سر تصميم الطائرات: لماذا لا تتطابق المقاعد دائمًا مع النوافذ؟
أثارت قضية المقاعد التي لا تطل فعليًا على نوافذ الطائرة جدلًا واسعًا، بعدما رُفعت دعاوى ضد شركات طيران تتقاضى رسومًا إضافية على مقاعد تُسوّق على أنها "بجوار النافذة"، بينما لا تحتوي على نافذة حقيقية.
محامون اعتبروا ذلك تضليلًا للمستهلكين الذين يدفعون مقابل ميزة غير موجودة، ما دفع خبراء السفر إلى التوصية باستخدام مواقع متخصصة تتيح للمسافرين معرفة تفاصيل المقعد قبل الحجز، بما في ذلك موقع النافذة.
رغم أن اختيار مقعد بجوار النافذة يُعد من أبرز رغبات الركاب، إلا أن كثيرين يُفاجَؤون بمقاعد ملاصقة لجدران فارغة أو نوافذ تقع بين صفين، ما يضطرهم للانحناء بطريقة غير مريحة لمشاهدة الخارج.
بحسب تقرير نشره موقع travel.nine، فإن السبب لا يعود إلى خطأ عشوائي، بل إلى طريقة تصنيع وتجهيز الطائرات. فالشركات المصنعة مثل "بوينغ" و"إيرباص" تحدد مواقع النوافذ وفق معايير هندسية ثابتة، بينما تُسلّم الطائرة لشركات الطيران دون تجهيز داخلي.
كيف تتحكم شركات الطيران في توزيع المقاعد؟
بعد استلام الطائرة، تتولى شركة الطيران تصميم المقصورة الداخلية وتوزيع المقاعد بما يتناسب مع نموذجها التجاري. بعض الشركات تسعى إلى زيادة عدد الركاب عبر تقليص المسافات بين المقاعد، بينما تركز شركات أخرى على راحة المسافرين.
المقاعد تُثبّت على قضبان معدنية في أرضية الطائرة، ما يمنح الشركات حرية تحريكها دون أي ارتباط بمواقع النوافذ، وهو ما يؤدي إلى ظهور مقاعد بلا نوافذ.
لإبراز هذا التفاوت، يمكن مقارنة طائرات "بوينغ 787" لدى شركتين أستراليتين. شركة Jetstar منخفضة التكلفة توفر 21 مقعدًا في درجة رجال الأعمال و314 مقعدًا في الدرجة الاقتصادية بمسافة 76 سم بين المقاعد، بينما توفر Qantas الوطنية 42 مقعدًا لرجال الأعمال، و28 للدرجة الاقتصادية المميزة، و166 للدرجة الاقتصادية، مع مسافة تصل إلى 81 سم.
ورغم تطور صناعة الطائرات، يبقى عدم توافق المقاعد مع النوافذ واقعًا يواجهه الركاب، وقد يستمر في إثارة الجدل طالما ظل عدد المقاعد أولوية لدى بعض الشركات على حساب الراحة.
