النجاح لا يتقاعد: 10 رياضيّين أثبتوا أن الاستثمار هو اللعبة الكبرى
حين تنتهي مسيرة اللاعب داخل الملعب، يبدأ التحدي الحقيقي خارج أسواره. وفيما يكتفي البعض بالظهور الإعلامي أو العمل في المجال الرياضي، يختار آخرون طريقًا مختلفًا تمامًا: عالم الاستثمار.
استثمارات الرياضيين وأرباحهم
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على أغنى 10 لاعبين كرة قدم معتزلين نجحوا في تأسيس مشاريع خاصة واستثمارات متنوعة، تجاوزت في بعضها حدود الملايين إلى عالم المليارات.
روبّي فاولر - 50 مليون دولار
بعد أن طوى صفحة مسيرته الكروية الحافلة، لم يتوقف روبّي فاولر عند حدود الإنجازات داخل الملاعب، بل واصل طريقه في عالم كرة القدم من خلال التدريب، إذ تنقّل بين عدد من الفرق في دوريات مختلفة متوليًا قيادتها، وكان آخرها نادي القادسية في دوري روشن السعودي.
لكن الإنجاز الأبرز لفاولر جاء خارج المستطيل الأخضر، وتحديدًا في مجال الاستثمار العقاري، الذي دخله بشغف ورؤية واضحة.
وعلى مدى سنوات، نجح النجم الإنجليزي في بناء محفظة عقارية ضخمة تضم مجموعة من الممتلكات المتميزة في مواقع استراتيجية داخل المملكة المتحدة.
هذا النجاح الاستثماري اللافت مكّنه من دخول قائمة أغنى لاعبي كرة القدم السابقين، بثروة تُقدّر بنحو 50 مليون دولار أمريكي، ليبرهن أن النجومية يمكن أن تمتد إلى مجالات متعددة، متى اقترنت بالشغف والمعرفة.
مايكل أوين - 68 مليون دولار
بعيدًا من صخب الملاعب وضوء النجومية، وجد مايكل أوين شغفه الحقيقي في عالم مختلف تمامًا: سباقات الخيول.
اللاعب الذي تُوّج بالكرة الذهبية عام 2001، لم يكتفِ بما حققه من إنجازات رياضية، بل اختار أن يستثمر في مجال يعكس اهتماماته الشخصية، فأسّس إسطبل مانور هاوس Manor House Stables، وهو مركز متخصص لتدريب خيول السباق، يقع في قلب الريف الإنجليزي.
لم يكن المشروع مجرد استثمار مالي، بل امتدادًا لشغف أوين، إذ شارك في تطوير الإسطبل ليصبح من أبرز المرافق في المملكة المتحدة، مستقطبًا نخبة من المدربين والخيول ذات الأداء العالي.
هذا التوجه الذكي في الاستثمار مكّن مايكل أوين من بناء ثروة تُقدّر بنحو 68 مليون دولار أمريكي.
ريو فيرديناند - 78 مليون دولار
لم يكن مسار ريو فيرديناند بعد الاعتزال عشوائيًا ولا لحظة ارتجالية، بل رسمه تمامًا كما كان يدافع في الملعب، بثقة، وتركيز، وحساب دقيق لكل خطوة.
اليوم، تُقدّر ثروته بنحو 75 مليون دولار أمريكي، لكنها ليست مجرد حصيلة مسيرة كروية ناجحة، بل ثمرة رؤية استثمرت الخبرة في مجالات جديدة.
بدأ اللاعب الإنجليزي السابق رحلته في عالم العقارات، فاختار مواقع استثنائية وبنى محفظة مدروسة صارت مع الوقت ركيزة أساسية في إمبراطوريته الاستثمارية.
ثم نقل انضباطه من الملاعب إلى عالم الموضة بإطلاق علامة فايف FIVE، التي تمزج بين الأناقة والروح الرياضية وتستهدف الجيل الذي يبحث عن التميز لا عن التكرار.
من خلال الجمع بين الرؤية التجارية والذوق العصري، قدّم فيرديناند نموذجًا لنجاح يتجاوز حدود الملاعب، ويؤكد أن التفوق الحقيقي يكمن في القدرة على التكيف وإعادة تعريف الذات مع تغير السياق.
جيرارد بيكيه - 80 مليون دولار
جيرارد بيكيه دخل عالم الأعمال بنفس الروح التي قادته للنجاح في كرة القدم: تخطيط مُحكم ورؤية واضحة للمستقبل.
