بين الصمت والعاصفة.. هل تتهيأ ستارشيب لأهم اختبار في تاريخها؟
مرّ شهر تقريبًا منذ آخر مرة انطلقت فيها ستارشيب، أقوى صاروخ في العالم، في رحلتها التجريبية الحادية عشرة يوم 13 أكتوبر، والتي وُصفت حينها بالنجاح الباهر.
لكن منذ ذلك الحين، خيّم الصمت على مشروع شركة سبيس إكس العملاق، ما أثار التساؤلات حول ما يجري وراء الكواليس.
وبحسب التقارير، فإن الهدوء الحالي لا يعني توقف العمل، بل هو فترة تحضيرية مكثفة استعدادًا للاختبار الثاني عشر المرتقب. لا تزال عمليات التطوير تمضي "وفق الخطة الموضوعة"، دون أن تُسجّل أي مشكلات تقنية كبيرة.
اقرأ أيضا: إيلون ماسك يحقق حلمه الكبير.. "ستارشيب" تقترب من المريخ بخطوة تاريخية (فيديو)
تهدف سبيس إكس إلى تسريع وتيرة الإطلاقات، لتصل إلى مرة كل أسبوعين خلال عام 2026، لكن هذا يعتمد على جاهزية منصة الإطلاق الجديدة في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، حيث يُتوقع أن تنتقل عمليات الإطلاق من منشأة الشركة الرئيسة ستاربيس في تكساس إلى هناك خلال العام المقبل.
ستارشيب تدخل مرحلة الإعداد لاختبار مداري كامل
وبحسب خبراء الصناعة، فإن شعار هذه المرحلة هو: “لا جديد يُبشر بالخير”، فكلما قل الحديث، زادت ساعات العمل خلف الأبواب المغلقة في مصانع الشركة ومواقع اختبارها.
سيكون الإطلاق القادم محوريًا في مسيرة المشروع، إذ ستُستخدم فيه النسخة الثالثة من الصاروخ ستارشيب، وهي أطول وأكثر تطورًا من سابقتها، وتُعدّ أول نموذج قادر على تنفيذ عمليات إطلاق مدارية كاملة مع إمكانية الاستعادة.
وتُخطط الشركة لاستخدام المنصة B الجديدة في منشأة ستاربيس، التي لا تزال قيد الإنشاء، وتتميز بخندق لهب محسن قادر على تحمّل العادم الهائل للصاروخ العملاق، مما يتيح عمليات إطلاق متكررة وأكثر أمانًا واستدامة.
ورغم غياب التصريحات العلنية، فإن مصادر مقربة من المشروع تشير إلى أن الاختبار الثاني عشر قد يتم في الربع الأول من عام 2026، إذا تم الانتهاء من تجهيز المنصة في الموعد المحدد.
ماذا تخطط سبيس إكس لستارشيب بعد أسابيع من الصمت الإعلامي؟
يأتي هذا التطوير في إطار التحضير لمهمة أرتميس 3 التابعة لناسا، التي تهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر بحلول عام 2027. وستستخدم المهمة نسخة معدلة من ستارشيب كمركبة هبوط قمرية.
غير أن المشروع واجه بعض الضغوط السياسية مؤخرًا، بعدما ألمح أحد مسؤولي ناسا إلى احتمال إعادة فتح العطاءات، بسبب القلق من تأخر سبيس إكس في تسليم المركبة في الوقت المحدد. وردّت الشركة بخطة جديدة لمهمة “مبسطة” تُركّز على استعراض قدرات الإطلاق والهبوط القمري أولًا قبل المهمة المأهولة.
بينما يظن البعض أن الصمت الإعلامي يشير إلى توقف، يبدو العكس تمامًا. فالشركة تعمل على تحسين نظام الإطلاق، وتطوير خزانات الوقود، وتحديث محركات رابتور، ضمن جهودها لتحويل ستارشيب إلى مركبة قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل.
من المتوقع أن يحمل الاختبار القادم ملامح جديدة تُقرب الشركة من هدفها الأكبر: جعل السفر إلى القمر والمريخ روتينًا فضائيًا لا حدثًا استثنائيًا.
