دواء جديد يعد الأمل في علاج الزهايمر: تحسينات ملموسة في الذاكرة والدماغ
في نتائج جديدة واعدة، أظهرت تجربة سريرية في المرحلة الثالثة لدواء فاليلتراميبروسيت (ALZ-801) التجريبي تقدمًا كبيرًا في علاج مرض الزهايمر لدى الأشخاص المعرضين وراثيًا لخطر الإصابة، وبالتحديد المصابين بمتغير APOE4/4. تشير البيانات إلى أن الدواء أبطأ من عملية ضمور الدماغ وأدى إلى انخفاض في انتشار الماء في الدماغ، مما يشير إلى تباطؤ التنكس العصبي الذي يصاحب مرض الزهايمر.
دواء الزهايمر التجريبي
الدواء قُدّم في الدراسة لــ 325 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 50 و 80 عامًا، والذين يعانون من الضعف الإدراكي البسيط (MCI) والخرف المبكر المرتبط بمرض الزهايمر. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، إحداها تلقت فاليلتراميبروسيت والأخرى تلقت دواء وهمي. وبعد 78 أسبوعًا من العلاج، أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا فاليلتراميبروسيت سجلوا تحسنًا ملحوظًا في حجم الدماغ من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، مقارنةً بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي.
وفقا للدكتورة سوزان أبو شقرة، طبيبة الأعصاب وكبيرة المسؤولين الطبيين في شركة Alzheon، والقائمة على تجارب الدواء الجديد، كان الهدف من فاليلتراميبروسيت هو منع تكوّن الأوليغومرات السامة في الدماغ، والتي تُعتبر من الأسباب الرئيسية في تدهور خلايا الدماغ في مرض الزهايمر. وصرحت أبو شقرة: "الدواء يعمل في مرحلة مبكرة من العملية، وقبل أن تتشكل اللويحات الكبيرة التي تضر بالخلايا العصبية".
الفرق بين علاج الزهايمر التقليدي والعلاج الجديد
أحد الجوانب التي يميز فاليلتراميبروسيت عن العلاجات الحالية هو أنه يعمل قبل تكون اللويحات المضرة، وهو خلافًا للعلاجات المناعية التي تهدف إلى إزالة اللويحات في مراحل المرض المتقدمة. هذا يساعد في تجنب الآثار الجانبية الخطيرة التي قد تحدث مع الأدوية الأخرى مثل ARIA (الآثار الجانبية المرتبطة بالأدوية المضادة للأميلويد).
رغم النتائج الإيجابية، لم تحقق الدراسة هدفها الرئيسي في تحسين المؤشرات المعرفية لمجموعة المرضى الذين كانوا في مرحلة الخرف الخفيف، لكن المجموعة التي تلقت العلاج في مرحلة الضعف الإدراكي البسيط شهدت تحسنًا كبيرًا في الذاكرة ووظائف الدماغ. يعتقد الباحثون أن التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع هما الأساس لتحقيق نتائج فعالة.
اقرأ أيضا: قلة النوم تهدد دماغك.. ودراسة توضح الرابط مع الخرف وألزهايمر
في هذا السياق، يرى جاسديب س. هوندال، أستاذ علم النفس في جامعة هاكنساك ميريديان، أن فاليلتراميبروسيت يُعد أكثر أمانًا من الأدوية الحالية التي تحمل آثارًا جانبية خطيرة. ويضيف أن هذا الدواء قد يُصبح خيارًا أكثر أمانًا للمرضى الذين يعانون من خيارات علاجية محدودة في الوقت الراهن.
تسعى الأبحاث المستقبلية لتوسيع هذا العلاج وزيادة فعاليته في مراحل مرض الزهايمر المختلفة. كما يطمح الخبراء إلى تطوير أدوية أكثر أمانًا وفعالية لعلاج فقدان الذاكرة على المدى الطويل.
