم. هذا التزاوج بين التراث والابتكار يعكس الحمض النووي الخاص بـHublot الذي يقوم على الحرفية، والابتكار في المواد، وفن الدمج.
ثانيًا، فإن الفرصة السوقية حقيقية للغاية. خلال رحلاتي، ومن خلال الحديث مع شركائنا في الشرق الأوسط، أصبح من الواضح أن المملكة العربية السعودية تستحق تركيزًا طويل المدى: فثمة مستهلكون متطورون، ونمو سريع في البنية التحتية، وشغف حقيقي بالساعات الفاخرة.
ثالثًا، إن الزخم الرياضي والثقافي في الرياض يتماشى مع الطريقة التي نفكر بها كعلامة تجارية حول التجارب. Hublot ليست مجرد صانع ساعات، نحن رواة قصص عن الحرفية والابتكار والتراث. وضع متجرنا الرئيس في الرياض يعني أن نكون في المكان الذي تنبض فيه الطاقة، حيث يُبنى المستقبل.
إن موقع الرياض في قلب الثقافة والرياضة العالمية كان عامل جذب رئيسًا. ولكن لا تقل أهمية عن ذلك قيمها في الحرفية، والتراث، والابتكار، وطموحها واسع النطاق. بالنسبة لنا، بدا الأمر كخيار طبيعي لتعزيز قصة Hublot.
من الإعجاب إلى الانتماء
منذ افتتاح أول متجر لــ Hublot في الخبر عام 2016، كيف تصف تطور علاقتكم مع محبي العلامة في المملكة؟
منذ أن افتتحنا أول متجر مخصص لنا في الخبر عام 2016، تطورت طبيعة علاقتنا مع عشّاق Hublot في المملكة بشكل كبير. في ذلك الوقت، كان المتجر الأكبر عالميًا لدينا، وعكس الاهتمام المتزايد من العملاء السعوديين بساعاتنا.
على مدار السنوات الماضية، انتقلنا من مجرد كوننا علامة فاخرة يقدّرها المهتمون المحليون إلى أن أصبحنا شريكًا ذا معنى في رحلتهم في عالم صناعة الساعات. كما قلت عندما انضممت إلى Hublot، بمجرد أن بدأت السفر والتحدث مع أصدقائنا في الأسواق، أدركت عمق ارتباطهم العاطفي بها، فالأمر لا يتعلق فقط بالساعات، بل بالانتماء.
في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، قمنا بتطوير طرق تواصلنا: من تقديم إصدارات محدودة مخصصة للمنطقة، إلى استضافة فعاليات غامرة، لضمان أن صالات العرض لدينا تقدم ما يتجاوز البيع المباشر، لتصبح تجارب متكاملة في عالم Hublot، فعلى سبيل المثال، يضم المتجر الجديد في الرياض "غرفة التجربة" لتعزيز التفاعل مع العملاء.
باختصار، انتقلت علاقتنا من التعريف إلى الثقة ثم إلى المجتمع. فالمحبون هنا لا يشترون Hublot فحسب؛ بل يتماهون مع روحها: الحرفية، والابتكار، والتراث. نشعر بالفخر لكوننا جزءًا من تلك الرحلة.
ذائقة سعودية راقية وجريئة
ما الذي يميز الذوق السعودي في الساعات الفاخرة عن الأسواق الأخرى مثل الولايات المتحدة أو هونغ كونغ؟
تمثل المملكة سوقًا فريدة من نوعها في عالم الساعات، تتميز بالرقي والديناميكية. ومن خلال ملاحظاتنا الميدانية، لاحظنا العديد من الخصائص المميزة. أولًا، يتوقع المقتني السعودي توازنًا بين الحرفية العالية والتصميم الجريء. في المملكة، نحن نبيع في المقام الأول للعملاء المحليين. المستهلك الشرق أوسطي يحب المنتجات الجريئة والمختلفة. وهذا يسلط الضوء على تقدير السوق للأصالة والتميّز.
ثانيًا، هناك تقدير عالٍ جدًا للمواد والتشطيب وقصة الساعة نفسها. وهذا يعني أن العميل السعودي يرى الساعة بقدر ما هي قطعة تجسّد الحِرَفيّة الدقيقة والتقنية وفلسفة "فن الدمج"، بقدر ما هي رمز للمكانة.
ثالثًا، إن السياق يصنع الفارق: فحجم المبيعات أقل أهمية من التفرد، والإصدارات المحدودة، وتجربة المتجر. بالمقارنة مع أسواق مثل الولايات المتحدة أو هونغ كونغ حيث يسود الإرث والعراقة، نرى في السعودية جمهورًا يربط الساعات بالتقاطع بين الفخامة وأسلوب الحياة والأهمية الثقافية.
