رعب في الكاريبي.. إعصار ميليسا الأقوى منذ 1851 يهدد بالموت والدمار (فيديو)
اجتاحت جزيرة جامايكا رياح إعصار ميليسا العاتية بعد أن تضخم إلى فئة خامسة، ليصبح الأعنف عالميًا خلال عام 2025. وأظهرت لقطات صادمة من داخل عين العاصفة، صُورت بواسطة طائرة تابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA)، مشهدًا فريدًا لسماء زرقاء هادئة تحيط بها جدران من السحب الدوارة التي تمزج بين الهدوء المخيف والغضب الطبيعي الهائل.
تفاصيل إعصار ميليسا
توقع خبراء الأرصاد أن يتسبب الإعصار بفيضانات كارثية وانهيارات أرضية واسعة، مع رياح تجاوزت سرعتها 175 ميلاً في الساعة، مؤكدين أن ميليسا هو الأعنف الذي يضرب الجزيرة منذ بدء تسجيل الأعاصير عام 1851.
وقال المركز الوطني للأعاصير الأمريكي في ميامي إن العاصفة كانت تقع على بعد 140 ميلاً جنوب غربي كينغستون، متجهة نحو اليابسة بسرعة ثلاثة أميال في الساعة.
وأشارت التقديرات إلى أن مستويات الأمطار قد تبلغ 30 بوصة شرق جامايكا، و16 بوصة غرب هايتي، ما يزيد احتمالات الانهيارات والانقطاع الكامل للاتصالات والكهرباء.
حتى مساء الإثنين، حُمل الإعصار مسؤولية مقتل ستة أشخاص في الكاريبي الشمالي، بينهم ضحايا في هايتي وجمهورية الدومينيكان؛ فيما أعلنت السلطات الجامايكية حالة الطوارئ القصوى وأمرت بإجلاء إلزامي للسكان في المناطق الساحلية المنخفضة.
رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنس دعا مواطنيه إلى التزام مراكز الإيواء قائلاً: "لقد جثوت على ركبتيّ أصلي من أجل البلاد". في المقابل، وصف خبير الأرصاد ديلان فيديريكو الوضع بأنه "خطير للغاية"، محذرًا من أن الضغط الجوي قد يهبط إلى ما دون 900 ميجابايت قبل أن يضرب الإعصار الجزيرة. وأضاف أن الرياح الجبلية ستتجاوز 200 ميل في الساعة، مسببة دمارًا كاملاً للبنية التحتية وتقشير الأشجار وتحطيم المباني.
ووصف جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد في شركة أكيوويذر، إعصار ميليسا بأنه تهديد إنساني خطير قد يتحول إلى كارثة، نظراً لوجود مطار كينغستون الدولي ومحطات الكهرباء وميناء الشحن بالقرب من المناطق المعرضة للدمار. وأوضح أن ارتفاع العواصف البحرية قد يبلغ 13 قدمًا، مشيرًا إلى أن المدينة تضم مرافق حيوية مثل محطات الطاقة ومعالجة المياه.
ما حجم الأضرار التي سببها الإعصار؟
توقف مطار نورمان مانلي الدولي بعد آخر رحلة وصلت مساء الإثنين، ما أدى إلى بقاء مئات السياح من الولايات المتحدة وبريطانيا عالقين على الجزيرة.
وأعلنت السفارة الأمريكية في كينغستون تعليمات عاجلة لرعاياها بضرورة الاحتماء في أماكن آمنة والتواصل مع ذويهم عند الإمكان.
العديد من السكان رفضوا مغادرة منازلهم على الرغم من التحذيرات الرسمية. فقد قال الصياد نويل فرانسيس من بلدة أولد هاربور: "ولدت هنا وسأبقى هنا، أعرف كيف أتعامل مع العواصف".
اقرأ أيضا: العاصفة ميليسا تقترب من أمريكا: قد تؤدي إلى فيضانات ساحلية و تآكل الشواطئ (فيديو)
بينما ذكرت الشابة هانا ماكلويد، موظفة استقبال من كينغستون، أنها أغلقت النوافذ واستعدت بالمصابيح والشموع، مشيرة إلى أن هذا أول إعصار قوي تشهده في حياتها.
حتى مساء الإثنين، أفادت السلطات بانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 50 ألف منزل مع سقوط الأشجار وانسداد الطرق بسبب الانهيارات الأرضية.
كما سجّلت السلطات المحلية في بلدة بلاك ريفر موجات عاتية وصلت إلى مستويات قياسية، فيما أظهرت المشاهد الميدانية معاناة الباعة والسكان في تأمين احتياجاتهم قبل قدوم الإعصار.
