الفنان سامر الخال لـ"الرجل": مظهري مرآة هويتي.. وتنوع الأدوار هو التحدي الحقيقي
بأسلوبه المتفرد وشخصيته التي تجمع بين ذوقه العالي وطموحه الجامح، استطاع سامر الدوسري الخال أن يثبت نفسه في أكثر من مجال، من بدايات بسيطة في المسرح المدرسي، إلى مشاركته في أبرز الأعمال الدرامية، ثم دخوله عالم الأزياء من أوسع أبوابه. لم يتوقف سامر عن الحلم والتطوير، اليوم أصبح رجل أعمال ناجحًا، وفنانًا يحرص على التنوع، وعارض أزياء. في هذا اللقاء يكشف سامر عن رحلته، والتحديات التي واجهها كي يحقق كل تلك النجاحات.
في البداية.. عرفنا بنفسك؟
سامر الدوسري الخال، 31 عامًا خريج كلية التقنية في تخصص تقنية المعلومات، فنان سعودي، ورجل أعمال، وعارض أزياء، كما أنني أمتلك سلسلة مطاعم، وشركة تهتم بعالم الأزياء، وأهتم دائمًا بالمظهر والأناقة، لأنني أوْمن بأن الشكل الخارجي يعكس جزءًا كبيرًا من هوية الإنسان.
17 مليون مشاهدة
كيف بدأت رحلتك في عالم الفن وهل الأزياء كانت مدخلًا له؟
على العكس من ذلك، بدايتي كانت مع الفن من باب المصادفة، فكنت أمثل في المسرحيات المدرسية، وحصلت على جائزة أفضل ممثل مسرحي، بعدها بدأت أنشر مقاطع على إنستجرام ويوتيوب، وكان لدي شغف كبير بالفيديوهات القصيرة، وواحدة من أبرز المحطات كانت فيلمًا قصيرًا مدته 3 دقائق اسمه "خطف البراءة"، شاركت فيه ضمن مشروع لوزارة التعليم، ووصل عدد مشاهداته على اليوتيوب لأكثر من 17 مليون مشاهدة، وكان تربويًّا يناقش قضايا جريئة بشكل توعوي، وفزت فيه بجائزة أفضل فنان.
اقرأ أيضا: إلهام الأساطير.. حوار حصري مع مايكل فيلبس وليون مارشان
منعطف كبير
متى بدأ الانطلاق الحقيقي لك في عالم الدراما؟
بعد الشهرة التي حققتها مقاطعي، بدأ الناس يتداولونها في واتساب والسوشيال ميديا، ووصلت للمخرج أوس الشرقي، الذي تواصل معي، وشاركت بعدها في مسلسل "سيلفي" مع النجمين ناصر القصبي وحبيب الحبيب، وهذا كان أول عمل درامي لي، بعدها شاركت في "العاصوف"، وأتذكر أول مشهد لي مع ناصر القصبي، كنت مرتبكًا لدرجة فقدت التركيز، وانسحبت من المشهد وقدموا دوري لممثل آخر. بكيت وقتها، لكن بعدها جاءني اتصال لدور جديد في العمل نفسه، وكان هو النقلة الحقيقية في مسيرتي الفنية.
كيف كانت خطواتك بعد العاصوف؟ وهل تفضل التنوع؟
توالت عليّ العروض، وقدمت بطولة في فيلم "حد الطار" على نتفليكس، وفيلم "شباب البومب"، ولكن أخيرًا صرت أنتقي أعمالي بعناية أكبر، وكثيرًا تأتيني نصوص لأدوار نمطية ولكن لا أحب أن أكررها: "راعي ملابس" أو "الشخص السلبي"، أحب لعب أدوار شخصيات مختلفة وتحديات جديدة، وبالفعل أفضل التنوع، ومشكلتي تكمن في أن الأدوار التي تُعرض علي لا تعكس قدراتي ولا تجعلني أقدم جديدًا، فأنا أحرص دائمًا على أن يكون ظهوري ذا قيمة ويضيف لي ولجمهوري.
لم أندم
متى التحقت بعالم الأزياء؟
التمثيل فتح لي باب الأزياء، كنت دومًا أهتم بمظهري، وبدأت أشارك في عروض عالمية مثل ميلانو وباريس، حتى "دولتشي آند غابانا" دعوني كوجه سعودي يمثل العلامة، ومن هناك أسست شركتي الخاصة، وأصبح لدي "براند" سعودي وشركتان للأزياء والتنسيق.
