المايسترو هاني فرحات: على مسرح فرساي اجتمع شغفي واعتزازي.. وعائلتي مصدر الحلم والإلهام
ارتبط اسمه بالشغف والإصرار، حتى غدا أيقونة موسيقية استثنائية. بدأ رحلته طفلًا مع البيانو والكمان في "مواهب صغيرة"، ثم قاد أضخم الحفلات العربية والعالمية، مزج بين الكلاسيكيات الغربية وروح الموسيقى العربية، فترك بصمة سعودية لا تُمحى بين الشرق والغرب.
المايسترو هاني فرحات، في هذا الحوار الخاص مع الرجل، يتحدث عن سر قوته الذي وجده في أسرته، وعن السند الأكبر في حياته، والدته -رحمها الله. يكشف كيف رفض التنازل في مسيرته حتى لمع اسمه مع ألبوم "علم قلبي" لعمرو دياب، وكيف قاده شغفه إلى أوبرا سيدني وقصر فرساي، حيث عاش أجمل محطات حياته. كما يتوقف عند رؤيته للتحولات الكبرى في السعودية التي يعدّها "إنجازًا وإعجازًا"، مؤكدا أن الرؤية شرعت الأبواب أمام جيل جديد من المبدعين.
فلسفته في الموسيقى "رسالة سلام وهوية وحياة"، ومشاريعه المقبلة تتجه لتأسيس نهضة تعليمية موسيقية للأجيال، الجانب الإنساني له مساحات في شخصيته، يتحدث عن شغفه بالرياضة، ووفائه لزوجته وذكرياته المؤثرة مع والدته، فإلى التفاصيل.
لو قدّمت نفسك للقارئ بجملة واحدة، ماذا تقول عن هاني فرحات اليوم؟
الحقيقة والإنسانية، نشأت عليهما وأعيش من أجلهما، أحمل شغفًا لا ينطفئ ورسالة أسعى لأدائها. لطالما راودتني تساؤلات حول الموسيقى العربية، وكل ما لم يرض قناعاتي دفعني للبحث عن التغيير، والحمد لله استطعت أن أترك بصمة وأحدث فرقًا، لأنني أوْمن بأن الإنسانيات والمبادئ والعلم ليست مجرد قيم نظرية، بل هي جوهر الحياة، حتى في عملي المرتبط بالموسيقى، حيث أجد فيها أصدق سبل التعبير وأعمق صور الإبداع.
ذكريات من الطفولة..
اقرأ أيضا: المطرب مروان فقي: أحلم أن يسمعني العالم.. "ترانيم المطر" رحلة شعورية وهوية فنية سعودية
حدثني عن أول ذكرى موسيقية تحتفظ بها منذ طفولتك في القاهرة، ودور عائلتك في حياتك؟
كبرت على ذكريات لا تُمحى، حين كان والدي يعمل في إحدى الدول العربية، وكنت أشارك في برنامج "مواهب صغيرة" على شاشة التلفزيون المصري، أعزف البيانو والكمان، فأمنح والدي فرحة تخفف عنه قسوة الغربة، أما عن دور عائلتي في حياتي فهي كانت سر قوتي ودعمي، في منزلنا بيانو يملأ الأجواء بهجة، وأمي "رحمها الله" كانت السند الأكبر، تصطحبني في مشوار طويل للكونسرفتوار كطالب غير منتظم لأدرس الآلة التي أحبها في عطلات نهاية الأسبوع، بجانب تدريباتي في رياضة التنس، فكانت لا تكل ولا تمل، تلك اللحظات صنعت مساري، ورسخت بداخلي أن العائلة هي أصل الحلم ومصدر الإلهام.
التنازل مرفوض..
