لماذا يفشل البعض في فهم الكلام وسط الضوضاء رغم سلامة السمع؟
كشفت دراسة طبية حديثة أن الصعوبة التي يواجهها بعض الأشخاص في فهم الكلام داخل الأماكن المزدحمة قد تكون ناتجة بدرجة أكبر عن قدراتهم العقلية على التركيز ومعالجة الأصوات، وليس بسبب ضعف السمع وحده.
وأوضحت الباحثة بوني لاو، أستاذة مساعد في جراحة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة واشنطن، أن النتائج “تُبرز الدور الحيوي للقدرات العقلية في تفسير الأصوات المعقدة”.
وأشارت الدراسة المنشورة المنشورة في مجلة PLOS One، والتي شملت أقل من 50 مشاركًا، إلى أن العلاقة بين القدرة المعرفية والأداء في إدراك الكلام كانت واضحة في جميع الفئات، سواء لدى الأشخاص ذوي السمع الطبيعي أو أولئك الذين يعانون من حالات عصبية مثل التوحّد.
بدأ جميع المشاركين بفحص سمعي للتأكد من سلامة السمع، ثم خضعوا لاختبار يسمى (Multitalker Challenge)، حيث يُطلب من كل مشارك التركيز على صوت المتحدث الرئيسي أثناء وجود صوتين آخرين يتحدثان في الخلفية. على سبيل المثال، يسمع المشارك جملة تتضمن كلمات مثل: “Ready, Eagle, go to green five now”، ويجب عليه تحديد المعلومات الصحيحة من المتحدث المستهدف فقط.
علاقة الذكاء بالسمع

أظهر التحليل أن المشاركين ذوي مستويات الذكاء الأعلى أدوا الاختبار بدقة أكبر، بغض النظر عن حالتهم العصبية. وقالت لاو: “أثبتنا أن الأداء في مهام السمع المعقّدة يتأثر بمستوى الذكاء عبر جميع المجموعات، بغض النظر عن التشخيص الطبي”.
وأوضحت أن النتائج تُعارض الفكرة التقليدية القائلة إن مشكلات الاستماع ترتبط فقط بضعف السمع، مؤكدة أن الدماغ يلعب دورًا أساسيًا في تصفية الأصوات المتداخلة وفهم الكلام وسط الزحام.
أكدت لاو أن هذه النتائج التمهيدية تحتاج إلى تجارب أوسع لتأكيدها، لكنها شددت على أن الدراسة “تفتح الباب أمام تطوير أساليب تدريب سمعي معرفي تساعد الأشخاص على تحسين قدرتهم على السمع في البيئات الصاخبة”.
وأضافت أن الفهم الأفضل لكيفية تفاعل السمع مع القدرات الإدراكية يمكنه الإسهام في تحسين تصميم الأجهزة السمعية ، خاصة لأولئك الذين يواجهون صعوبة في التواصل في الأماكن العامة.
