القهوة بعد الثانية ظهرًا.. عادة يومية تسرق نومك
حذّرت مديرة خدمات التغذية في مستشفى ماونت سيناي بنيويورك سامانثا ديراس من الإفراط في شرب القهوة على مدار اليوم؛ لأنه قد يُسبب اضطرابات جسدية ونفسية متعددة، تبدأ من زيادة التوتر وسرعة ضربات القلب، وتمتد إلى اضطرابات الهضم، والإرهاق بعد الظهر، وصعوبة النوم ليلاً.
وأوضحت أن تأثير الكافيين لا يقتصر على تحفيز النشاط مؤقتًا، بل يُحدث سلسلة من التفاعلات الهرمونية والعصبية التي تُرهق الجسم مع مرور الوقت، داعية إلى الاعتدال في تناول القهوة والاكتفاء بـ"فنجانين في اليوم كحد أقصى".
اقرأ أيضا: كيف يمكن لشرب القهوة في الصباح دعم صحتك وطول عمرك؟
كيف تُربك القهوة الجهاز العصبي وتزيد التوتر؟
تقول ديراس، إن فنجان القهوة الصباحي يمنح شعورًا فوريًا بالانتباه لأن الكافيين ينشّط الجهاز العصبي المركزي ويزيد إفراز هرمون الأدرينالين، والذي يرفع معدل ضربات القلب مؤقتًا؛ لكنها حذّرت من أن تناول القهوة بكثرة خلال اليوم يُرهق الجهاز العصبي ويُسبب رعشة عضلية أو قلقًا متزايدًا لدى بعض الأشخاص.
وأضافت: "الكافيين أيضًا يُحفّز إفراز حمض المعدة؛ لذا فإن الإفراط في القهوة، خصوصًا على معدة فارغة، قد يؤدي إلى شعور بالحموضة أو اضطراب الهضم".

وأوضحت ديراس أن القهوة تؤثر مباشرةً في حركة الأمعاء، إذ تُحفّزها وتُسرّع عملية الإخراج، قائلة: "لهذا يشعر كثيرون برغبة في التبرز بعد دقائق من شرب القهوة، خصوصًا في الصباح؛ لأنها قد تُفيد من يُعانون من الإمساك، لكنها قد تُسبب الإسهال إذا أُفرِط في شربها".
كما أشارت إلى أن الكافيين يُحفّز الكلى لتقليل امتصاص الماء، مما يؤدي إلى كثرة التبول وفقدان السوائل، محذّرة من أن "شرب القهوة طوال اليوم دون تعويض الماء يُعرض الجسم للجفاف تدريجيًا".
وتقول ديراس إن مفعول الكافيين يستمر بضع ساعات فقط، وبعدها يُعاود الجسم الشعور بالإرهاق، موضّحة أن "الكافيين يمنع مادة الأدينوزين، المسؤولة عن النعاس، من الوصول إلى الدماغ؛ لكن ما أن يزول تأثيره حتى يتراكم الأدينوزين بسرعة، فيشعر الشخص بتعب مفاجئ، وربما صداع أو تهيّج مزاجي، وهي أعراض تُعرف بانخفاض الكافيين".
تأثير شرب القهوة بعد الظهر على النوم
وأكدت الطبيبة أن الكافيين يبقى في الجسم ما بين 10 و12 ساعة، لذا فإن شرب القهوة بعد الثانية ظهرًا قد يُضعف جودة النوم.
وقالت: "القهوة في المساء تُقلل من النوم العميق المرمم وتزيد من فترات النوم الخفيف، مما يجعل الشخص يستيقظ متعبًا رغم نومه لساعات كافية".
وشدّدت ديراس على ضرورة معرفة كمية الكافيين في كل نوع من القهوة، مشيرة إلى أن "بعض الأنواع منزوعة الكافيين تحتوي على كافيين أكثر مما يظنه الناس، بل تفوق أحيانًا بعض مشروبات الطاقة".
وأضافت أن جسم الإنسان يتفاعل مع القهوة بطرق مختلفة تبعًا للعمر، والوزن، والحالة الصحية، مؤكدة أن "الاعتدال هو القاعدة الذهبية".