لماذا اخترت الكونسرفتوار، ومتى اكتشفت أنك ستكون مايسترو؟
والدي كان يتمنى أن أتجه للطيران، لكنني أصررت على أن ألتحق بالكونسرفتوار، الحقيقة ساندتني أمي في اختياري، لأني أوْمن بأن الموسيقى الكلاسيكية علم بحد ذاته، وبالمصادفة اكتشفت أن بإمكاني أن أصبح مايسترو، خصوصًا بعدما وزعت أعمالًا لنجوم الوطن العربي مثل عمرو دياب وسميرة سعيد، والصدمة جاءت حين علمت أن البعض يغير الموسيقى الخاصة بي في الحفلات المباشرة بدعوى أنها لا تصلح خارج الاستوديو، فقررت خوض التحدي بنفسي، وكانت البداية مع أغنية "ناديت" لعباس إبراهيم، أول عمل خليجي أوزعه، ومنها جاءت أول حفلة لي في جدة، حيث أشاد رابح صقر بي، لتبدأ بعدها محطاتي مع أنغام ومحمد عبده وغيرهما.
ما أصعب تحدٍ واجهته لإثبات نفسك بين كبار المطربين، وما الدرس الذي خرجت به؟
كنت مؤمنًا بضرورة إدراك المطربين لولادة عصر جديد من الموسيقى، بعناصر غير تقليدية، فبعضهم تقبل الفكرة وآخرون رفضوا، وبفضل الله، في عام 1999 لمع اسمي حين غيرت النمط الموسيقي وبدأت بتوزيع ألبوم "علم قلبي" لعمرو دياب، فدخلت الساحة الفنية من أوسع أبوابها لأنني أردت ترك بصمة حقيقية، كما تعلمت أن "التنازل مرفوض" والإيمان بما تقدمه هو مفتاح النجاح.
إلهام وفخر
من هم القادة أو الفنانون الذين ألهموا شخصيتك الفنية؟
مايكل جاكسون، و"هيربرت فون كارايان" و"كلاوديو أبادو" ومن حظي أنني عملت معهم، واليوم أجد نفسي معجباً بشدة بإبداعات جوستافو دوداميل من فنزويلا.
ما الحفلة التي تعتز بها أكثر مع نجوم العرب؟ ولماذا؟
قدمت حفلات عديدة، من أبرزها حفل محمد منير في جدة، وحفل هاني شنودة ضمن موسم الرياض الذي حقق نجاحًا كبيرًا، إضافة إلى ليلة أنغام في الموسم نفسه، كما تشرفت بتنظيم حفل الموسيقار المصري الكبير رياض السنباطي في موسم الرياض، والذي كان تحديًا ضخمًا بالنسبة لي، لكنه تحول إلى واحدة من أنجح وأعظم الحفلات.
اختيار الأوركسترا..
ما الفارق في التحضير لقيادة حفل محمد عبده أو عبدالمجيد عبدالله مقارنةً بحفل لأنغام؟
التحضير والتركيز يظلان ثابتين، لكن الفارق الحقيقي يكمن في نوع الموسيقى، فمثلًا، أنغام تتمتع بقدرة على الغناء مع أوركسترا أجنبي بانسجام تام، بينما أستاذ محمد عبده يمكنه ذلك أيضًا، لكن تظل الحاجة ضرورية إلى وجود عازفين عرب، لأن موسيقاه ذات طابع كلاسيكي شرقي أصيل، لذلك، طبيعة الموسيقى هي التي تفرض عليّ اختيار الأوركسترا المناسب.
هل تشعر أن قيادة أوركسترا خلف صوت نسائي يفرض حساسية موسيقية مختلفة؟
مهمتي أن أوفر للمطربين مناخًا آمنًا يطلقون فيه إبداعاتهم، وأن أحتوي النجوم، أما من الناحية الموسيقية فلا يختلف الأمر كثيرًا، فالاختلاف يكون فقط في طريقة الكتابة.
