الكالسيوم التاجي.. اختبار بسيط يتنبأ بخطر الوفاة المبكرة
كشفت دراسة جديدة أن مؤشر الكالسيوم التاجي (CAC)، المستخدم عادةً لتقييم صحة الشرايين، قد يكون مؤشرًا أكثر دقة على الحالة الصحية العامة للإنسان مما كان يُعتقد سابقًا.
وأوضحت الدراسة أن هذا المؤشر لا يقتصر دوره على التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب، بل يمكن أن يساعد أيضًا في تقدير احتمالات الوفاة لأسباب أخرى غير قلبية.
الدراسة أُجريت في مؤسسة Intermountain Health بمدينة سولت ليك الأمريكية، وشملت أكثر من 40 ألف مريض مصنَّفين ضمن الفئة المعرضة لمخاطر أمراض القلب.
خضع المشاركون لاختبارات متقدمة بتقنية PET/CT لقياس تدفق الدم إلى القلب، إلى جانب فحص تراكم اللويحات الكلسية داخل الشرايين، وهي ترسّبات من الدهون والكوليسترول والكالسيوم قد تؤدي إلى تضيق الشرايين وزيادة خطر النوبات القلبية.
وبيّنت النتائج أن نحو ثمانية آلاف مريض لم تظهر لديهم أي ترسّبات كالسيوم، بينما وُجدت مستويات متفاوتة من التراكم الكلسي لدى أكثر من 32 ألفًا.
وخلال خمس سنوات من المتابعة، تبيّن أن المرضى الذين لديهم أي مستوى من الكالسيوم التاجي كانوا أكثر عرضة للوفاة بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بمن كانت شرايينهم خالية تمامًا من الكالسيوم.
علاقة الكالسيوم بالصحة
المفاجئ أن نحو ربع الوفيات فقط كانت ناجمة عن أمراض قلبية، فيما نتجت أغلبية الحالات عن أسباب أخرى.
وأوضح الدكتور جيفري إل. أندرسون، الباحث الرئيس في الدراسة، أن وجود اللويحات في الشرايين التاجية قد يعكس تراكمها في أعضاء أخرى كالأطراف أو الرقبة، وهو ما قد يؤدي إلى أمراض مثل انسداد الشرايين الطرفية أو السكتة الدماغية.
وأشار الباحثون إلى أن التصلب العام للشرايين قد يُضعف قدرة جهاز المناعة على مكافحة الأورام والأمراض، مما يرفع خطر الوفاة لأسباب متعددة.
ويسعى الفريق العلمي حاليًا لدراسة الحالات التي توفيت بأسباب غير قلبية لمعرفة الرابط الدقيق بين مؤشر الكالسيوم التاجي ومعدلات الوفاة الإجمالية.
وأكد أندرسون أن هذه النتائج تفتح الباب أمام اعتماد هذا الاختبار البسيط كأداة لتقييم الصحة العامة، خاصة أنه غير جراحي، يستغرق نحو عشر دقائق فقط، ولا يتطلب أي استعدادات مسبقة.
ومع التعمق في دراسة العلاقة بين هذا المؤشر ومختلف أسباب الوفاة، يُتوقّع أن يتحول فحص مؤشر الكالسيوم التاجي إلى أداة شاملة لتقييم المخاطر الصحية العامة، مما يتيح للأطباء التدخل في مراحل مبكرة للوقاية وإنقاذ المزيد من الأرواح.
