دراسة برازيلية: تحصين مشروبات الطاقة بالكالسيوم يحمي مينا الأسنان من التآكل
في محاولة لإعادة النظر في العلاقة بين مشروبات الطاقة وصحة الفم، توصّلت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ولاية ريو غراندي دو نورتي في البرازيل إلى أن إضافة مركّبات الكالسيوم إلى مشروبات الطاقة يمكن أن تحدّ من تأثيرها السلبي على الأسنان، لا سيّما من خلال تقليل تآكل مينا الأسنان.
وتُعد مينا الأسنان، وهي الطبقة الخارجية الصلبة التي تغلف السن وتحميه من الأحماض والبكتيريا والاحتكاك، خط الدفاع الأول في الفم، لكنها مادة غير قابلة للتجدد عند تعرّضها للتلف. وقد أظهرت الدراسة أن تركيبة ثلاثية تجمع بين الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم كانت الأقدر على حماية هذه الطبقة، مقارنة بالمشروبات غير المعدلة أو تلك المدعّمة بالكالسيوم بشكل تقليدي.
وقد نُشرت الدراسة، التي جاءت بعنوان "القدرة التآكلية لمشروب طاقة معدّل بالكالسيوم على مينا الأسنان: دراسة مخبرية", عبر منصة medRxiv، وأُجريت بالكامل ضمن مختبرات مركز تخصصات طب الأسنان في مدينة كاراوُباس البرازيلية.
اقرأ أيضًا: جير الاسنان يمهّد الطريق للتسوّس
ويُعد تآكل المينا من أكثر الأضرار الشائعة الناتجة عن التعرض المتكرر للأحماض، إذ يؤدي إلى إضعاف صلابة سطح السن من دون تدخل بكتيري، ما يميّزه عن التسوّس التقليدي، وتُصنّف مشروبات الطاقة كأحد أبرز العوامل الخارجية المسببة لهذا النوع من التآكل، بسبب احتوائها على أحماض قوية تُضعف البنية السطحية للمينا مع مرور الوقت، وتشمل الأعراض الناتجة عن ذلك: ترقّق الحواف القاطعة للأسنان، وانكشاف العاج، وازدياد الحساسية، وظهور تشوّهات سطحية واضحة.
اعتمدت الدراسة على ستين عينة من مينا الأسنان مأخوذة من أضراس سليمة تم استخراجها لأسباب تقويمية، وقُسّمت إلى 12 مجموعة عشوائيًا. جرى غمر كل عيّنة لمدة دقيقتين في تركيبات مختلفة، شملت: ريد بُل غير معدّل، تسع نسخ من مشروبات الطاقة مدعّمة بالكالسيوم، ماء منزوع الأيونات، وعصير برتقال مدعّم بالكالسيوم كمشروب مقارن.
ثم خضعت العينات لتحليل دقيق لقياس الخشونة السطحية باستخدام جهاز rugosimeter، إضافة إلى اختبار الصلابة الميكروية (Vickers Microhardness Test) قبل الغمر وبعده، مع اعتماد مستوى دلالة إحصائية بلغ 5% لتقييم الفروقات.
الكالسيوم ليس واحدًا... أيّ تركيبة تحمي أكثر؟
كشفت نتائج الدراسة أن التركيبة الثلاثية من الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم أظهرت أعلى قدرة على الحفاظ على صلابة مينا الأسنان وتقليل الخشونة السطحية، متفوقة على المشروب الأصلي غير المعدّل، وحتى على عصير البرتقال المدعّم بالكالسيوم المستخدم للمقارنة. وسجّلت التركيبة التي تحتوي على 2.50 غرام من دي-كالسيوم ماليت و2.15 غرام من المركب الثلاثي الأداء الأفضل بين جميع المتغيرات المدروسة.
اقرأ أيضًا: وداعا لحشوة الأسنان ...علاج التسوس بالكهرباء
في المقابل، لاحظ الباحثون أن بعض المركّبات، مثل كالسيوم سترات ماليت، ساهمت في خفض درجة حموضة المشروب، ما قد يؤثر سلبًا على فعاليتها في بعض الحالات، ويقلّل من فائدتها الوقائية.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن تحصين مشروبات الطاقة بالكالسيوم يمثل استراتيجية فعالة للحد من التآكل الحمضي للأسنان، مشيرة إلى إمكانية إعادة صياغة المنتجات التجارية لتكون أقل ضررًا للمستهلكين الدائمين، لا سيما أولئك الذين يعانون مسبقًا من مشاكل تآكل المينا.
كما أوصى الفريق البحثي بضرورة إجراء دراسات مستقبلية لتحديد الجرعة المثالية من المركّبات الفعالة، وقياس مدى تقبّل الطعم الناتج عن الإضافات، مع اختبار الفاعلية في ظروف محاكية للبيئة الفموية الواقعية مثل دورات إزالة وإعادة تمعدن الأسنان.
