تحالف فضائي أوروبي جديد يضع سبيس إكس تحت المجهر
توصلت مجموعات الفضاء الأوروبية الكبرى، ليوناردو الإيطالية، إيرباص الفرنسية، وتاليس، إلى اتفاق إطاري لدمج أعمال الأقمار الصناعية الخاصة بهم في مشروع مشترك لمنافسة إيلون ماسك في قطاع الفضاء. يهدف هذا المشروع إلى تصنيع أقمار صناعية على نطاق أوسع للتنافس بشكل أكثر فعالية مع شركة سبيس إكس التي تمتلك شبكة ستارلينك التي تحظى بشعبية كبيرة على مستوى العالم.
تفاصيل اتفاق دمج الأقمار الصناعية الأوروبية
من المقرر أن تعقد ليوناردو اجتماعًا استثنائيًا لمجلس إدارتها يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة تفاصيل الصفقة التي لا تزال في مراحلها الأولى. وتخضع هذه الصفقة لموافقات مجلس الإدارة والجهات التنظيمية الأوروبية.
المشروع الجديد سيجمع الشركات الثلاث لإنشاء شركة مشتركة بقيمة تقارب 10 مليارات يورو (أي نحو 11.66 مليار دولار)، ويهدف إلى زيادة القدرة التنافسية في مجال تصنيع الأقمار الصناعية منخفضة التكلفة، التي شهدت نموًا متسارعًا في السنوات الأخيرة.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يهاجم الإعلام 3 مرات يوميًا.. ماذا وراء هذه الحملة؟
واجهت المحادثات بين هذه الشركات الكبرى عقبة خلال الصيف الماضي بسبب صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن الحوكمة والتقييم، بالإضافة إلى الخلافات حول توزيع التكنولوجيا والوظائف الحساسة سياسياً بين فرنسا وإيطاليا.
تشير تقارير صحفية إلى أن هذه العقبات كانت مرتبطة بالأزمة السياسية في باريس. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشكلات تتعلق بتقسيم الحصص في العمل الحسّاس سياسيًا، مما جعل الأطراف الأوروبية تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى اتفاق نهائي.
ما هي العقبات القانونية التي تواجه دمج الشركات الأوروبية في الفضاء؟
من أبرز التحديات التي تواجه هذه الصفقة هي المراجعة المحتملة من قبل المفوضية الأوروبية لمكافحة الاحتكار. فشلت محاولات سابقة لدمج أنشطة الأقمار الصناعية في أوروبا بسبب المخاوف المتعلقة بالمنافسة واحتكار السوق. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه الشركات الأوروبية هو الضغط المتزايد نتيجة للنجاح الكبير لشبكة ستارلينك التي أطلقها إيلون ماسك. فالانتقال إلى الأقمار الصناعية الرخيصة التي تقدمها سبيس إكس يُعد تحديًا كبيرًا للأوروبيين الذين قد يضطرون إلى دمج الأصول لتلبية متطلبات السوق.
بحسب تقرير صادر عن نوفاسبيس الاستشارية، من المتوقع أن يتم إطلاق أكثر من 43 ألف قمر صناعي خلال العقد المقبل، ما يجعل سوق تصنيع الأقمار الصناعية وخدمات الإطلاق سوقًا ضخمة تقدر بحوالي 665 مليار دولار. يُتوقع أن يساهم مشروع الدمج في وضع الشركات الأوروبية في مركز قوة تنافسية على المدى الطويل، خاصة إذا تمكنت من تجاوز العقبات القانونية والإدارية الحالية.
هذه الخطوة تُعد خطوة استراتيجية ضخمة من جانب شركات الفضاء الأوروبية التي تسعى للتكيف مع التغيرات السريعة في صناعة الأقمار الصناعية، وتحقيق قدر أكبر من الكفاءة والتنافسية في مواجهة قوة الشركات الأمريكية، خصوصًا سبيس إكس.
