ماذا تغيّر في "جيل زد" بشأن السفر؟
كشف تقرير جديد بعنوان Voice of a Generation عن تحول لافت في عادات السفر لدى فئة الشباب، وتحديدًا "جيل زد" وجيل الشباب من "الميلينيالز".
وأظهر التقرير، الذي استند إلى آراء أكثر من ألف مسافر أمريكي تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، أن نظرة الشباب للسفر لم تعد ترفيهية فحسب، بل باتت انعكاسًا لتطلعاتهم النفسية والاجتماعية وأولوياتهم المهنية.
إجازة أهم من زيادة الراتب
وكشف التقرير أن 54% من المشاركين باتوا يفضلون الحصول على أيام إجازة مدفوعة بدلاً من زيادة الراتب، في تحوّل يعكس قيمة التجارب الشخصية لدى جيل زد مقارنة بالمكاسب المالية التقليدية.
ويبرز هذا التوجه بوضوح بين الشباب الذين يرون السفر وسيلة للتوازن النفسي، واكتساب خبرات تتجاوز حدود الوظيفة.
رحلات من الطفولة ووجهات مستدامة
وأظهر التقرير أن سفر "جيل زد" متأثر بشدة بالحنين؛ إذ أكد 78% من المستطلعين أنهم أعادوا — أو يرغبون في إعادة — رحلات عاشوها في طفولتهم، ما يبرز تأثير الذكريات في تشكيل اتجاهات السفر الحديثة.
كما كشف التقرير أن 69% يفضلون زيارة الوجهات الأقل ازدحامًا دعمًا للسياحة المستدامة، في محاولة للحد من ظاهرة "الإفراط السياحي" التي تعانيها مدن رئيسية حول العالم.
كذلك قال 50% إن الاستدامة تمثل عنصرًا "مهمًا جدًا" أو "بالغ الأهمية" عند التخطيط للرحلة.
وتنعكس هذه النزعة المستدامة على قرارات السفر، سواء باختيار وجهات بديلة أقل شعبية، أو الالتزام بخيارات تنقل وإقامة صديقة للبيئة.
وسلّط التقرير الضوء على جانب نفسي مهم، إذ أكد 67% من الشباب أنهم لا يسافرون فقط للراحة، بل للتعافي من الاحتراق الوظيفي.
وبات السفر بالنسبة لهذه الفئة أداة لاستعادة التوازن الذهني، خاصة مع الضغوط المتزايدة في بيئات العمل الحديثة.
وفي سياق قريب، أظهر التقرير أن 66% من جيل زد والميلينيالز قاموا بحجز رحلات مستوحاة من أعمال تلفزيونية وسينمائية وأدبية، فيما يُعرف بـSet-Jetting؛ أي السفر إلى أماكن ظهرت في أعمال شهيرة.
وجاءت الإلهامات الأكثر حضورًا من "ماما ميا!"، و"هاري بوتر"، و"اللوتس الأبيض".
وأشار التقرير إلى أن 30% من الشباب يفضلون دمج أنشطة مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات ضمن رحلاتهم.
وقال أكثر من 50% إنهم يحافظون على روتينهم الصحي حتى أثناء السفر، ما يعكس دور الرحلات في تعزيز اللياقة البدنية والصحة النفسية.
وفي اتجاه مفاجئ، كشف التقرير أن 89% من المشاركين مستعدون لترك هواتفهم في المنزل مقابل الحصول على إجازة مجانية، ما يشير إلى رغبة واضحة في الديتوكس الرقمي والابتعاد عن ضغط الحياة المتصلة باستمرار.
ويظهر من خلال نتائج تقرير Voice of a Generation أن سفر جيل زد لا يحكمه عامل واحد، بل يتشكل عبر مزيج من الحنين، والصحة النفسية، والسعي لراحة أعمق، إلى جانب اهتمام متزايد بالاستدامة والوجهات الهادئة، ما يعيد صياغة وجه السياحة المعاصرة.
