رائدة الأعمال رنا سامي: الثقة والولاء أهم من الأرباح.. والدي منحني الشجاعة والإلهام
رنا سامي شابة سعودية جمعت بين الشغف والإصرار لتصنع لنفسها مكانة مميزة في عالم إدارة المشاريع والتسويق وتنظيم الفعاليات، منذ أن خطت أولى خطواتها بعمر الـ18، أثبتت أن الإبداع لا يكتمل إلا بالعمل الجاد والرؤية الواضحة، فأسست وكالتها الخاصة لتصبح خلال سنوات قليلة علامة فارقة، تعاونت مع أكثر من 500 علامة، مدفوعة بدعم عائلتها وإيمانها بقيمة الاعتماد على الذات، واستطاعت أن توازن بين الإبداع والتجارية بذكاء، لتتحول من شغف الطفولة إلى قصة نجاح ملهمة تُلهم الشباب السعودي وتواكب طموحات رؤية 2030.
في البداية.. نود أن نتعرف عليك؟
أنا رنا سامي، أعمل في مجال إدارة المشاريع، ويشمل ذلك التصوير والتسويق وتنظيم الحفلات والفعاليات، وهي مجالات كانت شغفي منذ الطفولة، لذا حرصت عائلتي على دعمي وتدريبي عبر دورات متخصصة، ما ساعدني على التعمق فيها تدريجيًّا، وعند بلوغي 18 عامًا، أسست وكالتي التسويقية الخاصة، وتمكنت من التعاون مع أكثر من 500 علامة تجارية.
والدي سر إلهامي
كيف بدأت رحلتك في مجال التسويق والحفلات والإعلان.. وما الذي يميز الوكالة التسويقية عن غيرها؟
انطلقت مع تأسيس وكالتي التسويقية، حيث بدأت بخدمة عميل أو ثلاثة فقط، ومع مرور الوقت وبفضل الله تضاعف عدد العملاء، وبرأيي أن ما يميز أي وكالة عن أخرى هو الجودة والثقة والسعر أولًا وأخيرًا.
ما الدافع الحقيقي وراء اختيارك مجال التسويق والإعلان وتنظيم الحفلات؟
الإلهام الأكبر جاء من عائلتي الكريمة، وعلى رأسهم والدي، إضافة إلى الرجال الداعمين من حولي سواء من الزملاء أو الإخوة، فقد كان لتشجيعهم وثقتهم بي دور جوهري في منحي الحافز للاستمرار والمضي قدمًا في هذا المجال، فأنا أرى أن "والدي هو مصدر تشجيعي وإلهامي".
الثقة والولاء
ما أبرز ما يميز الخدمات التي تقدمها وكالتك التسويقية؟
أحرص على تلبية احتياجات كل عميل بما يناسبه، فالأولوية عندي هي بناء الثقة والولاء بعيدًا عن الاستغلال أو التركيز على الجانب المادي، لذلك أقدم له ما يحتاج إليه بالفعل وما يحقق أهدافه.
كيف يمكنك التوفيق بين الجانب الإبداعي والجانب التجاري في عملك؟
أحرص دائمًا على إيجاد توازن بين الاثنين، وللأمانة كان لعائلتي دور كبير في دعمي بالجانب الإبداعي، حيث كانوا يشجعونني على السفر والخروج للاستمتاع وتصفية الذهن، ما يساعدني على العودة بأفكار جديدة ومبتكرة أطبقها في عملي.
حدثينا تفصيلًا عن المشروعات التي تم إنجازها عبر وكالتك «أول ريادي»، والتي تُعد مصدر فخر لكم؟
نحن في «أول ريادي» نعتز بأننا كنا جزءًا من نجاحات عديدة ومؤثرة، فقد عملنا على باقة واسعة من المشاريع والفعاليات المميزة، وساهمنا في مجالات التصوير، والتسويق، وتغطية أبرز «الإيفنتات»، ومن أهم ما نفخر به مشاركتنا في مشاريع نيوم، حيث تشرفنا بتوثيق أحد مشاريع الطاقة العملاقة التي تُعد نقلة نوعية لمستقبل المملكة.
