هل تحتاج حقًا إلى شاشة 8K في منزلك؟ علماء يكشفون حدود رؤية العين البشرية
كشف باحثون من جامعة كامبريدج، بالتعاون مع مختبرات ميتا رياليتي، في دراسة نُشرت بمجلة Nature Communications، عن حدود قدرة العين البشرية على تمييز التفاصيل الدقيقة، مؤكدين أن هناك مستوى معينًا من البكسلات تصبح بعده زيادة الدقة غير مجدية.
حدود قدرة العين البشرية
وتأتي هذه النتائج لتثير تساؤلات واسعة حول جدوى السباق التقني الذي تخوضه شركات التكنولوجيا للوصول إلى شاشات بدقة 4K و8K، ومدى قدرة الإنسان فعلًا على ملاحظة الفارق بين هذه الدرجات العالية من الوضوح.
حيث أوضحت الدكتورة مليحة أشرف، الباحثة الرئيسية، أن التركيز الهندسي الكبير على زيادة دقة شاشات الهواتف والواقع المعزز يستدعي معرفة النقطة التي يتوقف عندها الدماغ عن رصد التفاصيل الإضافية، خاصة وأن زيادة الدقة تعني تضحيات في كفاءة المعالجة وزيادة التكلفة.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في عالم التليفزيون يوفر مزايا كبيرة ومخاطر محتملة!
لم يقس الباحثون مواصفات الشاشة بشكل مباشر، بل قاموا بتطوير نظام تجريبي لابتكار قياس أكثر دقة، يُعرف باسم "وحدات البكسل لكل درجة" (PPD)، الذي يقيس عدد البكسلات التي يمكن استيعابها في درجة واحدة من مجال رؤية المشاهد، وهذا المقياس يجيب على السؤال العملي "كيف تبدو الشاشة من مكاني؟" بدلاً من السؤال التقني العام.
واستناد إلى معيار الرؤية 20/20، الذي يُفترض أن العين البشرية تميز 60 بكسل لكل درجة، اكتشف الباحثون أن حدود دقة العين أعلى مما كان يُعتقد سابقاً.
وعند النظر مباشرة إلى أنماط ذات تدرجات دقيقة باللون الرمادي، كان المتوسط المسجل هو 94 PPD، ووصل إلى 89 PPD للأنماط الملونة (الأحمر والأخضر).
اقرأ أيضًا: "ميتا" تختبر أداتها لفيديو الذكاء الاصطناعي مع استوديو لأفلام الرعب
وأشار البروفيسور رافال مانتيوك، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن زيادة البكسلات تؤدي إلى تدهور في كفاءة الشاشة وزيادة تكلفتها ومتطلباتها من قوة المعالجة.
كيفية تحديد الشاشة الأنسب للمنزل
ولتوضيح الجانب العملي، توصل الباحثون إلى نتيجة مهمة لغرف المعيشة المنزلية، فبالنسبة لغرفة متوسطة الحجم في المملكة المتحدة (مسافة 2.5 متر بين التلفزيون والأريكة)، فإن تلفزيون 4K أو 8K بمقاس 44 بوصة لن يقدم ميزة مرئية إضافية مقارنة بشاشة Quad HD (QHD) الأقل دقة.
وقد طوّر الباحثون حاسبة مجانية عبر الإنترنت تسمح للمستهلكين بإدخال أبعاد الغرفة ودقة التلفزيون، لتحديد الشاشة الأنسب لمنزلهم بناءً على حدود دقة العين الخاصة بهم.
وتدعو الدراسة إلى استخدام هذه المعرفة الهندسية لضمان حصول المستهلكين على أفضل تجربة مشاهدة، دون هدر مالي أو استهلاك غير ضروري للطاقة في معالجة بيانات لا يمكن إدراكها بصرياً.
