القلم علاج سحري جديد للقلق.. دراسة توضح السر
كشفت دراسة علمية أجراها باحثون من جامعة يورك سان جون (York St John University) البريطانية أن تمرينًا بسيطًا يعتمد على الكتابة يمكن أن يقلل من القلق خلال وقت قصير، كما يعمل على تحسين تقدير الذات والشعور بالرضا النفسي.
وأوضح الباحثون أن فكرة التمرين تقوم على إعادة توجيه التفكير نحو المستقبل بشكل إيجابي، بدلاً من الانشغال بصور ذهنية سلبية عن الفشل أو الخوف من المجهول. هذه الخطوة الصغيرة، بحسب الفريق البحثي، يمكن أن تغيّر المزاج وتخفف من مشاعر التوتر بشكل ملحوظ.
دور الكتابة في الصحة النفسية
يقول العلماء إن كل إنسان يحمل في ذهنه صورتين لمستقبله: الأولى إيجابية يرغب في الوصول إليها، والثانية سلبية يخشاها ويحاول تجنبها.
وتُظهر نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين تتسم لديهم الصورة السلبية بوضوحٍ شديد، يميلون إلى الشعور بقلق أكبر وتقدير ذات أقل.
وأشارت الدراسة، المنشورة في مجلة Psychological Reports، إلى أن وضوح صورة الفشل في أذهان البعض يجعلها تشعر وكأنها واقع حقيقي قادم، مما يؤثر في ثقتهم بأنفسهم ويزيد من توترهم اليومي.
واختبر الباحثون تمرينًا بسيطًا يسمى "أفضل ذات ممكنة"، حيث طُلب من المشاركين كتابة وصفٍ دقيقٍ لمستقبل مثالي يحققون فيه أحلامهم ويصلون إلى أهدافهم.
وشارك في التجربة 68 من طلاب الجامعة، وتم قياس مستوى القلق لديهم قبل التمرين وبعده. النتيجة كانت لافتة: بعد كتابة تصوراتهم الإيجابية عن المستقبل، انخفضت مستويات القلق بشكل ملحوظ لدى معظمهم، حتى أولئك الذين كانوا يعانون من توتر مرتفع في البداية.
ويرى الباحثون أن تمارين الكتابة تعزز تقدير الذات لأن الإنسان، حين يكتب عن نفسه في صورة ناجحة ومتفائلة، يبدأ في تصديق هذه الصورة تدريجياً. ويؤكدون أن الكتابة الإيجابية عن الذات المستقبلية لا تستغرق سوى دقائق يومياً، لكنها تساعد على تهدئة العقل ودعم الإحساس بالثقة.
كما لفت فريق البحث إلى أن هذا النوع من التمارين يمكن أن يكون أداة مساعدة في تعزيز الصحة النفسية دون الحاجة إلى أدوية أو جلسات علاجية مكلفة، خصوصاً في وقتٍ تزايدت فيه معدلات القلق والتوتر بسبب ضغوط الحياة اليومية.
ورغم أن الدراسة أجريت على شريحة محدودة من طلاب الجامعات، يرى العلماء أن النتائج تدعو لمزيد من التجارب على فئات مختلفة من الناس، لمعرفة مدى فعالية هذا التمرين على المدى الطويل.