وامتد حضورنا كذلك إلى معرض صُنّاع العطور، والهيئة الملكية بمدينة ينبع، فضلًا عن إدارتنا وتسويقنا لـ«ينبع مول»، حيث حظيت بفرصة العمل المباشر مع مالك المول، وهو ما ساعد على تطويره وتحسين أدائه بصورة لافتة. وقد انعكس ذلك النجاح في استقطاب علامات تجارية مرموقة، مثل: عطور إبراهيم القرشي، وعطور ماتش، و«سنتربوينت»، ليغدو المول وجهة استثنائية في المنطقة.
اقرأ أيضا: الدرعية تحتضن روّاد الأعمال والمواهب السعودية في مشروع جادة جبل القرين
كما تشرفنا بالعمل مع نخبة من الشركات والعلامات الكبرى، من بينها: «ناتبت»، ومطاعم خيال، وعطور رسيس، وفيصل الدايل، وعطور قصة، وسلطان المنيع، وشباك البطاطس، و Larsen & Toubro، وشركة بدر البلوي للاستثمار، و«مزيكا»، و«جاردن ستي»، وبادل بلان، ومقهى «هيمي»، و«رانجلر»، وباب اللوق، والرواق الأموي، ومطعم «ميت زون» في جدة، و«لوكا لاند» في «الردسي مول».
وجميع هذه المحطات تؤكد تنوّع خبراتنا، وتُبرز قدرتنا على صناعة صورة متكاملة وباهرة تعكس القيمة الحقيقية لكل مشروع نشارك فيه.
الإبداع مفتاح النجاح
كيف تواكبين أفضل أحدث الصيحات والتصميم والتسويق لضمان التميز؟
المتابعة المستمرة هي كلمة السر، لأنني أفضل دائمًا أن أتابع كل العلامات التجارية المحلية والعالمية وليست السعودية فقط للاطلاع على كل ما هو جديد، لأنني أوْمن بأن كل منطقة قد مُيزت بفكر معين، لذا أشاهد المشروعات الإماراتية والكويتية وغيرها لاستلهام الأفكار الجديدة في التسويق والتصميم.
كيف تصفين المنافسة في سوق تنظيم الحفلات؟
أرى أن المنافسة في سوق تنظيم الحفلات صحية ومميزة، فلكل وكالة أسلوبها وبصمتها الخاصة التي تميزها، وجميعهم زملاء أكن لهم كل الاحترام والتقدير على ما يقدمونه من جهود وإبداع.
اقرأ أيضا: نسخة اقتصادية جديدة من تسلا: تصميم أبسط وسعر أقل.. هل هي الخيار الأفضل؟
ما هي أبرز التحديات التي تواجهك في أثناء التعامل مع العملاء والموردين؟
من أبرز التحديات التي أواجهها أحيانًا عدم إدراك بعض العملاء أو الموردين لطبيعة هذا المجال، فهناك من يطلب جودة عالية بأسعار منخفضة، ودائمًا أوضح لهم أن الجودة والسعر مرتبطان بميزانية العميل، ونحن نحرص على تحقيق أفضل توازن ممكن بينهما.
الإلهام ودعم العائلة
من هم الأشخاص الذين يلهمونك في مسيرتك، وكيف ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي على تسهيل عملك والتواصل مع جمهورك؟
ليس هناك شخص أو علامة تجارية محددة تلهمني، فكل مبدع هو مصدر إلهام بالنسبة لي "أي مبدع يلهم رنا"، ومع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الأمر أسهل بكثير، حيث استطعت أن أصل إلى عملاء خارج المملكة العربية السعودية.
