هل يمكن للموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي أن تنافس إبداع البشر؟ دراسة حديثة تجيب
في دراسة جديدة استكشف العلماء ما إذا كانت الموسيقى المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تكون مؤثرة عاطفيًا مثل الموسيقى التي يتم تأليفها بواسطة البشر، عندما يتم دمجها مع مقاطع الفيديو.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "PLOS One"، أن الموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي قد تثير نفس المشاعر العاطفية في المشاهدين، ولكنها تثير استجابات فسيولوجية مختلفة تتعلق بالتركيز والتحفيز.
وأدى التطور السريع في الذكاء الاصطناعي إلى فتح نقاشات واسعة حول دوره في المجالات الإبداعية، مثل الموسيقى والفنون البصرية.
وبينما يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في إنتاج وسائل الإعلام، لا يزال الجمهور العام يُعرب عن شكوكه، حيث يُنظر إلى الإبداع باعتباره سمة بشرية فريدة.
وفي هذا السياق، لاحظ نيكولاج فيشر وزملاؤه في دراستهم، أن قدرة الذكاء الاصطناعي على نقل المشاعر قد تم تجاهلها في العديد من الأبحاث السابقة.
قدرة الذكاء الاصطناعي على نقل المشاعر
لتنفيذ دراستهم، قام الباحثون بتجنيد 88 مشاركًا تم تقسيمهم عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات، شاهد كل منهم 14 مقطع فيديو قصيرًا تم جمعها من منصة عبر الإنترنت، وتم إزالة الصوت الأصلي منها.
وتنوعت المقاطع بين أفلام وثائقية عن الطبيعة، مشاهد متنوعة، رسوم متحركة تجريدية، وإعلانات، والفرق الأساسي بين المجموعات كان نوع الموسيقى التي تم مزامنتها مع هذه المقاطع.
- المجموعة الأولى: استمعت إلى موسيقى بشرية من تأليف موسيقيين محترفين، تم اختيارها من قاعدة بيانات من مقطوعات موسيقية عاطفية.
- المجموعة الثانية: استمعت إلى موسيقى تم توليدها بواسطة نظام ذكاء اصطناعي باستخدام أوامر دقيقة ومتخصصة، تم إنشاؤها بواسطة مولد الموسيقى "Stable Audio"، باستخدام أوصاف متعلقة بالنوع والمزاج والآلات الموسيقية لتتناسب مع الفيديو.
- المجموعة الثالثة: استمعت أيضًا إلى موسيقى مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن باستخدام أوامر أبسط تستند إلى تقييمات عاطفية رقمية من اختبار تمهيدي.
تأثير الموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي عاطفيًا
خلال التجربة، تم مراقبة إشارات بيولوجية للمشاركين بينما كانوا يرتدون سماعات رأس في المختبر، وتم قياس اتساع حدقة العين ومعدل الوميض باستخدام كاميرا تتبع العين، بالإضافة إلى جهاز آخر لقياس استجابة الجلد الجلفاني، التي تتعلق بمستويات العرق في الجلد.
وبعد مشاهدة كل فيديو مع المقطوعة الموسيقية المصاحبة، أجاب المشاركون على أسئلة حول حالتهم العاطفية.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين استمعوا إلى الموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي، كان لديهم اتساع أكبر في حدقة العين مقارنة بالمجموعة التي استمعت إلى الموسيقى البشرية، مما يشير إلى أن الموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي قد تطلبت مجهودًا ذهنيًا أكبر أو كانت أكثر إثارة.
اقرأ أيضًا: دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز 1% من نشاط الإنترنت عالميًا
كما أظهرت معدلات الوميض اختلافات بين المجموعات، حيث كانت مجموعة الموسيقى المولدة باستخدام أوامر مفصلة من الذكاء الاصطناعي تظهر معدل وميض أعلى، مما يشير إلى زيادة الانتباه العقلي.
وعند تحليل المشاعر التي عبر عنها المشاركون، كانت الجودة العاطفية للمشاعر (التي تتعلق بالإيجابية أو السلبية) متسقة عبر جميع المجموعات، ومع ذلك، أفاد المشاركون أنهم شعروا بتحفيز أكبر عند الاستماع إلى الموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي مقارنة بالموسيقى البشرية.
كما وجد المشاركون أن الموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي باستخدام أوامر مفصلة كانت الأكثر توافقًا مع الفيديوهات، بينما كانت الموسيقى البشرية أكثر ألفة بالنسبة لهم.