حفلات لا تنسى
كيف تختصر تجربة أوبرا سيدني كأول مايسترو عربي هناك؟
كانت تجربة استثنائية وشرفًا كبيرًا أن أكون أول عربي يشارك في عمل ضخم داخل أوبرا سيدني، أيقونة الثقافة الأسترالية، والأجمل كان تفاعل الجمهور مع المزج بين الموسيقى العربية والكلاسيكية الغربية، وهو ما أحرص عليه دائمًا بدراسة موسيقى البلدان التي أزورها ودمجها مع هويتنا الموسيقية، فهي من التجارب التي لم تُنس في حياتي.
صف لي إحساسك وأنت تقود الأوركسترا السعودي مع الفرنسيين داخل قصر فرساي؟
بصراحة كان شعورًا مدهشًا، فقد استمتع الجمهور الفرنسي كثيرًا بالمزيج الذي قدمناه، خصوصًا مع إدخال آلات شرقية مثل العود والناي والقانون على مؤلفات كلاسيكية فرنسية عظيمة كأعمال سان صانز، فكانت تجربة من أجمل محطات حياتي، لأنها جمعت بين شغفي بالموسيقى الكلاسيكية واعتزازي بهويتنا الموسيقية.
قيل إن الحفل كان "رسالة سلام سعودية للعالم" – كيف تترجم هذه الرسالة موسيقيًا؟
بالتأكيد.. الموسيقى في جوهرها رسالة سلام فهي لغة إنسانية تطهر النفوس وتلين القلوب، ولو أن البشر أحسنوا استخدام هذه الأداة العظيمة التي وهبها الله لهم، لكان عالمنا اليوم أكثر إنسانية وأقل عنفًا وحروبًا.
إشادة بارزة
ما أبرز رد فعل -من الشخصيات الكبيرة التي حضرت- أو لحظة بقيت في ذهنك من ذلك الحفل الفريد؟
كان جميع الحضور منبهرين ومستمتعين، ومن أجمل اللحظات إشادة السيدة الأولى بريجيت ماكرون، ووزيرة الثقافة رشيدة داتي بعطائي الموسيقي، قيل لي حينها إنني سيطرت على الجمهور قبل الأوركسترا، وهو ما منحني شعورًا رائعًا، وامتلأت القاعة بالطاقة والإيجابية حتى كُسر البروتوكول، فتفاعل الناس ورغبوا بالرقص رغم وجود شخصيات سياسية بارزة.
فرصة الجيل الجديد
ماذا يعني لك الحصول على الجنسية السعودية؟
يوم الإعلان كان شرفًا عظيمًا لي أن يقال لي: "نظرًا لمجهودك في الموسيقى العربية والخليجية والسعودية، نحن نتشرف بمنحك الجنسية"، فهذا فخر كبير لا يضاهيه شيء، فعادةً، الكثير من المبدعين لا يشعر الناس بقيمتهم إلا بعد رحيلهم، لكنني شعرت أن جهدي وتاريخي وكفاحي قد جرى تقديره وأنا على قيد الحياة، ولطالما قلت إن مصر والسعودية روحان في جسد واحد، فأنا أفتخر أنني أمثل السعودية مثلما أفتخر بمصر، ولم أشعر يوماً أن هناك فرقاً بينهما.
ما الذي تغيّر في مسيرتك منذ أصبح مركز نشاطك في الرياض؟
الرياض أصبحت محطة أساسية في جدول حفلاتي، لكنها ليست الوحيدة، فأنشطتي تمتد على مدار العام بين عدة دول، وقريبًا أحيي حفلًا في لندن، صحيح أن موسم الرياض يحمل زخمًا عالميًا كبيرًا، لكن مسيرتي الفنية مستمرة ومتجددة في مختلف بلدان العالم.
