رفات امرأة مذبوحة قبل ألفي عام تعيد كتابة تاريخ بريطانيا!
كشف تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية عن اكتشاف أثري غير مسبوق في مقاطعة دورست يُعيد كتابة تاريخ بريطانيا القديمة، بعدما عثر علماء الآثار على رفات امرأة شابة ذُبحت في طقس تضحية بشرية قبل أكثر من ألفي عام، في مشهد وُصف بأنه “تمثيل مسرحي للتنبؤ بالمستقبل” خلال العصر الحديدي.
طقوس التضحيات البشرية لدى البريطانيين القدماء
تم العثور على الجثة في موقع وينتربورن كينغستون القريب من بلدة بير ريجيس، ضمن حفريات تقودها جامعة بورنموث بإشراف الدكتور مايلز راسل، الأكاديمي المتخصص في علم الآثار الرومانية وما قبل التاريخ.
وأوضح راسل في تصريح للصحيفة أن الضحية وُضع وجهها إلى الأسفل على منصة أُنشئت خصيصًا، بعد أن جرى نحرها أمام جمهور، في مشهد يشي بطقس ديني متكامل العناصر.
وأشار التقرير إلى أن هذا الاكتشاف يؤكد ما أورده المؤرخ الإغريقي ديودوروس سيكولوس في القرن الأول قبل الميلاد، حين كتب أن الكهنة المعروفين باسم “الدرويد” كانوا يقتلون البشر بطعنات في البطن ثم “يتنبؤون بالمستقبل من خلال اهتزاز أطراف الضحية وتدفق الدم.
وأضاف راسل أن “الرومان بدورهم وصفوا هذه الطقوس في نصوصهم القديمة، لكن كثيرًا من الباحثين اعتبروها مجرد دعاية سلبية لتشويه سمعة البريطانيين القدماء. اليوم لدينا دليل مادي يُثبت أن هذه الممارسات كانت حقيقية وليست أسطورة”.
وأوضح الفريق الأثري أن المرأة كانت في منتصف العشرينات من عمرها، وعانت كسرًا في الأضلاع قبل شهر من مقتلها، ما يشير إلى حياة مليئة بالقسوة والمعاناة.
كما عُثر في الموقع ذاته على رفات رجل وامرأة آخرين لقيا حتفهما بالطريقة نفسها، ما يدل على أن التضحية البشرية كانت ممارسة متكررة وليست حادثة فردية.
وذكر راسل أن “العظام الحيوانية التي رُصّت لتشكيل قاعدة المنصة توحي بأن الطقس كان جزءًا من احتفال جماعي كبير، ربما جرى في أوقات المجاعة أو الأزمات السياسية”.
ووفقًا للتقرير، تعود الهياكل العظمية إلى الفترة بين 100 و50 قبل الميلاد، أي قبيل الغزو الروماني لبريطانيا، ويخضع جميع الرفات حاليًا لتحاليل دقيقة في جامعتي بورنموث ودبلن لتحديد تفاصيل الحياة والوفاة في تلك الحقبة.
اقرأ أيضا: بريطانية تتجاوز 116 عامًا تكشف سر طول العمر
ويقول الباحثون إن هذه الاكتشافات تمثل “نافذة فريدة على حياة البريطانيين قبل أن تُكتب عنهم أي سجلات تاريخية”، إذ تعتمد معرفة تلك الحقبة كليًا على ما تكشفه الحفريات الأثرية.
سيُعرض هذا الاكتشاف ضمن البرنامج الوثائقي “Hidden Wonders” على قناة More4 في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، من تقديم ساندي توكزفيغ وعالمة الآثار راكشا ديف، حيث سيتناول تفاصيل التنقيب والظروف المحيطة بطقوس التضحية البشرية في بريطانيا القديمة.
بهذا الاكتشاف، يرى الخبراء أن ما اعتُبر يومًا “أسطورة دموية” أصبح حقيقة تاريخية تُثبت أن التضحية البشرية كانت وسيلة روحية للتنبؤ بالمستقبل في العصر الحديدي البريطاني.
