سر أغلى 6 دقائق محذوفة في تاريخ السينما العالمية (فيديو)
في واحدة من أكثر القصص غرابة في تاريخ هوليوود، كشفت تقارير سينمائية أن شركة وارنر براذرز أنفقت 10 ملايين دولار على مشهد من فيلم “عودة سوبرمان Superman Returns" عام 2006، قبل أن تُقرر حذفه نهائيًا من النسخة النهائية قبل العرض.
والمشهد، المعروف باسم “العودة إلى كوكب كريبتون”، كان يُفترض أن يكون من أبرز لقطات الفيلم، لكنه تحول إلى أغلى مشهد محذوف في تاريخ السينما.
وبلغت ميزانية الفيلم -الذي كان من إخراج برايان سينجر، وبطولة براندون روث، وكيت بوسورث، وكيفن سبيسي- 270 مليون دولار، وكان يُنظر إليه حينها كعودة فخمة لشخصية سوبرمان بعد غياب طويل عن الشاشة.
ورغم أن المشهد صُوِّر بالكامل باستخدام المؤثرات البصرية واستمر 6 دقائق، قررت الشركة المنتجة حذفه لأنها رأت أن نبرته كانت "مظلمة للغاية" وغير متوافقة مع روح الفيلم العامة.
الجانب الخفي
ويتناول المشهد رحلة سوبرمان إلى كوكبه الأصلي كريبتون بعد تدميره، حيث يستكشف أطلال موطنه وسط أجواء قاتمة وصمتٍ تام، ما أضفى عليه طابعًا فنيًا لكنه بعيد عن الإيقاع السريع المطلوب لفيلم أبطال خارقين جماهيري.
واعتبرت وارنر براذرز أن هذا الاتجاه الفني سيؤثر سلبًا على توازن الفيلم وإيقاعه التجاري، فقررت استبعاده بالكامل، رغم تكلفته الهائلة.
يشير النقاد إلى أن حذف المشهد لم يكن مجرد قرار فني، بل يعكس الضغوط الاقتصادية والإبداعية التي تواجه استوديوهات هوليوود الكبرى، حيث يفضّل المنتجون غالبًا الحفاظ على الطابع التجاري المضمون على حساب المغامرات السينمائية الجريئة.
وذهبت ميزانية 10 ملايين دولار، أي ما يعادل تكلفة فيلم مستقل كامل، لمشهد واحد لم يُعرض إلا لاحقًا ضمن محتوى خاص على منصات الفيديو عند الطلب VOD.
ويُضيف محللون أن القرار أثار جدلًا واسعًا بين محبي السلسلة، إذ رأى البعض أن المشهد كان سيُضفي عمقًا إنسانيًا على شخصية سوبرمان ويُبرز عزلته الوجودية، بينما اعتبره آخرون مناسبًا للحفاظ على إيقاع الفيلم وضمان سهولة وصوله للجمهور العام.
سبب نشر المشهد المحذوف
ورغم تحقيق الفيلم نجاحًا معقولاً في شباك التذاكر، إلا أنه لم يبلغ طموحات وارنر براذرز المالية، إذ حصد نحو 391 مليون دولار عالميًا فقط، ما دفع الشركة لإعادة تقييم مستقبل السلسلة لاحقًا.
اقرأ أيضا: مشهد بطولي في "ER" رشّح كلوني لـ"أسوأ" أفلامه في هوليوود (فيديو)
وبعد سنوات، أُعيد نشر المشهد المحذوف كمادة إضافية رقمية، ليُصبح رمزًا لتكلفة الإبداع في هوليوود، حيث يمكن أن تختفي ملايين الدولارات في غرفة المونتاج بسبب اختلاف بسيط في الرؤية الفنية.