هل كنت تتوقع أن يتحول شغفك بالأزياء إلى "بيزنس"؟
لا والله، بالبداية كانت هواية وتسلية، لكن مع الوقت صار الموضوع أكبر، صرت أملك علامتين تجاريتين، وأتعامل مباشرة مع براندات عالمية مثل Amiri وMytheresa وFarfetch، الحمد لله أصبح لديّ فريق وشغل منظم.
كيف استطعت أن توازن بين الفن والبيزنس؟
نظام يومي صارم أستيقظ للجيم، بعدها أتابع أعمالي، وألتقي بالعملاء والمهتمين بالموضة. والتمثيل أخصص له مواسم محددة حسب أوقات التصوير، فأنا أحب التمثيل، لذلك أحيانًا أضحّي بعروض أزياء من أجله.
هل شكلت ملامحك الخليجية تحديًا أو ميزة في مسيرتك؟
كانت ميزة، ولكن في بعض الأعمال مثل "العاصوف"، طلبوا مني أزيل التقويم لكي يطابق الحقبة الزمنية للمسلسل، رغم أن أسناني كانت شبه كاملة، أزلته وخسرت المعالجة ولكني لم أندم.
اقرأ أيضا: «الرجل» في حوار مع «جاكي إكس».. أحاديث عن السيارات والحياة و«شوبارد»
الداعمون والصعوبات
من أكثر من دعَمك في رحلتك؟
أول وأهم داعم لي والدي فهو أكثر من أب، صديقي وشريكي في المطاعم أيضًا، أيضًا صديقي عبد الله المعماري، كان أول من صورني وساعدني في بداياتي، والآن هو مدير المطاعم التي أملكها.
هل واجهت تنمرًا في بداياتك؟
قبل زمن نعم، تنمر على شكلي، على أسناني، على بشرتي، لكن اليوم لا، تعلمت ألا أتأثر، والناس أصبحت تتابعني وتعرفني، وكل انتقاد أتعامل معه بحكمة، وألبس أحيانًا أشياء "تريندي" حتى لو صادمة.
في عالم الأزياء، هل تضع هويتك السعودية في الاعتبار؟
بالطبع، أحترم عاداتي وتقاليدي، ولا أرضى أن أرتدي شيئًا يخدش هويتي أو يظهرني بشكل مبالغ فيه، فأنا أمثل نفسي وأهلي وبلدي، وهذا الشيء دائمًا في بالي.
ما هي أصعب لحظة مرت عليك في حياتك المهنية؟
فترة كورونا كانت الأسوأ، مررت بأزمة مالية كبيرة، حين فقدت مشروع أزياء ضخمًا كنت شريكًا فيه، واضطررت إلى أن أبدأ من الصفر. وبالإصرار والصبر، عدت أقوى وحققت إنجازات عديدة.
ما الدور الذي تعده نقطة تحول في حياتك الفنية؟
دوري في "سيلفي" مع ناصر القصبي، تحديدًا حلقة "أبيض وأسود"، بعدها مباشرة رشحوني لبطولة في "العاصوف". العمل مع ناصر والحبيب وريم عبدالله فتح لي أبوابًا كبيرة، وكانت نقلة لا تُنسى.
لو رجع الزمن بك.. هل كنت ستختار الطريق نفسه؟
أنا راضٍ تمامًا وربي عوضني كثيرًا، وتعلمت أن كل خسارة يكمن وراءها خير كبير.
الموضة والهوية
هل تعتقد أن الموضة والهوية من الممكن أن تتصادما أحيانًا؟ وهل تعد نفسك قدوة؟
أبدًا، أحيانًا أرتدي ملابس لأنها "تريند" ولكن في النهاية تختلف الأذواق، ولكن الأهم أن مظهرك يظل لائقًا وما يكون "أوفر"، لأنك تمثل نفسك وبلدك ومجتمعك، ومع ذلك أحيانًا ألبس شيئًا "أوفر"، ولكن لا يخل بالهوية السعودية، فأنا أعد نفسي قدوة، خصوصًا أنني أستهدف فئة محددة، ورأي الناس يهمني كثيرًا، لأنهم يتابعوني، حتى في البيزنس أحرص على أن أظهر بمظهر يليق باسمي وبعائلتي.