من خلال تأسيسه لمجموعة كوسموس هولدينغ Kosmos Holding، وضع بيكيه نفسه في موقع الفاعل لا المتفرج في عالم الرياضة، فقاد صفقة ضخمة تجاوزت قيمتها 3 مليارات دولار مع الاتحاد الدولي للتنس لتطوير بطولة كأس ديفيس.
هذه الخطوة لم تكن استثمارًا وحسب، بل إعلان عن رؤية جديدة ترى الرياضة بوصفه مشهدًا عالميًا يمكن إعادة تشكيله بمعايير أعمال وإدارة حديثة.
ولم تتوقف طموحات بيكيه عند حدود الشراكات الدولية، وإنما امتدت إلى امتلاك أندية كرة قدم بعدما استحوذ على ناديي إف سي أندورا وجيمناستيك مانريسا، مؤمنًا بأن الاستثمار في الرياضة يبدأ من الجذور.
بهذا المزج بين فكر المستثمر وروح الرياضي، استطاع بيكيه أن يبني ثروة تقارب 80 مليون دولار أمريكي، لكنها قبل كل شيء تمثل رصيدًا من الجرأة والرؤية والإصرار على النجاح.
أندريس إنييستا - 120 مليون دولار
بثروة تُقدّر بنحو 120 مليون دولار أمريكي، يواصل أندريس إنييستا كتابة فصول نجاحه بعيدًا من الملاعب، مستندًا إلى مسيرة كروية مذهلة تُوّجت بـ35 لقبًا مع برشلونة والمنتخب الإسباني، جعلته أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ اللعبة.
لكن عبقريته لم تتوقف عند حدود الملعب، بل امتدت إلى عالم الابتكار الرياضي، بحيث أثبت أن الذكاء في التمرير يمكن أن يتحول إلى رؤية استثمارية ثاقبة.
من أبرز مشاريعه شركة FirstVision، التي تسعى إلى إعادة تعريف تجربة المشاهدة الرياضية، عبر تقنية تتيح تركيب كاميرات في قمصان اللاعبين، مانحة الجمهور زاوية رؤية من منظور اللاعب نفسه.
هذه الفكرة الجريئة تعكس فهمًا عميقًا لتطور الإعلام الرياضي، وتضع إنييستا في طليعة من يقودون التحول الرقمي في صناعة الرياضة.
رونالدو نازاريو - 160 مليون دولار
حين يُذكر اسم رونالدو، يتبادر إلى الذهن أحد أعظم المهاجمين في تاريخ اللعبة.
وقد امتدّ نجاح الظاهرة البرازيلية إلى ما هو أبعد من إنجازاته داخل المستطيل الأخضر، إذ واصل مسيرته في عالم الاستثمار الرياضي، ليجمع ثروة تُقدَّر اليوم بنحو 160 مليون دولار أمريكي.
في عام 2018، فاجأ رونالدو الجميع بشراء حصة ضخمة في نادي ريال بلد الوليد الإسباني، مقابل نحو 30 مليون يورو، واضعًا نفسه في موقع القيادة الإدارية.
ثم عاد إلى جذوره في ديسمبر 2021، مستحوذًا على نادي كروزيرو البرازيلي، الذي شهد انطلاقته كلاعب، في صفقة بلغت 400 مليون ريال برازيلي، أي ما يوازي تقريبًا 70 مليون دولار في ذلك الوقت.
وبعيدًا من الأندية، حافظ رونالدو على حضوره الإعلامي من خلال عقود دعائية مع علامات بارزة مثل نايكي، سنكرز، وبيريللي، إلى جانب ظهوره المستمر في سلسلة ألعاب FIFA، ما جعله رمزًا رياضيًا وتجاريًا في آنٍ واحد.
اقرأ أيضا: ما هي الدول التي تملك أكبر عدد من اللاعبين في الدوري الإنجليزي 2025/2026؟
مارتن برايثوايت - 287 مليون دولار
وجود اسم مارتن برايثوايت في هذه القائمة قد يفاجئ الكثيرين، فهو لم يحظَ بمسيرة كروية لافتة، ولم يوقّع أي عقد ضخم مع الأندية، وكان دائمًا في الظل مقارنةً بزملائه من اللاعبين.
