شاي الفقاعات.. مشروب عصري يخفي وراءه مخاطر صحية خطيرة
تحوّل شاي الفقاعات إلى أحد أكثر المشروبات العصرية انتشارًا في المدن الكبرى، خصوصًا في بريطانيا وآسيا، حيث تصطف الطوابير أمام المقاهي التي تُقدّمه بنكهات متعددة وألوان زاهية تجذب عشاق الصور على إنستغرام.
إلا أن سلسلة من الأبحاث الحديثة تُشير إلى أن هذا المشروب التايواني الشهير قد يُخفي وراء مظهره اللطيف مجموعة من المخاطر الصحية الجدية.
يتكوّن شاي الفقاعات عادةً من الشاي الأسود أو الأخضر، الحليب، السكر، ولآلئ التابيوكا — وهي كرات مطاطية تُستخرج من نبات الكسافا.
وأكد أحدث تحقيق حول الموضوع، أجرته مجلة Consumer Reports في الولايات المتحدة بالتعاون مع عدد من الأطباء المتخصصين وأيضا استنادا إلى تحليلات من مصانعه، أن مستويات مرتفعة من الرصاص والمعادن الثقيلة في بعض منتجات شاي الفقاعات، نتيجة امتصاص نبات الكسافا لهذه المعادن من التربة.
أضرار شاي الفقاعات
إلى جانب خطر التلوث، أشار الأطباء إلى أن تركيبة لآلئ التابيوكا النشوية قد تُبطئ عملية الهضم وتُسبب ما يُعرف بـ"شلل المعدة"، أو حتى انسداد الجهاز الهضمي عند تناولها بكميات كبيرة.
وقد أبلغت مستشفيات في آسيا عن حالات طبية أظهرت تراكم عشرات اللآلئ في أمعاء المرضى خلال الفحوصات الشعاعية.

ولا تقف المخاطر عند هذا الحد. ففي عام 2023، أزال أطباء تايوانيون أكثر من 300 حصوة كلوية من امرأة شابة كانت تشرب شاي الفقاعات يوميًا بدل الماء.
ويرى الخبراء أن الأكسالات والفوسفات العالية في هذا المشروب قد تُسهم في تكوين الحصوات، إلى جانب تأثيره السلبي على الكبد بسبب ارتفاع محتواه من السكر — إذ تحتوي معظم أنواعه على 20 إلى 50 غرامًا من السكر، أي ما يعادل علبة كاملة من المشروبات الغازية.
كما حذرت الدراسات من تأثيراته النفسية.
ففي أبحاث أُجريت في الصين، رُبط استهلاك شاي الفقاعات المتكرر بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين، بينما أظهرت دراسات على البالغين علاقة بين الإفراط في تناوله والإجهاد المزمن وتراجع جودة الحياة.
شاي الفقاعات تحت المجهر
ويُحذّر الأطباء أيضًا من مخاطر الاختناق المرتبطة بابتلاع اللآلئ عبر القشات الكبيرة، خصوصًا لدى الأطفال.
اقرأ أيضا: دراسة حديثة تكشف مفاجأة: الشاي قد يقوي عظامك بدلًا من إضعافها!
ورغم أن شاي الفقاعات لا يُعتبر "سامًا" بحد ذاته، فإن الخبراء ينصحون بتناوله باعتدال ومعاملة المشروب كـ"رفاهية عرضية" لا عادة يومية. فكما يقول البروفيسور آدم تايلور من جامعة لانكستر:
"الاستمتاع بكوب من شاي الفقاعات بين الحين والآخر لا يضر، لكن تحويله إلى عادة قد يُكلّف صحتك أكثر مما تتخيل."