اقرأ أيضًا: بطل الملاكمة السعودي زياد المعيوف: في كل نزالٍ أروي حكاية وطن ودعاء أمي سر ثباتي في الحلبة
"غرفة التجربة" استكشاف وتعلم
ما الدور الذي تتوقع أن يقوم به المتجر الجديد في الرياض في تعزيز حضور Hublot؟
يمثل افتتاح متجرنا الرئيس الجديد في الرياض محطة محورية في تطور Hublot داخل المملكة. فالرياض تمثل المزيج المثالي بين التقاليد والرؤية الجريئة، وهما قيمتان تتناغمان تمامًا مع روح Hublot في الابتكار والتراث.
مع تقديم "غرفة التجربة" (الأولى من نوعها في الشرق الأوسط)، حيث يمكن للضيوف استكشاف المواد المبتكرة مثل المطاط، والذهب السحري، والسيراميك، والياقوت، فإن المتجر يتجاوز كونه نقطة بيع؛ ليكون منصة للتعلّم والتفاعل.
يساعد متجر الرياض على توسيع شبكتنا الإقليمية إلى ما هو أبعد من المراكز الغربية. فهو يتيح لنا خدمة عشّاق Hublot الحاليين بشكل أعمق، وجذب عملاء جدد في العاصمة، والتعبير عن التزامنا طويل الأمد تجاه المملكة.
في النهاية، نتوقع أن يكون هذا المتجر نموذجًا للتفاعل ومصدر فخر لعشاق العلامة، ومنارة لجذب جماهير جديدة.
الفخامة موقف لا مظهر
يسعى الشباب اليوم إلى فخامة تعبّر عن الفردية أكثر من التقاليد. كيف تستجيب Hublot لهذا التحول؟
في Hublot، أدركنا منذ زمن أن الفخامة الحديثة تدور حولك أنت: شخصيتك وبيانك، وليس مجرد تكرار ما تم فعله دائمًا. أريد أن يشعر العملاء أن Hublot تستجيب فعلًا لرغبتهم في أن يكونوا مختلفين عن الآخرين.
نستجيب لهذا التحول بثلاث طرق: حرية التصميم، والابتكار في المواد، والتعاونات الأصيلة التي تحوّل الساعة إلى رمز للتعبير عن الذات.
كيف ترى طموح الشباب السعوديين يتقاطع مع فلسفة Hublot القائمة على الجرأة والتميّز؟
المملكة اليوم تزخر بشباب طموح يسعى إلى التميز والمنافسة عالميًا، وهذا يتماشى تمامًا مع فلسفة Hublot التي تقول: "تجرأ على أن تكون مختلفًا". بالنسبة لهذا الجيل، الفخامة ليست مظهرًا بل هي موقف، والساعة رمز لإنجاز شخصي واعتزاز بالهوية.
هل لدى Hublot تعاون مخصص للتواصل مع الجيل الجديد في المنطقة؟
بالتأكيد، وهذا في صميم نهجنا. نشارك في شراكات رياضية كبرى مثل تعاوننا مع كيليان مبابي، وفي تعاون فني مع أسماء مثل دانييل أرشام، واستثمارات تكنولوجية في مواد جديدة. في الشرق الأوسط، نطوّر إصدارات خاصة وفعاليات متجر حصرية تستجيب لروح الجيل الجديد.
قيادة تقوم على الإنصات
كيف يختلف قيادة دار فاخرة مثل Hublot عن إدارة أي مؤسسة أخرى؟
كوني في Hublot تجربة فريدة، فهي دار شابة عمرها أقل من 50 عامًا، لكنها أنجزت الكثير. مجموعتنا Big Bang التي تحتفل بعامها العشرين هذا العام هي دليل على روح الابتكار لدينا.
كيف تبني فرقًا إبداعية توازن بين الشغف والانضباط؟
العنصر الإنساني أساسي في القيادة. أحب أن يعرف فريقي أن بابي مفتوح دائمًا. أشجعهم على طرح الأفكار والمبادرات، فالإبداع لا يأتي من القمة فقط بل من الفريق بأكمله.
ما الصفة التي يجب أن يمتلكها القائد في صناعة تقوم على الدقة والشغف مثل صناعة الساعات؟
القيادة الناجحة تتطلب القرب من الفريق، الإنصات، وإتاحة المجال للأفكار الجديدة. هذا ما يبني الشعور بالانتماء ويغذي روح الابتكار.