لماذا لم تشارك في الجزء الثالث من "العاصوف"؟
لم أستطع أن أشارك فيه بسبب خسارة في البيزنس وظروف خاصة، لكن ناصر القصبي والمنتج عبد الرحمن الزايد وقفا معي وتجاوزا الموضوع.
الإطلالة فكرة
ماذا عن تفاصيل إطلالاتك الشخصية؟
لدي فريق "ستايلست" ولكن أحيانًا أفضّل أن أختار ملابسي بنفسي، وأستلهم كثيرًا من المصمم السعودي "نايف النعمي"، الذي كان عنده شغف حقيقي وأصبحت أحب القطع "الون بيس" المميزة، حتى لو لم تكن مرتفعة السعر، وأوْمن بالذوق وليس السعر، ولو كان لدي فعالية كنت سأنشئ ورشة قبل الحدث بأسبوع أو أكثر، نعمل على التصميمات بتقنية D3 ثم ننفذها مع الخياط، وأحيانًا تكون الإطلالة مبنية على فكرة معينة أو لون السنة أو حتى من وحي عرض معين.
ما الذي يميزك عن غيرك؟
الاختلاف، أحب أن ألبس شيئًا غير تقليدي، حتى لو كان تقليديًا يجب أن تكون فيه لمستي، أقوم بالعمل على "اللوك" بالكامل: اللبس، والإكسسوارات، حتى طريقة الظهور.
الخامة أولاً
هل تهتم بالبراندات العالمية في اختياراتك؟
الصراحة لا، الاسم لا يهمني كثير، ولكن "الخامة" تهمني أكثر، وأختار القطعة إذا أعجبتني، ولا أهتم باسم البراند، مثلًا أحب قطعًا من براند سعودي اسمه "شيلري"، وأيضًا "فرانس سعودي"، تعجبني خاماتهم.
هل تحب أن تدمج بين الستايل السعودي والعالمي؟
نعم، أحب أن أرتدي ثيابي من علامات مثل "نايكي، وأديداس، وجوردن" وأدمجها مع الثوب السعودي، وفي الشتاء أحب الأقمشة الفخمة مثل الكشمير والصوف والجوخ. أما في الصيف، فأفضل أقمشة خفيفة مثل اللينن، وأحيانًا أطلب أقمشة من تايلاند أو فرنسا وأفصلها على الطراز السعودي.
ما هي أغلى قطعة لبستها في حياتك؟
أغلى شيء كانت ساعة، قيمتها تقارب 800 ألف دولار، أما في الملابس، فأغلى حذاء اقتنيته كان من ميلانو بـ33 ألف دولار، وكان مميزًا جدًّا ومحدود الإصدار، يوجد منه 10 قطع في العالم من شيابارلي، وكان مرصعًا بالكامل بالفصوص التي تتلألأ على منصّات العرض.
الشهرة والأحلام
هل أثرت الشهرة على حياتك اليومية؟
الشهرة سلاح ذو حدين، إذا عرف الشخص كيف يستغلها تكون نعمة وتفتح له أبواب رزق وإعلانات، لكن إذا عاش حياة وهمية، سوف يتعب نفسيًّا.
ما هو حلمك القادم؟
هدفي الفترة القادمة الإنتاج، وأعمل على برنامج "ريالتي شو" عن الموضة، وأنتج فيلمًا يتكلم عن قصة مصمم أزياء.
ما الأعمال القادمة التي ننتظرك فيها؟
حاليا يوجد مفاوضات على فيلم سعودي، ومسلسل من 10 حلقات، وهناك حديث عن مشاركة في أعمال رمضان.
ما هي ألوانك المفضلة في اللبس؟
البيج، والبرتقالي، والأسود.. ألوان تعطي فخامة وهدوءًا في الوقت نفسه.
هل يوجد شيء حصري تحب أن تشاركه مع مجلة الرجل؟
نعم، أجهز الآن لفيلم عن الموضة، وفكرة برنامج "ريالتي شو" شبابي عن عالم الأزياء.
بطاقة التعريف:
مكان الميلاد: قرية تربة بالطائف
العمر: 31 عامًا
الحالة الاجتماعية: أعزب
الهوايات: كرة القدم، والجولف، والتصوير
المهنة: رجل أعمال مهتم بالموضة واللايف ستايل وفنان سعودي.
التخصص الدراسي: إدارة أعمال
المهن السابقة: لاعب كرة قدم
