من مادة مثيرة للجدل إلى إنجاز طبي.. LSD يصبح أداة لعلاج القلق
في اكتشاف طبي واعد، أعلن باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عن نتائج مشجعة لعقار تجريبي جديد يُعرف باسم MM120، وهو شكل دوائي من مادة LSD طور خصيصًا لعلاج اضطراب القلق العام، أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا حول العالم. ويؤكد العلماء أن العقار أظهر قدرة عالية على تخفيف الأعراض لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية.
توضح الدكتورة جينيفر ميتشل، عالمة الأعصاب المشرفة على الدراسة، أن العقار يعمل على تعزيز مرونة الدماغ العصبية (Neuroplasticity)، مما يساعد على إعادة تشكيل طرق الاتصال بين مناطق الدماغ وتقليل أنماط التفكير السلبية الصارمة التي تميز اضطراب القلق العام. وعلى عكس الأدوية التقليدية التي تستهدف فقط مستوى السيروتونين في الدماغ، يعيد MM120 تنظيم الاتصالات العصبية بطريقة تُسهم في تحسين التوازن النفسي والانفتاح الذهني.
نتائج عقار MM120 لعلاج القلق
في إحدى مراحل التجارب السريرية التي شملت نحو 200 مريض يعانون من القلق المتوسط إلى الشديد، أظهرت جرعة واحدة من MM120 انخفاضًا بمعدل خمس إلى ست نقاط في مقياس القلق المعتمد الذي يتكون من 56 درجة.
هذه النتيجة تُعد قفزة نوعية مقارنة بالأدوية التقليدية مثل "زولفت" و"باكسيل"، التي تقلل الأعراض بدرجة محدودة تصل إلى 1.25 نقطة فقط. وذكر الباحثون أن هذه التحسينات كانت كافية لإعادة تصنيف بعض الحالات من “قلق متوسط” إلى “خفيف”.
راقب الأطباء المشاركين بدقة بعد تناول الجرعة، وكانت الأعراض الجانبية طفيفة إلى متوسطة مثل الغثيان والصداع وتشوهات بصرية بسيطة، وظهرت غالباً عند الجرعات الأعلى فقط. وأوضح الفريق البحثي أن استخدام جرعة منخفضة مع تهيئة بيئة علاجية مريحة أسهم في تقليل الآثار الجانبية إلى حد كبير.
مستقبل علاج اضطراب القلق العام بعقار MM120
تسعى الدراسة حاليًا لتجنيد المزيد من المشاركين الذين يعانون من اضطراب القلق العام بدرجاته الشديدة، وهي فئة يصعب استقطابها بسبب طبيعة المرض نفسه التي تجعل المصابين يتجنبون المواقف الاجتماعية. وتؤكد الدكتورة ميتشل أن الفريق الطبي يعتمد على بناء الثقة مع المشاركين لتشجيعهم على الانفتاح والمشاركة في الجلسات العلاجية.
اقرأ أيضا: مستشفى الملك فيصل يُطلق أول منشأة للعلاجات الجينية في المملكة
يُتوقع أن يفتح دواء MM120 فصلًا جديدًا في علاج اضطرابات القلق والاكتئاب بفضل قدرته على معالجة جذور القلق العصبية بشكل مباشر، ما قد يعيد تعريف الطريقة التي يُنظر بها إلى الأدوية النفسية في المستقبل. ويأمل الباحثون أن تساهم نتائج المرحلة النهائية من التجارب في اعتماده رسميًا خلال الأعوام القليلة المقبلة.
