دراسة تحذر من خطورة التدخين حتى 5 سجائر يوميًا
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مركز "سيكارون" للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، أن تدخين ما بين سيجارتين إلى خمس يوميًا كافٍ لرفع خطر الإصابة بفشل القلب بنسبة 50٪، وزيادة خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 60٪، مقارنة بمن لم يدخنوا مطلقًا.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة PLOS Medicine، اعتمدت على تحليل بيانات من 22 دراسة شملت أكثر من 330,000 شخص على مدى يقارب 20 عامًا، وسجّلت أكثر من 125,000 حالة وفاة و54,000 حالة قلبية، مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب.
أضرار التدخين على القلب
أظهرت دراسة أن خطر الإصابة بأمراض القلب ينخفض بشكل كبير خلال أول عشر سنوات بعد الإقلاع عن التدخين، ويواصل التراجع تدريجيًا مع مرور الوقت، إلا أن المدخنين السابقين يظلون أكثر عرضة للإصابة مقارنة بمن لم يدخنوا مطلقًا، حتى بعد ثلاثين عامًا من التوقف.
الدكتور مايكل بلاها، المشرف على الدراسة، أكد أن التدخين بجرعات منخفضة يحمل مخاطر قلبية كبيرة، مشددًا على أهمية الإقلاع المبكر بدلًا من تقليل عدد السجائر.
بحسب مؤسسة القلب البريطانية، يُسجّل 15,000 وفاة سنويًا بسبب أمراض القلب الناتجة عن التدخين، من أصل 78,000 وفاة مرتبطة بالتبغ.
وتُظهر الإحصاءات أن نصف الأمراض الناتجة عن التدخين تتعلق بالقلب، نتيجة لتأثير أكثر من 7,000 مادة كيميائية، أبرزها القطران، على الأوعية الدموية ووظائف القلب.
تزايد الإقبال على السجائر الإلكترونية
رغم انخفاض مبيعات منتجات التبغ القانونية في المملكة المتحدة بنسبة 45% منذ عام 2021، لم تتراجع نسبة المدخنين إلا بأقل من 1%، وفقًا لبيانات "مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني" (ONS). وتثير هذه المفارقة قلق الباحثين بشأن فعالية السياسات الحالية في الحد من التدخين، خصوصًا مع ارتفاع المعدلات في بعض المناطق مثل "إيست ستافوردشاير"، حيث قفزت نسبة المدخنين من 10.7% عام 2012 إلى 17.3% في 2024.
في المقابل، أظهرت البيانات أن عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية تجاوز للمرة الأولى عدد المدخنين التقليديين، ليصل إلى نحو 5.4 مليون بالغ في أنحاء المملكة المتحدة. وتسعى الحكومة البريطانية إلى مواجهة الظاهرة عبر مشروع "قانون التبغ والسجائر الإلكترونية"، الذي يهدف إلى حظر بيع التبغ لأي شخص وُلد بعد 1 يناير 2009، مع فرض قيود مشددة على التغليف والتسويق والنكهات الخاصة بالسجائر الإلكترونية.
وقد حظي المشروع بدعم أكثر من 1,200 متخصص صحي، من بينهم أطباء وممرضون ومديرو صحة عامة، في خطوة تُعدّ جزءًا من استراتيجية طويلة المدى لحماية الأجيال القادمة من أضرار النيكوتين وترسيخ مستقبل خالٍ من التدخين.
