دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالقرحة الهضمية
في أحدث الدراسات الطبية التي نُشرت هذا العام، حذّر فريق بحثي من مستشفى أسينشن سانت أغنيس في بالتيمور (ماريلاند) من ارتباط واضح بين استخدام السجائر الإلكترونية وارتفاع احتمالات الإصابة بمرض القرحة الهضمية (PUD).
قدّم البحث الطبيب ألبرت إي. أوهرين، الحاصل على دكتوراه في العلوم الصحية، خلال المؤتمر السنوي للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي (ACG 2025)، مشيرًا إلى أن الدراسة أظهرت أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الحاليين والسابقين أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنةً بمن لم يستخدموها قط.
علاقة التدخين الإلكتروني بمرض القرحة الهضمية
أوضح أوهرين أن التحليل المقطعي الذي أُجري على أكثر من 371 ألف مشارك في برنامج أبحاث "جميعنا" التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، أظهر أن 8% من المشاركين استخدموا السجائر الإلكترونية في مرحلة ما، بينهم 21,277 مستخدمًا حاليًا و8,096 مستخدمًا سابقًا.

وبحسب النتائج، فإن مستخدمي السجائر الإلكترونية الحاليين لديهم احتمال أعلى بنسبة 27% للإصابة بالقرحة الهضمية مقارنةً بغير المستخدمين (نسبة الأرجحية المعدلة aOR = 1.27)، فيما بلغت هذه النسبة 13% بين المستخدمين السابقين.
وأضاف الباحث أن النتائج فاجأت الفريق العلمي، إذ أظهرت أن الخطر يظل قائمًا حتى بعد التوقف عن الاستخدام، رغم عدم توفر بيانات دقيقة حول مدة الإقلاع أو مستوى الاستهلاك السابق.
مخاطر التدخين الإلكتروني
اللافت أن الخطر المرتبط بالسجائر الإلكترونية كان أكبر من الخطر الناتج عن التدخين التقليدي، حيث بلغت نسبة الأرجحية للمستخدمين التقليديين 1.19 فقط.
كما رصد الباحثون عوامل خطر أخرى ترفع احتمالية الإصابة بالقرحة الهضمية، أبرزها:
استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (aOR = 2.15).
الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي (aOR = 4.45).
اقرأ أيضا: دراسة جديدة تكشف: الإقلاع عن التدخين في هذا العمر يعزز الصحة المعرفية
وأشار أوهرين إلى أن هذه النتائج تعزز الحاجة إلى توسيع نطاق الدراسات حول تأثير التدخين الإلكتروني على الجهاز الهضمي، خصوصًا في ظل انتشاره المتزايد بين الشباب.
وفقًا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ازداد استخدام السجائر الإلكترونية بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. في عام 2024، استخدمها 1.6 مليون طالب في المدارس الأمريكية، أي نحو 5.9% من إجمالي الطلاب، فيما بلغت نسبة المستخدمين بين البالغين أكثر من 6.5%، بارتفاع ملحوظ عن عام 2020 (3.7%).
وأكّد أوهرين أن هذه الأرقام، إلى جانب نتائج الدراسة الجديدة، تمثل جرس إنذار للصحة العامة، داعيًا إلى تعزيز حملات التوعية حول المخاطر غير المتوقعة للسجائر الإلكترونية، التي يُروَّج لها أحيانًا كبديل "آمن" للتدخين التقليدي.
يقول الباحث إن الخطوة التالية تتمثل في دراسة العلاقة السببية بدقة، لتحديد ما إذا كانت المواد الكيميائية في بخار السجائر الإلكترونية تُسهم مباشرةً في إحداث تلف بطانة المعدة والأمعاء.
ويختم أوهرين حديثه قائلاً: "الآن وقد عرفنا بوجود ارتباط واضح، يجب علينا فهم آلية هذا التأثير بدقة لأن الشباب الذين يتجهون إلى السجائر الإلكترونية بحاجة إلى معرفة أن مخاطرها قد تتجاوز الجهاز التنفسي لتصل إلى الجهاز الهضمي أيضًا."