كيف ترى دور السعودية اليوم في تكوين ثقافة موسيقية جديدة للأجيال، خصوصًا مع رؤية 2030؟
ما يحدث في السعودية يعد إنجازًا وإعجازًا غير مسبوق، فالأمر يشبه فتح الأبواب دفعة واحدة أمام الموسيقى والسينما والمسرح والفنون بشكل عام. المملكة لا تصنع ثقافة من العدم، فهي تمتلك إرثًا حضاريًا وثقافيًا ضخمًا، لكن الأجيال السابقة لم تُتح لها مساحة التعبير عنه، واليوم الجيل الجديد وجد الفرصة للإبداع وتقديم مواهبه، وبدأنا نلمس صعود أسماء سعودية بارزة في الإخراج والفنون المختلفة.
حِرَفية المايسترو
ما "وصفة" التوزيع الحي التي تضمن التوازن بين صوت المطرب والأوركسترا؟
الموضوع ليس سحرًا بل علم، الموسيقى تقوم على ما يُعرف بـ"الديناميكس"، أي الصعود والهبوط، والانفعالات والهدوء، فكل آلة يجب أن تكون مضبوطة وواضحة ومتناغمة مع الأخرى، ودور المايسترو هو تنسيق هذه العناصر وتنظيمها، ليصل الصوت إلى المستمع بطريقة سلسة وممتعة.
بماذا تنصح أي مايسترو شاب؟
أن يمتلك كاريزما وحضورًا قويًا، مع شخصية ثابتة وثقة عالية بالنفس، إلى جانب إصرار على التعلم والمثابرة والصبر.
رؤية وطموح
ما مشروعك المقبل بعد فرساي؟
مشروعي القادم، بإذن الله، هو مشروع تعليمي كبير، آمل أن يُطبق في المدارس والأكاديميات وجميع المؤسسات التعليمية، وأنا في حالة تركيز تام في هذه المرحلة على إنجازه.
كيف ترى مستقبل الموسيقى السعودية والعربية على المسارح العالمية؟
أرى أن المستقبل واعد للغاية، إذ بدأ العالم يبتعد عن التكرار والألحان نفسها، ويتجه نحو الأصوات الجديدة والمبتكرة، ولقد أصبحت الموسيقى العربية مؤثرة على الأوروبيين والأمريكيين والآسيويين، وما هو قادم سيكون مزيجًا غنيًا بين الثقافات والحضارات، وهذا يمثل التوجه العالمي المقبل.
زوجتي سند حياتي
بعيدًا عن المسرح، كيف تقضي يومك العادي وما الذي يمنحك التوازن؟
أبدأ يومي بذكر الله ثم ممارسة الرياضة، فهي سر طاقتي ومزاجي، وأحرص على لعب كرة القدم، كما أمارس التنس يوميًا مع أولادي، حيث أجد متعة كبيرة وتحديًا كبيرًا في المنافسة.
هل تختار مظهرك كقائد أوركسترا بنفسك، وما أهمية الستايل في تكوين حضور المايسترو؟
بالطبع أهتم بذلك، لكن الفضل الأكبر يعود لزوجتي دنيا جمعة، التي تتولى جميع تفاصيل حياتي منذ أن عملت معي في مهرجان الموسيقى العربية كمديرة تنفيذية، كما أنها تُعد سندًا وداعمًا كبيرًا لي ليس فيما يخص أسلوبي فحسب، بل في حياتي كلها.
حدثني عن دور المرأة في حياتك؟ وهل ترغب بالحديث عن والدتك أو قول شيء يخصها؟
زوجتي دنيا جمعة هي الحياة، ووالدتي لا توجد كلمات في اللغة العربية تستطيع وصف مكانتها لدي أو التعبير عما أشعر به تجاهها، وأكثر ما يؤلمني أنني لم أخبرها بما يكفي أنها أجمل ما في حياتي، فهي الحب الكبير الذي يسكن قلبي، ورغم أنني أحب بعمق بطبعي، لكن أشعر أني قصرت في التعبير لها عن ذلك.
