الذهب تحت الضغط: كيف أثر التفاؤل التجاري على المعادن النفيسة؟
شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا اليوم، حيث انخفضت إلى ما دون 4000 دولار للأوقية لأول مرة منذ فترة طويلة، وذلك في ظل تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة من قبل المستثمرين.
يأتي هذا الانخفاض في أسعار الذهب بعد ارتفاع الآمال بإمكانية حدوث انفراجة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي طالما أثرت على الأسواق المالية العالمية.
وفي المعاملات الفورية، سجل الذهب انخفاضًا بنسبة 2.9% ليصل إلى 3990.89 دولارًا للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 3.2% إلى 4005.20 دولارات.
اقرأ أيضًا: بين الذهب الأبيض والفولاذ... ساعات كلاسيكية تولد من جديد
هذا الانخفاض يأتي في وقت يترقب فيه المتعاملون إعلان نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سيحدد مسار السياسة النقدية في المرحلة المقبلة.
العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
إحدى العوامل الرئيسية التي ساهمت في تراجع الذهب هي التفاؤل المتزايد في الأسواق بشأن قرب حل الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وبعد جولات طويلة من المفاوضات والتهديدات، بدا أن الجانبين يتجهان نحو التوصل إلى اتفاق تجاري قد يخفف من حدة التوترات ويعزز من النمو الاقتصادي العالمي.
هذا التفاؤل دفع المستثمرين إلى التحول من الاستثمار في المعادن النفيسة إلى الأصول ذات العوائد الأعلى، مثل الأسهم والسندات، وهو ما أثر سلبًا على أسعار الذهب.
ولم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تراجعًا في أسعاره، حيث هبطت الفضة بنسبة 4.8% لتصل إلى 46.28 دولارًا للأوقية، في حين انخفض سعر البلاتين بنسبة 1.1% ليصل إلى 1587.92 دولارًا، كما شهد البلاديوم تراجعًا بنسبة 2.6% ليصل إلى 1391.34 دولارًا للأوقية.
وتأثرت هذه المعادن أيضًا بتراجع الإقبال على الملاذات الآمنة، حيث أصبحت المعادن النفيسة أقل جذبًا للمستثمرين الذين يبحثون عن فرص أعلى في الأصول ذات المخاطر العالية والعوائد المرتفعة، خاصة في ظل التفاؤل العالمي حول التوصل إلى حلول تجارية.
اجتماع الفيدرالي الأمريكي
الأعين الآن تتجه إلى نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سيُعقد هذا الأسبوع، فيما تزايدت التوقعات في الأسواق بأن الفيدرالي قد يعلن عن قرارات جديدة تتعلق بأسعار الفائدة، التي قد تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية.
وفي حال تم رفع أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن نشهد مزيدًا من الضغط على أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، حيث تميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى جعل الذهب أقل جاذبية كملاذ آمن.
اقرأ أيضًا: بقيمة 330 ألف دولار.. نايكي تكشف عن حذاء "إير فورس 1" من الذهب الخالص
وعلى الرغم من التفاؤل بشأن الاتفاقات التجارية المحتملة، فإن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تظل تشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، فقد تسببت في تقلبات حادة في الأسواق المالية في السنوات الأخيرة، وكانت مصدرًا للقلق بين المستثمرين الذين لجأوا إلى الذهب كملاذ آمن.
ومع تحسن العلاقات التجارية، قد يواصل المستثمرون التوجه نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى، مما يحد من الطلب على الذهب.
