كيف يربك التلوث الضوئي الساعة القمرية في جسم الإنسان؟
يُعتبر الساعة القمرية داخلية لدى البشر واحدة من أقدم الإيقاعات البيولوجية التي تتيح لنا التفاعل مع دورة القمر الشهرية.
ومع تطور الحياة الحضرية، أصبحنا أقل تعرضًا للضوء الطبيعي من القمر، وهذا يعني أننا نعيش في بيئة غير متزامنة مع الطبيعة.
وتؤكد دراسة حديثة لجامعة فيينا التقنية أن التلوث الضوئي في المدن الكبرى يُغير الإيقاعات الطبيعية المرتبطة بالقمر، مثل النوم والدورة الشهرية، مما يعكر الأنماط البيولوجية الطبيعية.
سبب تأثر الساعة القمرية
بفضل تطور التكنولوجيا والإضاءة الصناعية، أصبحنا نعيش تحت سماء مشوهة بالأنوار الساطعة ليلاً، مما يحجب تأثير الضوء القمري الطبيعي على إيقاع أجسامنا.
تتزايد الأدلة على أن التلوث الضوئي هو سبب رئيسي في تعطيل التفاعل بين الساعة القمرية الداخلية والبيئة، وهو ما يفسر وجود تأثيرات سلبية على نوم الإنسان وتنظيم دورة النوم.
تشير دراسات حديثة إلى أن التلوث الضوئي قد يكون السبب وراء التغيرات في أنماط النوم، حيث أظهرت نتائج دراسة أن البشر يعانون من صعوبة في النوم بعمق خلال مراحل اكتمال القمر، كما أن النساء قد يُظهرن تغيرات في الدورة الشهرية خلال فترات القمر الجديد و الاكتمال.
هذا الاختلال قد يعكس تأثير الضوء الاصطناعي على الأنماط البيولوجية الخاصة بالجسم.
بينما تأثرت الساعة القمرية للبشر، يعاني العديد من الكائنات الحية من نفس المشكلة.
العديد من الأنواع، مثل الأسماك و الطيور و اللافقاريات، تعتمد على إيقاع القمر لتحديد مواسم التكاثر والهجرة.
لكن مع زيادة التلوث الضوئي، أصبحت هذه الكائنات أكثر عرضة للتشويش على دورتها الحيوية الطبيعية، مما يؤثر سلبًا على البيئة البيولوجية.
يمكن للبشر إعادة التزامهم بالتوقيت الطبيعي عن طريق الحد من التعرض للتلوث الضوئي في الليل.
وتشمل الحلول الممكنة تركيب مصابيح ذات إضاءة أقل شدة في الشوارع وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنظيم الإضاءة بما يتوافق مع التوقيت البيولوجي البشري.
يمكن أيضًا تعزيز التوعية العامة حول أهمية القمر في حياتنا البيولوجية وكيفية تحسين بيئتنا المعيشية.
