هل اقتربنا من عصر الهيدروجين؟ بطارية مبتكرة قد تُنهي هيمنة الليثيوم
في خطوة قد تُحدث تغييرًا جذريًا في صناعة الطاقة، اكتشف باحثون من معهد طوكيو للعلوم طريقة جديدة لتخزين الهيدروجين في بطارية تعمل عند درجة حرارة 90 درجة مئوية (194 درجة فهرنهايت)، وهو ما يُعد انخفاضًا كبيرًا مقارنةً بالأنظمة التقليدية التي تتطلب درجات حرارة تتراوح بين 300 و400 درجة مئوية.
هذا الإنجاز، الذي تم الكشف عنه في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة "ساينس"، قد يمهد الطريق لاستخدام الهيدروجين بشكل أكثر كفاءة في السيارات الكهربائية وأجهزة الطاقة الأخرى.
مزايا البطارية الجديدة لتخزين الهيدروجين
تعمل هذه البطارية الجديدة، التي يستخدم فيها هيدريد المغنيسيوم كقطب موجب وغاز الهيدروجين كقطب سالب، على تسريع عمليات التخزين والإطلاق للطاقة في درجات حرارة منخفضة مقارنة بالتقنيات التقليدية.
ومن خلال استخدام إلكتروليت حالة صلبة له بنية بلورية، يمكن لهذه البطارية تخزين الهيدروجين وإطلاقه بشكل أكثر فعالية في خلية الحالة الصلبة عند الطلب، مما يوفر سعة تخزين تصل إلى 2030 مللي أمبير/ساعة لكل غرام.
اقرأ أيضا: بورشه تايكان 4S سيارة كهربائية مثالية ومتعددة الاستخدامات.. هل تستحق سعرها المرتفع؟
من خلال تقليل درجات الحرارة المطلوبة للعمل، فإن البطارية الجديدة توفر إمكانات مذهلة في تقليل التكاليف المرتبطة بتخزين الهيدروجين، وعادةً ما تحتاج الأنظمة التقليدية إلى أنظمة ضغط أو تبريد شديد، مما يزيد من تكاليف الإنتاج، وبفضل درجة حرارة التشغيل المنخفضة، يُمكن لهذه البطارية أن تُستخدم بشكل أكثر فعالية في مجموعة واسعة من التطبيقات.
تأثير البطارية على السيارات الكهربائية
البطارية الجديدة قد تُغير طريقة التفكير في تخزين الطاقة في السيارات الكهربائية. فبدلاً من بطاريات أيونات الليثيوم التي تُعتبر ثقيلة وتفقد كفاءتها مع مرور الوقت، يُمكن أن تُستخدم بطارية الهيدروجين الجديدة لتوفير طاقة أكثر كثافة وديمومة، مما يعزز أداء السيارات الكهربائية، ويُقلل من تأثير البصمة الكربونية.

فلطالما اعتُبر الهيدروجين أحد مصادر الطاقة الخضراء المستقبلية، ولكن إنتاجه وتخزينه كان يتطلب تقنيات معقدة ومكلفة، ومع هذه البطارية الجديدة، يبدو أن الطريق أصبح أكثر وضوحًا لاستخدام الهيدروجين بشكل فعّال في مختلف القطاعات، مما قد يسهم في تحقيق تحول كبير نحو طاقة أنظف وأكثر استدامة.
