ملياردير شهير يعرض شراء المجوهرات المنهوبة من متحف اللوفر بشرط!
في تطور مثير عقب السرقة الجريئة التي هزّت متحف اللوفر في باريس، أعلن الملياردير الروسي بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تيليجرام البالغ من العمر 41 عامًا، عن استعداده لشراء المجوهرات الفرنسية المنهوبة والتبرع بها إلى متحف اللوفر أبوظبي، قائلاً: إن “القطع الفنية ستكون أكثر أمانًا هناك من فرنسا”.
كتب دوروف عبر منصة X: “سأكون سعيدا بشراء المجوهرات المسروقة والتبرع بها لمتحف اللوفر. أعني متحف اللوفر أبوظبي، بالطبع — لا أحد يسرق من متحف اللوفر أبوظبي".
جاء تصريحه بعد أيام من عملية سطو جريئة نفذتها عصابة من أربعة أشخاص صباح الأحد الماضي، حيث اقتحم اللصوص جناح دينتون في اللوفر، وسرقوا تاجًا إمبراطوريًا مرصعًا بـ2000 ماسة وعددًا من القطع التاريخية التي تُعد من جواهر التراث الفرنسي.
استغرقت العملية سبع دقائق فقط قبل أن يفرّ المهاجمون باستخدام سلم قابل للتمديد وشاحنة صغيرة، فيما فشل نظام الإنذار وحراس الأمن في منعهم.

سرقة متحف اللوفر
سخر دوروف، الذي يُلقّب بـ“إيلون ماسك روسيا”، من السلطات الفرنسية قائلاً: “هذه علامة محزنة على تراجع دولة كانت عظيمة في يوم من الأيام، إذ تشتّت الحكومة انتباه الناس بتهديدات وهمية بدلًا من مواجهة التهديدات الحقيقية.”
وأضاف أن متحف اللوفر في باريس يعاني من قصور أمني كبير، مستشهدًا بالتقارير التي كشفت أن “ثلث غرف الجناح الذي وقعت فيه السرقة يخلو من الكاميرات تمامًا”.

يأتي هذا العرض المثير للجدل فيما يخضع دوروف نفسه للتحقيق في فرنسا، بعد أن أُلقي القبض عليه العام الماضي إثر وصوله من أذربيجان برفقة صديقته يوليا فافيلوفا (24 عامًا)، وهي لاعبة ألعاب إلكترونية ومدربة عملات مشفرة. تتهمه السلطات الفرنسية بعدم التعاون مع جهات إنفاذ القانون بشأن استخدام تطبيق تيليجرام في أنشطة غير قانونية.
ورغم ذلك، يؤكد دوروف أنه مؤيد للخصوصية الرقمية المطلقة، قائلاً: “استخدام مجرمين لخدمتنا لا يجعلنا شركاء في جرائمهم، لأننا لا نملك القدرة على قراءة رسائل المستخدمين المشفرة.”
أثارت تصريحات دوروف موجة جدل في الأوساط السياسية والثقافية الفرنسية، إذ وصفها مراقبون بأنها “استفزاز سياسي متعمّد” في وقتٍ تتعرض فيه الحكومة الفرنسية لانتقادات بسبب ضعف إجراءات الأمن في أكثر متاحف العالم شهرة.
اقرأ أيضا: 7 دقائق فقط.. أولى لقطات سرقة متحف اللوفر (فيديو)
اعترف وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز بوجود “ثغرات واسعة” في أنظمة الحماية، مؤكدًا أن التحقيق جارٍ بتهمة السرقة والتآمر الإجرامي من قبل “عصابة منظمة على مستوى عالٍ”. فيما تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ“استعادة الأعمال الفنية وتقديم الجناة إلى العدالة في أسرع وقت ممكن”.
متحف اللوفر أبوظبي
يُذكر أن متحف اللوفر أبوظبي، الذي افتتح عام 2017، يُعدّ أحد أبرز الصروح الثقافية في الشرق الأوسط، ويضم مئات القطع الفنية المعارة من متاحف فرنسية، تحت قبة معدنية ضخمة بتصميم مستقبلي من إبداع جان نوفيل.
بينما تثير تصريحات دوروف تساؤلات حول نواياه الحقيقية، فإنها سلطت الضوء على الهوة بين فرنسا والإمارات في إدارة التراث الفني وحمايته — وهي مقارنة يرى كثيرون أنها تحمل طابعًا سياسيًا بقدر ما هي ثقافية.
