البورصة السعودية تقترب من أطول موجة مكاسب أسبوعية منذ عامين
تواصل البورصة السعودية أداءها القوي هذا الأسبوع، مسجلةً ارتفاعًا للأسبوع الخامس على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب منذ ما يقارب العامين، مع تحسن ثقة المستثمرين وتفاؤلهم بنتائج الشركات للربع الثالث من العام، إضافةً إلى مؤشرات إيجابية على قوة الاقتصاد السعودي ونمو القطاع غير النفطي.
ارتفع المؤشر العام “تاسي” صباح الخميس متجاوزًا مستوى 11700 نقطة، مدعومًا بمكاسب أسهم قيادية مثل أرامكو السعودية ومصرف الراجحي وسابك، بينما شهدت أسهم أخرى مثل البنك الأهلي وأكوا باور تراجعًا طفيفًا. ومنذ بداية الأسبوع، حقق المؤشر مكاسب تقارب 1%، ليُعزز مساره الصاعد المتواصل منذ سبتمبر الماضي.
تفاصيل أطول موجة مكاسب أسبوعية في البورصة منذ عامين
وقالت ماري سالم، المحللة المالية لدى قناة “الشرق”، إن ما يحدث في السوق اليوم يُشبه السيناريو الذي شهدته السوق قبل عامين عندما استمرت سلسلة المكاسب لستة أسابيع متتالية، ممهّدةً الطريق أمام تحوّل إيجابي أنهى عام 2023 على ارتفاع.
وأوضحت أن “الارتدادة الحالية بدأت بعد قرار تحرير ملكية الأجانب، والآن تنتقل القيادة إلى نتائج الشركات التي ستحدد مدى استدامة الصعود.”
وأضافت سالم أن تفاعل السوق الإيجابي يعكس تحسّن معنويات المستثمرين وثقتهم في قدرة الشركات السعودية على تسجيل نتائج قوية رغم التحديات العالمية.
توقعات المؤسسات المالية حول البورصة
من جانبه، يرى إكرامي عبد الله، كبير المحللين في صحيفة “الاقتصادية”، أن المتعاملين في السوق يظهرون “تفاؤلاً أكبر من المؤسسات المالية” بشأن نتائج الربع الثالث.
وأشار في مداخلة تلفزيونية إلى أن رفع توقعات نمو الاقتصاد السعودي، خصوصًا في القطاع غير النفطي، يُخفف من أثر العوامل السلبية مثل الإغلاق الحكومي الأمريكي أو تذبذب أسعار النفط.
وأضاف عبد الله: “النشاط الاقتصادي المحلي يشهد توسعًا مدفوعًا بالاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية، وهذا يُترجم إلى تحسن أرباح الشركات المدرجة ودعم المؤشر العام.”
اقرأ أيضا: من هم هوامير البورصة المفتوحة وكيف يعملون؟
ورغم الأجواء الإيجابية، شهد سهم شركة المتقدمة للبتروكيماويات تراجعًا بنسبة تقارب 1% في تعاملات الخميس ليُغلق عند 35.28 ريالًا، رغم إعلان الشركة عن نمو أرباحها الفصلية بنسبة 56% على أساس سنوي، متجاوزةً توقعات المحللين بفضل انخفاض أسعار اللقيم وتحسن صافي الإيرادات.
وأوضح عبد الله أن “الشركة أظهرت كفاءة تشغيلية واضحة مع نمو الربح الإجمالي والتشغيلي بوتيرة أسرع من الإيرادات، لكن ارتفاع تكاليف التمويل ربما حدّ من انعكاس هذه النتائج على الأرباح الصافية.” وأضاف أن ارتفاع السهم بأكثر من 11% منذ بداية العام ربما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح بعد الإعلان.
ويرى محللون أن استمرار الأداء الإيجابي خلال الأسابيع المقبلة يعتمد على نتائج الشركات الكبرى في قطاعات البتروكيماويات والبنوك والطاقة، بالإضافة إلى تحركات أسعار النفط التي تشكل أحد محركات السوق الرئيسية.
وفي حال واصل المؤشر ارتفاعه للأسبوع المقبل، فستكون هذه أطول موجة مكاسب أسبوعية منذ مطلع 2024، وهو ما يعزز التوقعات بأن السوق السعودية قد تنهي عام 2025 بمكاسب قوية إذا حافظت الشركات على زخم أدائها وواصلت السيولة الأجنبية تدفقها إلى السوق.