Hublot 4.0: تحديث الجوهر
ما الركائز الأساسية للرؤية الجديدة لـHublot ؟
الرؤية واضحة: نعيد التركيز على خبرتنا الحرفية في صناعة الساعات، ونستثمر في الآليات والتشطيب والتصنيع الداخلي.
تحت مظلة Hublot 4.0، نواصل دفع حدود الابتكار واستكشاف مواد وهياكل جديدة، مع التركيز على عدد أقل من الإطلاقات ولكن أكثر تأثيرًا، وتواصل أعمق مع مجتمع Hublotistas (عشّاق هوبلو).
الإبداع لا يخلو من الأخطاء
بعد خبراتك في Zenith وTAG Heuer وVacheron Constantin، ما أهم الدروس التي شكّلت فلسفتك القيادية؟
ابقَ مرنًا، منفتحًا، وقبل كل شيء، متواضعًا.
ما النصيحة التي تقدّمها للشباب الطموحين؟
ابقَ صادقًا مع نفسك، وواصل الإبداع حتى وإن أخطأت، فالأخطاء جزء من رحلة التميز.
أستمتع باللعب مع أطفالي
بعيدًا عن المكاتب والاجتماعات، أين يجد جوليان تورنار إلهامه الشخصي؟
أبدأ يومي بتأملات قصيرة تمنحني صفاءً ذهنيًا. أحب السباحة في بحيرة جنيف الباردة لأنها تمنحني طاقة هائلة، كما أستمتع بلعب التنس مع أطفالي.
بعد عقود من العمل في عالم الساعات، كيف تطورت نظرتك للوقت؟
الوقت هو أثمن ما نملك. مع إيقاع الحياة السريع نشعر أننا نفتقده دائمًا، لذا علينا أن نجد الوقت لما هو مهم فعلًا. الوقت هو أرقى أشكال الرفاهية.
جوليان تورنار
الرئيس التنفيذي لـ Hublot
وُلد في جنيف عام 1972، ويُعد من الأسماء البارزة في عالم الساعات السويسرية. التحق بمجموعة LVMH قبل سبعة أعوام، وشغل منصب الرئيس التنفيذي لدار Zenith عام 2017، حيث قاد تحولًا ناجحًا أعاد للدار حضورها العالمي من خلال الجمع بين الابتكار واحترام التراث.
في سبتمبر 2024 تولّى قيادة Hublot، حاملًا رؤية ديناميكية تُعزز فلسفة الدار القائمة على “فن الدمج” بين المواد، والتقنيات، والحرفية العالية. ويُعرف تورنار بأسلوب قيادة يقوم على الإنصات، وتحفيز الفرق، وإطلاق الإبداع من الداخل.
قبل LVMH، تنقّل في مناصب قيادية لدى Vacheron Constantin خلال 17 عامًا، بين سويسرا وأمريكا الشمالية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
يحمل بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة جنيف وماجستير في الأعمال الدولية من جامعة لندن متروبوليتان.
HUBLOT - فن الدمج
تأسست دار Hublot في سويسرا عام 1980، وانطلقت منذ بدايتها بفلسفة جريئة تمثلت في مزج الذهب مع السوار المطاطي ضمن تصميم مستوحى من نافذة السفينة (Hublot بالفرنسية)، ما أسّس لمفهوم «فن الدمج» الذي أصبح توقيع الدار الجمالي والهندسي.
تكرّس هذا النهج عام 2005 مع إطلاق مجموعة Big Bang التي أكدت حضور Hublot في عالم الساعات المعاصرة، عبر استخدام مواد متقدمة مثل الكربون، والتيتانيوم، والسيراميك، والياقوت الصناعي، وتطوير حركات تصنيع داخلية مثل UNICO وMeca-10، إلى جانب نماذج عالية التعقيد كـ التوربيون والمنبهات الدقاقة.
تشمل مجموعات الدار اليوم:
Big Bang – Classic Fusion – Spirit of Big Bang – Square Bang – Manufacture Pieces
وتستند جميعها إلى الفكرة نفسها: كسر القواعد الجاهزة وتقديم فخامة تعبّر عن الهوية والشخصية.
يمتد عالم Hublot عبر شراكات عالمية في كرة القدم، والفن، والموسيقى، والطهي، والاستكشاف البيئي، ويضم أكثر من 140 متجرًا حول العالم، إلى جانب متجرها الإلكتروني.
شعار الدار:
Be First. Be Unique. Be Different.
كن الأول. كن فريدًا. كن مختلفًا.
