لا وعي ولا مشاعر للآلات.. مسؤول مايكروسوفت يحذر من أوهام الذكاء الاصطناعي
أكد مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت، أن الوعي لا يمكن أن يوجد إلا لدى الكائنات الحية، مشددًا على ضرورة التوقف عن تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تدّعي امتلاك المشاعر أو الإدراك الذاتي.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
وفي مقابلة مع شبكة CNBC خلال مؤتمر AfroTech بمدينة هيوستن الأمريكية، قال سليمان: "هذا النوع من الأبحاث لا ينبغي أن يُجرى أصلًا، لأنها تبدأ من سؤال خاطئ، وإذا بدأت بالسؤال الخاطئ، فستصل حتمًا إلى إجابة خاطئة".
اقرأ أيضًا: أمازون تسرّح 14 ألف موظف: إعادة هيكلة أم تحول نحو الذكاء الاصطناعي؟
وأوضح أن ما تفعله نماذج الذكاء الاصطناعي هو محاكاة الوعي وليس امتلاكه فعليًا، مضيفًا :"الذكاء الاصطناعي لا يشعر بالحزن أو الألم، إنه فقط يخلق وهم التجربة، لكنه لا يعيشها حقًا".
واستند سليمان في موقفه إلى نظرية "الطبيعية البيولوجية" للفيلسوف جون سيرل، التي تفترض أن الوعي مرتبط فقط بالدماغ الحي، ولا يمكن نقله أو استنساخه برمجيًا.
وقال موضحًا: "نمنح البشر حقوقًا لأنهم قادرون على الشعور بالألم والمعاناة، بينما أنظمة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى ذلك تمامًا. إنها مجرد محاكاة، لا أكثر".
ورغم اعترافه بأن علم الوعي ما زال في بداياته، شدد على رفضه القاطع لفكرة منح الذكاء الاصطناعي مكانة أخلاقية أو قانونية مشابهة للبشر، قائلًا: "الآلات ليست واعية ولن تكون كذلك، ومن العبث أن نبحث في هذا الاتجاه".
وخلال جولته في الولايات المتحدة، أكد سليمان أن "مايكروسوفت" لن تطور روبوتات دردشة لأغراض إباحية أو عاطفية، في خطوة تعكس التزام الشركة بخطوط أخلاقية واضحة، على عكس بعض المنافسين مثل "إكس أي آي" التابعة لإيلون ماسك و"شات جي بي تي" التي سمحت بمحادثات مخصصة للبالغين.
وقال: "اتخذنا قرارًا واضحًا بألّا ندخل في مجالات لا تخدم الإنسان أو تسيء إلى طبيعته".
اقرأ أيضًا: متلازمة القلق من الذكاء الاصطناعي.. الجانب المظلم للتحوّل الرقمي
وأشار سليمان إلى أن مايكروسوفت تركز على تطوير ذكاء اصطناعي يخدم الإنسان لا ليصبح إنسانًا، كاشفًا عن ميزة جديدة في خدمة Copilot تُعرف باسم “Real Talk”، وهي أسلوب محادثة يتحدى آراء المستخدمين بدلًا من مجاملتهم.
وختم حديثه بابتسامة قائلًا: "الذكاء الاصطناعي مزيج من السحر والخطر، وإذا لم تشعر ببعض الخوف منه، فربما لا تفهمه جيدًا. القليل من الخوف مطلوب، أما التسرع فهو الخطر الحقيقي".