ومع ذلك، تُقدّر ثروته اليوم بنحو 287 مليون دولار أمريكي، متجاوزًا أسماء أكثر شهرة وتأثيرًا في عالم الكرة. السبب؟ جرأة استثمارية نادرة.
ففي عام 2017، دخل برايثوايت عالم العقارات من خلال شراكة مع عمه فيليب مايكل، وأسّسا معًا شركة NYCE Companies، التي تحوّلت إلى إمبراطورية عقارية تمتلك أكثر من 1500 وحدة سكنية، إلى جانب مشاريع تطويرية في نيويورك، فيلادلفيا، ونيوجيرسي.
برايثوايت لم يعتمد على كرة القدم كمصدر أساسي للدخل، فاختار أن يكون لاعبًا في سوق المال، مستثمرًا في العقارات، الموضة، والمطاعم، ليصبح نموذجًا نادرًا للاعب الذي صنع ثروته الأضخم من خارج الملعب، وبذكاء استثنائي.
ديفيد بيكهام - 450 مليون دولار
عام 2014، أسّس ديفيد بيكهام مع زوجته فيكتوريا شركة بيكهام براند هولدينغز Beckham Brand Holdings، وهي شركة قابضة تُدير حقوق صورته التجارية، وتشرف على علامة فيكتوريا بيكهام للأزياء، إلى جانب استثمارات متنوعة في مجالات الموضة والإعلام.
إلى جانب نشاطه التجاري، يلعب بيكهام دورًا قياديًا في إدارة نادي إنتر ميامي في الدوري الأمريكي لكرة القدم، وهو مشروع رياضي طموح يعكس اهتمامه بتطوير اللعبة في السوق الأمريكية.
هذه الاستثمارات، جعلت من ديفيد بيكهام واحدًا من أبرز الأمثلة على اللاعبين الذين نجحوا في تحويل شهرتهم الرياضية إلى نفوذ اقتصادي واسع.
فبعد مسيرة حافلة مع مانشستر يونايتد وريال مدريد، اتجه بيكهام إلى الاستثمار الرياضي والإعلامي، ليُراكم ثروة تُقدّر بنحو 450 مليون دولار أمريكي، تجعله اللاعب الثالث في القائمة.
اقرأ أيضا: "ميركاتو الشرق".. الأندية السعودية تحقق طفرة في الإيرادات من بيع اللاعبين خارجيًا
لويس ساها - 4.9 مليار دولار
للمرة الأولى تتضمّن القائمة رقمًا بالمليارات، والمفاجأة أن صاحب هذا الرقم ليس من بين الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم.
إنه لويس ساها، المهاجم السابق لمانشستر يونايتد وفولهام وإيفرتون، الذي قلب مسار مسيرته بعد الاعتزال نحو عالم الأعمال بتأسيس منصة أكسيس ستارز Axis Stars.
هذا المشروع، الذي وُلد بهدوء بعيدًا من الأضواء، نجح في بناء منظومة رقمية تجمع لاعبين محترفين وفنانين في بيئة موثوقة ومتكاملة، توفر لهم جميع الخدمات التي يحتاجون إليها عبر تطبيق واحد سهل الاستخدام.
اليوم، تمتلك الشركة قاعدة عملاء تضم أكثر من 550 لاعبًا محترفًا سابقًا، ما يؤكد مكانتها بوصفها إحدى أبرز الجهات في المجال الرياضي والاقتصادي.
ماثيو فلاميني - 14 مليار دولار
يبرز اسم ماثيو فلاميني، نجم أرسنال السابق، بوصفه أغنى لاعب معتزل في العالم بثروة تقدر بنحو 14 مليار دولار أمريكي.
ففي وقتٍ اعتاد اللاعبون التوجّه نحو التدريب أو الإعلام، اختار فلاميني طريقًا مختلفًا كليًا، قاده إلى قلب عالم الكيمياء الحيوية.
عام 2008، شارك فلاميني مع زميله باسكوالي غراناتا في تأسيس شركة GF Biochemicals المتخصّصة في إنتاج حمض الليفولينيك، وهو مركب يدخل في قلب الصناعات المستدامة الحديثة.
ومع مرور السنوات، نجحت شركته في إحداث تحول لافت في هذا المجال، لتصبح مثالا نادرًا على قدرة الرياضيين على اختراق مجالات علمية معقدة وتأسيس إرث يتجاوز حدود الملاعب.
