لماذا تصيب متلازمة القولون العصبي النساء أكثر من الرجال؟ إليك الأسباب
تشير دراسات حديثة إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي مقارنة بالرجال، بمعدل يصل إلى الضعف، خصوصًا في الفئة العمرية بين 18 و39 عامًا، وفقًا لما أورده موقع MedicalXpress.
تشير الدراسات، وفقًا لما نشره موقع MedicalXpress، إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بـ متلازمة القولون العصبي عند النساء بمعدل يصل إلى ضعف الرجال، خاصة في الفئة العمرية بين 18 و39 عامًا.
وقد ساهمت منصات التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على هذه الحالة، من خلال محتوى توعوي أو ساخر يتناول أعراضًا مزعجة مثل الانتفاخ، الغازات، الإسهال والإمساك، مما ساعد في كسر الحواجز النفسية المرتبطة بها.
ويرجع هذا التفاوت بين الجنسين إلى عوامل بيولوجية معقدة، أبرزها تأثير الهرمونات الجنسية. فهرمون التستوستيرون لدى الرجال يُعتقد أنه يلعب دورًا وقائيًا ضد تطور القولون العصبي، بينما تؤدي تقلبات الإستروجين والبروجستيرون لدى النساء إلى تفاقم الأعراض. إذ تؤثر هذه الهرمونات على حركة الأمعاء وعدد انقباضاتها، ما يزيد من حساسية الجهاز الهضمي ويؤدي إلى اضطرابات مزمنة في الإخراج وآلام متكررة في البطن.
العلاقة بين القولون العصبي والاضطرابات النسائية
تُظهر الأبحاث وجود ارتباط بين متلازمة القولون العصبي عند النساء وحالات صحية نسائية مثل بطانة الرحم المهاجرة وتكيس المبايض. فالمصابات ببطانة الرحم المهاجرة أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي بثلاثة أضعاف، بينما ترتفع النسبة إلى الضعف لدى المصابات بتكيس المبايض. ويُعتقد أن هذه الحالات تتشارك في عوامل مثل الالتهاب الخفيف، ضعف بطانة الأمعاء، اختلال توازن البكتيريا المعوية، وفرط حساسية الأعصاب.
كما أن النساء أكثر ميلًا لطلب الدعم الطبي، ما يفسر دقة التشخيص وتوثيق الأعراض مقارنة بالرجال. وتُظهر الدراسات أن هناك تداخلًا كبيرًا بين القولون العصبي واضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، ما يزيد من تعقيد الحالة ويؤثر على جودة الحياة اليومية.
كيف يمكن إدارة متلازمة القولون العصبي عند النساء؟
رغم عدم وجود علاج نهائي لـ متلازمة القولون العصبي عند النساء، إلا أن الأعراض يمكن التحكم بها من خلال تغييرات في نمط الحياة والعلاج الدوائي. يُنصح بتقليل تناول المهيجات مثل الكافيين، الأطعمة الحارة، المشروبات الغازية، والدهون. كما يُستخدم نظام غذائي منخفض FODMAPs لتحديد الأطعمة المسببة للأعراض.
من جهة أخرى، تُساعد العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي والتنويم المغناطيسي في تنظيم التواصل بين الدماغ والأمعاء، وتقليل التوتر وتحسين تفسير الدماغ للألم. وقد يصف الأطباء أدوية لتنظيم حركة الأمعاء أو مضادات اكتئاب بجرعات منخفضة لتخفيف حساسية الجهاز الهضمي.
ورغم أن مشاركة التجارب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في كسر الحواجز النفسية، إلا أن بعض التوصيات المنتشرة قد تفتقر إلى الأساس العلمي. لذا، يبقى الحل الأفضل هو التوجه إلى مختصين مثل الأطباء أو أخصائيي التغذية للحصول على خطة علاجية شخصية.