حب الناس
ما أهم تكريم حصلت عليه؟ ولماذا؟
حقيقة، لا أستطيع تحديد تكريم واحد فقط، لأن هناك محطات عديدة شعرت فيها بأن الله قد كرمني، وكان دعاء والديّ جزءًا كبيرًا من ذلك، وأعظم تكريم بالنسبة لي هو حب الناس، عندما أرى فرحتهم وإعجابهم بي، مثل الفيديو الذي شاهدته لأطفال المدارس في السعودية يقلدونني في أول يوم دراسي، هذه اللحظات هي الأغلى عندي، وبالطبع، تكريماتي الرسمية مثل حصولي على "الباسبور السعودي" أو تكريمي من اليونسكو وكان قيمًا جدًا، لكن هذه التكريمات لا تضاهي شعوري بحب الناس.
أمنية لم تتحقق بعد؟
أتمنى أن تعود الإنسانية وأن تظل الموسيقى وسيلة لنقاء القلب والروح، فالموسيقى هبة من الله موجودة في الطبيعة في صوت الرياح، والعصافير، وأصوات الأشجار.
بلوغ القمة
ما النصيحة التي توجهها لشاب سعودي أو عربي يحلم بأن يصبح مايسترو عالميًا؟
على كل شخص أن يسأل نفسه لماذا أريد أن أصبح مايسترو، ولماذا لا أختار أن أكون عازفًا بارعًا أو حتى مؤلفًا موسيقيًا، فالمايسترو ليس مجرد لقب، بل رسالة ومسؤولية كبيرة، ومن المهم أن يدرك المرء دوافعه الحقيقية قبل أن يسلك هذا الطريق.
برأيك.. ما المطلوب ليصبح الشخص مايسترو كلاسيكيًا ناجحًا؟
لكي يكون المرء ناجحًا، عليه أولًا أن يتقن علم الآلات إتقانًا حقيقيًّا، فهذا العلم قائم بذاته ويتطلب دراسة راسخة، وللأسف، كثير من الناس لم يحظوا بتعليم كلاسيكي أو دراسة أكاديمية متخصصة، ما يجعل البداية الصحيحة أمرًا ضروريًا، ويكون ذلك بالتعلم على يد كبار الأساتذة، واتباع خطوات ثابتة منذ البداية حتى بلوغ القمة. وعند الوصول، يتحمل المرء مسؤولية نقل هذه الرسالة إلى الجيل القادم، وهو المسار الطبيعي الذي سارت عليه الحضارات عبر التاريخ.
ــــــــــــــــــــــ
بطاقة تعريف:
الاسم: هاني عمر فرحات
الميلاد: القاهرة – 13 أغسطس 1970
التخصص: الموسيقى الكلاسيكية – معهد الكونسرفتوار
المهنة: مايسترو وقائد أوركسترا
الحالة الاجتماعية: متزوج
الهوايات: التنس، وكرة القدم، والسباحة، ولعبة الراكت على الشاطئ
أبرز المحطات والتكريمات الأكاديمية والمناصب:
معيد سابق بالكونسرفتوار.
رئيس مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة (2023).
ترشّح لرئاسة دار الأوبرا المصرية، كما رُشّح لمناصب في اليونسكو واعتذر بسبب ارتباطاته الفنية.
الجوائز والتكريمات:
2017: جائزة الفنون من الأمم المتحدة تكريمًا للموسيقار علي إسماعيل، وتكريم في مهرجان الموسيقى العربية.
2018: تكريم بجائزة اليوم الوطني السعودي عن المساهمات المتميزة، إضافة إلى تكريمات من أكاديمية الفنون واحتفالات اليوم الوطني الـ87.
2019: جائزة Joy Awards (جوي أوردز) تقديرًا للتميز في مجال الموسيقى.
2023: جوائز الموسيقى في الشرق الأوسط (MEMA) بمدينة العلمين، وجائزة الإبداع من دار الأوبرا المصرية، وجائزة جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين.
