11 مليار دولار مقابل حجر.. سر مهمة ناسا المعلقة
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أنها تدرس نهجين جديدين لإعادة عينات المريخ إلى الأرض(حجر مأخوذ من المريخ)، في محاولة لخفض التكلفة وتعقيد المهمة التي تُعدّ الأكثر طموحًا في تاريخ الوكالة. ويأتي القرار بعد أن أظهرت مراجعة مستقلة العام الماضي أن المشروع تجاوز تقديراته الأولية، مع ارتفاع التكلفة إلى أكثر من 11 مليار دولار وتأجيل الجدول الزمني إلى ما يقرب من عقدين.
ووفقًا لتصريحات مدير ناسا بيل نيلسون، فإن الخيارات الجديدة قد تخفض تكلفة المشروع إلى ما دون 8 مليارات دولار، وتُقلص الجدول الزمني بين عامٍ وخمسة أعوام، ليصبح أقرب موعد محتمل لإعادة العينات إلى الأرض هو عام 2035.
مشروع إعادة عينات المريخ
وتتضمن المقترحات خيارين رئيسيين: الأول، استخدام مركبة هبوط تجارية قد تطورها شركات مثل سبيس إكس أو بلو أوريجين للوصول إلى سطح المريخ ونقل العينات؛ والثاني، إعادة استخدام نظام “رافعة السماء”، وهو نظام هبوط أثبت نجاحه سابقًا في إنزال مركبتي كيريوسيتي وبيرسيفيرانس على سطح الكوكب الأحمر.
وقال نيلسون في مؤتمر صحفي: "السبب الرئيسي وراء إيقافنا للمهمة هو أنها خرجت عن السيطرة. خبراؤنا الآن توصلوا إلى خطة أكثر واقعية لإعادة 30 أنبوبًا من التيتانيوم إلى الأرض بأسرع وقت ممكن وأقل تكلفة."
وأشار إلى أن ناسا ستُحدّد التصميم النهائي للمهمة خلال النصف الثاني من عام 2026، بينما ستُخصص الأشهر المقبلة لتطوير النماذج الهندسية الأولية.
اقرأ أيضا: هل يُخفي جليد المريخ سر الحياة؟ اكتشاف علمي مدهش داخل دوامة الكوكب القطبية
وجاء هذا التحول بعد ضغوط علمية متزايدة، إثر اكتشافات حديثة وصفت بـ"الاستثنائية" على سطح المريخ، إذ جمعت مركبة بيرسيفيرانس صخورًا تحتوي على مؤشرات يُحتمل أن تكشف عن أدلة على حياة قديمة على الكوكب.
مهمة المريخ المقبلة
وكانت الخطة الأصلية تقضي بأن تُسلّم المركبة الجوالة العينات إلى مركبة هبوط مزودة بصاروخ مريخي، تُطلق العينات إلى المدار لتلتقطها مركبة أوروبية وتُعيدها إلى الأرض، لكن تعقيد هذه السلسلة من العمليات أثار مخاوف بشأن التكلفة والمدة.
من بين الأفكار المقترحة التي درستها شركات مثل إيروجيت روكيتداين ونورثروب غرومان، تقليل وزن صاروخ الصعود من المريخ ليُعاد استخدام رافعة السماء، إضافة إلى مقترحات أخرى لتطوير أنظمة طاقة تعتمد على البلوتونيوم المشع بدل الألواح الشمسية لتفادي مخاطر العواصف الغبارية.
ويُتوقع أن يتخذ القرار النهائي بشأن النهج الجديد في عهد الإدارة الأمريكية المقبلة، إذ أشار نيلسون إلى أن "الكرة الآن في ملعب البيت الأبيض"، مؤكدًا أن ناسا ستواصل عملها حتى تُصبح المهمة جاهزة للتنفيذ.
وأضاف نيلسون في ختام حديثه: "لا أتصور أن الولايات المتحدة ستتراجع عن هذا المشروع التاريخي. لا نريد أن تكون أول عينة مريخية تعود إلى الأرض على متن مركبة صينية."