ما هي نصيحتك للشباب الذين يريدون الدخول في هذا المجال؟
أنصح الشباب المقبلين على دخول هذا المجال أن يجعلوه في البداية بجانب وظيفة ثابتة أو مصدر دخل آخر، لأن الإبداع يحتاج إلى أمان مالي واستقرار، وضغوط الحياة قد تعيق استمرارية الإبداع، لكن وجود دخل ثابت وفائض مالي يتيح حرية أكبر ويمنحهم مساحة للتطور حتى يتحول هذا الشغف مستقبلًا إلى وظيفتهم الأساسية.
من هم الأشخاص الداعمون لرنا سامي؟
أبي وأمي وإخواني وزملائي في العمل لتوفيرهم بيئة مريحة ومساحة للإبداع، كان لدعمهم أثر كبير في استمراري وتقدمي، فأنا شخصيتي دائمًا تميل للإبداع والتفكير خارج الصندوق والبعد عن التقليدية.
دروس من والدي
ما هو أكثر شيء تفتخرين به؟
أكثر ما أفتخر به أنني بدأت العمل منذ عمر 18 عامًا، والآن بعد مرور 10 سنوات اكتسبت خبرة كبيرة وشعورًا بالإنجاز ورغم أن والدي ميسور الحال، لكنه حرص أن يعلمني قيمة الاعتماد على النفس والمسؤولية لأدرك قيمة الريال، وهذا ما صقل شخصيتي وجعلني أقدر ثمرة جهدي.
كيف تتعاملين مع الإحباط والفشل في بعض الحالات؟ وما الشغف الذي يدفعك للاستمرار؟
أدرس عوامل الفشل وأحاول تجنبها وعدم تكرارها، ولكن بفضل الله مع الخبرة تجاوزت فكرة الإحباط، وأصبح لدي قناعة أن الكمال لله عز وجل، وعائلتي هي مصدر شغفي التي تمنحني دافع الاستمرار.
ما المقولة التي تؤمنين بها؟
مقولتي المفضلة "ليست كل الأحلام تشارك"، و"البار بوالديه لا يشقى"، "وعلى نياتكم ترزقون".
الشباب السعودي مصدر فخر
هل لديك النية للتوسع محليًا وعالميًا؟
نعم بالتأكيد، فقد تم فتح فروع لوكالتي في جدة والرياض وفي مدينة ينبع الصناعية.
من وجهة نظرك.. ما هو مستقبل تنظيم الحفلات والإعلانات في المملكة خلال السنوات المقبلة؟
من وجهة نظري، فإن مستقبل تنظيم الحفلات والإعلانات في المملكة واعد ومزدهر، وسيشهد ارتقاءً ملحوظًا في المستوى، لتصبح المملكة في طليعة الدول عالميًا في هذا المجال.
ما رأيك في الشباب السعودي الذين يعملون في هذا المجال؟
أرى أن الشباب السعودي العاملين في هذا المجال يبعثون الفخر، فأنا مؤمنة جدًا بقدراتهم وواثقة بما يقدمونه، وبفضل رعاية ودعم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإنهم قادرون على مواكبة رؤية 2030 والمساهمة في تحقيق مستهدفاتها بكل كفاءة.
ما خططك المستقبلية؟
أطمح إلى الالتحاق بعالم عروض الأزياء، ذلك المجال الذي يجمع بين الفن والإبداع والثقة بالنفس، حيث أراه مساحة مثالية للتعبير عن شخصيتي وإبراز طاقتي أمام الجمهور. بالنسبة لي دخول هذا العالم ليس مجرد خطوة مهنية، بل هو تجربة استثنائية أكتشف من خلالها أبعادًا جديدة في حياتي، وأخوض مغامرة تحمل الكثير من الشغف والتحديات التي أتشوق لعيشها.
بطاقة التعريف:
الاسم: رنا سامي
مكان وتاريخ الميلاد: جدة، المملكة العربية السعودية، 27 / 7 / 1997
المهنة: إدارة مشاريع وتسويق، مؤسسة ومالكة وكالة (أول ريادي)
مجال عمل الوكالة: إدارة مشاريع، تسويق، تصميم، تصوير، مونتاج
الهوايات: التصوير - السفر - السيارات - عروض الأزياء
