بعد سرقة القرن.. متحف اللوفر ينقل جواهره إلى خزنة محصنة
في خطوة استثنائية عقب واحدة من أجرأ عمليات السرقة في التاريخ المعاصر، قرر متحف اللوفر في باريس نقل ما تبقى من جواهر التاج الفرنسي إلى خزنة عالية التحصين في بنك فرنسا، وذلك بعد عملية سطو نفذها مجهولون في وضح النهار، كاشفةً عن ثغرات أمنية خطيرة داخل أحد أشهر المتاحف العالمية وأكثرها زيارة.
وقعت الحادثة الأسبوع الماضي، حين اقتحم أربعة لصوص متحف اللوفر مستخدمين رافعة "تشيري بيكر" للوصول إلى الطابق الأول، حيث تقع قاعة أبولو التي تُعرض فيها جواهر الإمبراطورية الفرنسية.
واستغرقت العملية سبع دقائق فقط، تمكن خلالها الجناة من كسر النوافذ باستخدام قاطع زجاج، وفتح خزائن العرض بواسطة أدوات كهربائية قوية، وسرقة تسع قطع ملكية تتجاوز قيمتها الإجمالية 102 مليون دولار أمريكي، من بينها تيجان وأقراط وقلادات نادرة تعود إلى الإمبراطورة أوجيني والملكة ماري أميلي.
وغادر اللصوص الموقع بسرعة مذهلة على دراجتين ناريتين من طراز ياماها، بعد أن هبطوا مجددًا عبر الرافعة دون أن يواجهوا أي مقاومة أمنية، في ظل غياب تام لحراس المتحف في موقع الحادثة.
خطة تأمين جواهر اللوفر
وفي محاولة لتأمين ما تبقى من المجموعة التاريخية، تم نقل الجواهر المتبقية إلى خزنة "Souterraine" التابعة لبنك فرنسا، التي تقع على عمق 27 مترًا تحت الأرض داخل مبنى البنك الرئيسي.
اقرأ أيضا: إعادة فتح متحف اللوفر بعد سرقة مجوهرات بقيمة 88 مليون يورو
وتُوصف هذه الخزنة بأنها واحدة من أكثر المنشآت أمانًا في أوروبا، إذ تُغلق بباب فولاذي يزن سبعة أطنان، مدعوم بكتلة إسمنتية تبلغ 17 طنًا، إضافة إلى برج دوّار بوزن 35 طنًا يمنع أي محاولة اقتحام محتملة.
ونُقلت الجواهر تحت حراسة مشددة وبمرافقة الشرطة الفرنسية عبر مسافة لا تتجاوز 500 متر بين المتحف والبنك، في عملية وُصفت بأنها “استنفار ثقافي وأمني” لحماية التراث الوطني الفرنسي.
وأكدت مديرة متحف اللوفر لورانس دي كار أن البنية التحتية الأمنية للمتحف "تعاني من التقادم"، وكشفت أن الكاميرا الوحيدة التي كانت تراقب القاعة المستهدفة كانت "موجهة في الاتجاه الخطأ" أثناء السطو.
وأشارت تقارير إلى أن الشرطة الفرنسية عثرت على أدلة رقمية تشير إلى تواصل أحد أفراد الأمن بالمتحف مع اللصوص قبل العملية، ما عزز فرضية أن السرقة قد تكون عملية داخلية منظمة.
وتخشى السلطات أن تكون الجواهر قد سُرقت بغرض تفكيكها أو إذابتها لإعادة بيعها عبر السوق السوداء، حيث يُفضَّل اللصوص المجوهرات التي يمكن تسييلها بسهولة أو تقسيمها إلى قطع صغيرة لتقليل خطر التعقب.
ويُعتقد أن بعض القطع المسروقة، مثل تاج الإمبراطورة أوجيني، ربما فُكك أو بيعت بالفعل، بينما عُثر على إحدى القطع خارج نافذة المتحف بعد سقوطها أثناء فرار العصابة.
وتستمر الشرطة الفرنسية في مطاردة العصابة التي وُصفت بأنها "وحدة كوماندوز مدرّبة"، وسط مخاوف متزايدة من أن تكون هذه السرقة بداية لسلسلة جديدة من الجرائم المنظمة التي تستهدف المجموعات الملكية الأوروبية.
