يورغن كلوب يتحدث عن تأثير والده عليه :"كان فخورًا بي جدًا، لكن لم يقلها أبدًا"
يُعتبر يورغن كلوب من أبرز مدربي كرة القدم في العصر الحديث، وقد حقق نجاحات غير مسبوقة مع بوروسيا دورتموند و ليفربول. ومع ذلك، فإن النجاح الاستثنائي الذي حققه كلوب لم يأتِ بمحض الصدفة، بل كان مدعومًا بدوافع عميقة جلبها من طفولته. في حديثه الأخير على بودكاست Diary of a CEO، كشف كلوب عن تأثير والده في دفعه للعمل بجدية أكبر، وكيف شكلت العلاقة مع والده شخصيته التنافسية التي أثرت على مسيرته في عالم التدريب.
كيف كانت العلاقة بين كلوب ووالده؟
قال كلوب عن والده: "كان يحبني كثيرًا وكان فخورًا بي، لكنه لم يقل ذلك أبدًا". هذه التربية الصامتة كانت بمثابة الحافز الأساسي لكلوب طوال مسيرته. بينما لم يكن هناك اعتراف علني من والده بمشاعره، إلا أن هذه العلاقة الحافلة بالتوقعات جعلت من يورغن شخصية منافسة لا تعرف الاستسلام.
وصف كلوب كيف كان والده، الذي كان بائعًا متجولًا وحارس مرمى سابقًا في كرة القدم الهواة، يُطالبه دائمًا بأداء الأفضل في كل شيء. وقال: "كنت دائمًا أتعرض للتحدي من والدي، كان حازمًا لأنه أراد أن يستخرج أفضل ما فيّ". هذا الضغط المستمر على يورغن دفعه إلى تجاوز حدود إمكانياته الطبيعية، ليكون "محاربًا" على أرض الملعب. هذه المنافسة المستمرة جعلت منه لاعبًا يطمح إلى تحقيق أقصى درجات التفوق، رغم علمه بأنه "ليس الأفضل بشكل طبيعي".
كيف أثر ذلك على فلسفته التدريبية؟
في حديثه، أشار كلوب إلى أن فلسفته التدريبية في ليفربول، والتي تُعرف بمبدأ اللعب بأسلوب (heavy metal football)، نابعة من هذه التجربة الشخصية. فقد اعتبر أن الجهد المستمر والضغط الذاتي هما الطريق للنجاح. قال: "كنت غير جيد في معظم الأشياء في البداية، لكني تعلمت أن أكون مقاتلًا على الملعب، حتى آخر دقيقة".
هذه الطبيعة التنافسية التي نشأ عليها جعلته في النهاية مدربًا يُفضل العمل الجماعي والضغط المستمر، وهو ما انعكس على أسلوبه التدريبي في الفرق التي دربها. وأضاف كلوب أنه لا يطلب من لاعبيه ما لا يستطيع أن يفعله هو بنفسه، بل يفضل الفهم العميق لاحتياجاتهم بدلاً من مجرد إلقاء الأوامر.
اقرأ أيضًا: كلوب يحذر منتخب ألمانيا: "العالم تغيّر.. وفرنسا وإسبانيا أقوى منا الآن"
على الرغم من تأثير والده الكبير، لم يغفل كلوب دور والدته، التي كانت شخصًا أكثر رعاية واهتمامًا. وصفها بأنها "كانت سعيدة بوجودي فقط"، مؤكدا أن هذه الموازنة بين التحديات التي فرضها عليه والده و الدعم الذي تلقاه من والدته شكلت شخصيته المتوازنة في الحياة والعمل.
بينما أصبح كلوب رمزًا في التدريب، كان قد أعلن في يناير 2024 عن تقاعده من التدريب ليصبح رئيسًا عالميًا لكرة القدم في ريد بول. لكن حديثه عن مسيرته وعن تأثير والديه عليه يكشف عن شخصية مدرب فريدة، تُقدّر العلاقات الإنسانية بينما تسعى دائمًا للتفوق الرياضي.
